على ملعب «أحمدو أهيدجو» في العاصمة الكاميرونية ياوندي، سيكون المنتخب المصري على موعد مع لقاء صعب جديد، بعدما أخرج «الفراعنة» كوت ديفوار، أحد المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب، في الدور ثمن النهائي؛ لكنهم احتاجوا إلى ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. ومرت أمس الذكرى الخامسة لآخر لقاء جمع بين المنتخبين في تاريخ مواجهاتهما المباشرة، حينما التقيا بالدور ذاته لنسخة المسابقة بالغابون عام 2017، وخرجت مصر فائزة بهدف نظيف سجله محمود عبد المنعم (كهربا) في الدقائق الأخيرة. لكن المغرب يتفوَّق بثلاثة انتصارات مقابل فوزين لمصر خلال ست مواجهات بينهما في البطولة القارية، وتعادل واحد.
وفي الوقت الذي يطمح فيه منتخب مصر، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس الأمم الأفريقية (7 ألقاب)، لحسم بطاقة نصف النهائي للمرة الثانية في النسخ الثلاث الأخيرة، فإن المنتخب المغربي، بطل المسابقة عام 1976، يحلم بالوجود في هذا الدور للمرة الأولى منذ 18 عاماً. وبعد تأهله «غير المقنع» للأدوار الإقصائية بنيله المركز الثاني بترتيب المجموعة الرابعة بفوزه الباهت 1- صفر على منتخبي غينيا بيساو والسودان، وخسارته بالنتيجة ذاتها أمام المنتخب النيجيري في مرحلة المجموعات، ظهر المنتخب المصري بشكل مغاير تماماً أمام كوت ديفوار في ثمن النهائي، مقدماً أفضل عروضه، ليتأهل بجدارة حتى وإن كان عن طريق ركلات الترجيح.
وما زال المنتخب المصري ينتظر تألق قائده نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح؛ حيث لم يقدم المستوى العالي المعروف عنه، وخوَّله للصعود ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم بقائمة جوائز «الفيفا». ويعاني المنتخب المصري من عقم هجومي؛ حيث لم يسجل سوى هدفين في 4 مباريات حتى الآن.
وعلَّق مدربه البرتغالي كارلوس كيروش على ذلك بقوله: «يتعيَّن علينا تطوير قدرتنا على التسجيل من دون أدنى شك. لقد خلقنا الفرص في جميع المباريات؛ لكننا لم نحسن ترجمتها إلى أهداف»؛ لكنه أضاف: «لكي أكون واضحاً، إذا فزنا بجميع مبارياتنا بنتيجة 1- صفر حتى النهاية، فسأكون سعيداً للغاية».ويعاني منتخب مصر من غياب حارس مرماه محمد الشناوي الذي أصيب في العضلة الخلفية خلال لقاء كوت ديفوار، كما تحوم الشكوك بشأن مشاركة لاعب الوسط حمدي فتحي اليوم؛ لكن بقية عناصر الفريق تبدو جاهزة تماماً.
في المقابل، كان أداء المنتخب المغربي أكثر استقراراً؛ حيث تصدر ترتيب المجموعة الثالثة بـ7 نقاط، بفوزه 1- صفر على غانا و2- صفر على جزر القمر، وتعادل 2- 2 مع الغابون.
وفي دور الـ16، أفلت منتخب المغرب من مفاجآت نظيره المالاوي، بعدما قلب تأخره صفر- 1 في مطلع اللقاء، لفوز ثمين 2- 1، ليعوض إخفاقه في النسخة الماضية للمسابقة التي أقيمت بمصر عام 2019، عندما عجز عن بلوغ دور الثمانية.
ويعوِّل المغرب على ثنائي خط المقدمة: يوسف النصيري مهاجم إشبيلية الإسباني الذي بدأ يدخل أجواء البطولة تدريجياً، علماً بأنه كان مصاباً قبل بدايتها، وسفيان بوفال، بالإضافة إلى الظهير الأيمن الرائع أشرف حكيمي، صاحب هدفين حتى الآن، والحارس ياسين بونو. وسيفتقد الفريق المغربي الحارس منير المحمدي وسفيان الكرواني، بعدما جاءت نتيجة اختبارهما لفيروس «كورونا» إيجابية، بينما تعافى فيصل فجر من إصابته بالعدوى، والتي تسببت في غيابه عن لقاء مالاوي.
ويأمل البوسني (الفرنسي الجنسية) وحيد خليلودزيتش، مدرب المغرب، مواصلة النتائج الرائعة التي حققها مع منتخب (أسود الأطلس)، والذي لم يتأثر بانتقادات استبعاده الثنائي حكيم زياش ونصير مزراوي، نجمي تشيلسي الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي لأسباب تأديبية.
ويطمع خليلودزيتش الذي قاد منتخب الجزائر لدور الـ16 بكأس العالم في البرازيل عام 2014، في استمرار سجله الخالي من الهزائم في المباريات الرسمية مع منتخب المغرب، سواء في تصفيات بطولتي كأس العالم وأمم أفريقيا، وكذلك في المسابقة الحالية؛ حيث حقق 13 انتصاراً و3 تعادلات. وحول الإجابة عن سؤال من سيفوز بهذه المواجهة السابعة بين منتخبي مصر والمغرب في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2022؟ أي منهما سيحسم مباراة القمة المقرر إجراؤها الأحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر (الثالثة بتوقيت غرينتش) على ملعب "أحمدو أهيجو" في ياوندي وينتزع حق الترشح لمواجهة الكاميرون الخميس المقبل في نصف النهائي؟
إذا سألت التاريخ، فالإجابة واضحة تميل لفائدة "أسود "الأطلس" لتفوقهم على منتخب "الفراعنة" بفارق كبير إذ حققوا الفوز (كما أكدت بوابة "الأهرام" الرياضية على موقعها الالكتروني) في "13 مواجهة من أصل 27 مباراة جمعت الفريقين في حين حققت مصر الانتصار في 3 مباريات فقط وحدث التعادل في 11".
وإذا سألت مدرب المغرب، الفرنسي البوسني وحيد خليلوزيتش، فجوابه أن مصر أكثر الفريقين خبرة في منافسات كأس الأمم القارية، إلا أنه أعد "خطة لإيقاف تحركات محمد صلاح" أبرز أسلحة "الفراعنة" في البطولة. وقال الجمعة خلال المؤتمر الصحافي البروتوكولي عشية المباراة إن لاعبيه يقيمون في ظروف جيدة في ياوندي وهم يلعبون منذ البداية على نفس الملعب (أحمدو أهيجو) ويقيمون بالقرب من مركز التدريبات، ما يبشر على حد قوله بالخير لفريقه.
وإذا سألت التاريخ مرة أخرى، فالجواب أن مصر عملاق أفريقيا تنفرد بعدد الألقاب التي فازت بها وهي سبعة آخرها "ثلاثية" في أعوام 2006 و2008 و2010، ولا يقترب منها سوى "أسود" الكاميرون بخمسة ألقاب آخرها أمام.. مصر في 2017 بالغابون (2-1). ولم يفز المغرب بالكأس القارية سوى مرة واحدة في عام 1976 في أديس أبابا. أما مدرب مصر، البرتغالي كيروش، فلم يتمكن من الحديث عن مباراة "الأشقاء" نظرا لإلغاء مؤتمره الصحافي الذي كان مقررا ظهر السبت إلى جانب لاعبه عمرو السولية، بسبب تأخر وصولهما إلى موقع إقامته، حسب ما أعلن الاتحاد الأفريقي للعبة.
قد يهمك ايضا
الكاف يشيد بتألق محمد الشناوي مع منتخب مصر في أمم أفريقيا
منتخب مصر يواجه كوت ديفوار في دور الـ16 من بطولة كأس أمم أفريقيا
أرسل تعليقك