أنس جابر تصنعها أحلامها والتعلم من أخطائها
آخر تحديث GMT19:59:27
 العرب اليوم -

أنس جابر تصنعها أحلامها والتعلم من أخطائها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أنس جابر تصنعها أحلامها والتعلم من أخطائها

التونسية أنس جابر
تونس_ العرب اليوم

من الحلم، بدأ مشوار لاعبة التنس التونسية أنس جابر. سلمت نفسها لتلك الخيالات الجميلة المرتسمة في الذهن بعدة أشكال وألوان. فهي ممن يشعرون بأحلامهم قبل تحققها ويؤمنون بها كمقدمة لبلوغها. إن خُيرت اختزالها بوصف، لقالت إنها «الحالمة» تأكيداً على كثافة عالمها الداخلي. ما يجعلها تستحق المكانة هو الحرص على الكفاح للحفاظ عليها. بالتمارين والمحاولات والنظرة الواثقة إلى النفس.

يقترب لقب «وزيرة السعادة» من قلبها، اقتراب ألقاب أخرى تتوجها نجمة ملاعب كرة المضرب. تجيد الضحك، لا الظاهر على الوجه فيما الداخل قاتم ومتوعك، بل الحقيقي القادر على صناعة حالة. في المدرسة، كانت مُسببة البهجات، حتى إن بعض الزملاء ألبسوها ثوب المهرج وحملوها خفة دمه ورغبته النبيلة بمد الآخرين بأوقات سعيدة. كما تحمد على النِعم، منها العائلة والمكانة، تمتن لقدرتها على تزيين الوجه بما يدل على الرضا.

سخر محيطون بها من حجم الأحلام، فأجابت: «ماذا ينقصني؟». لم تكن بلغت سنواتها العشر حين وضعت عيناً واثقة بعيون مشككين، وقالت: «سأربح غراند سلام!». أنس جابر تبعت أحلامها وطردت الظنون من العيون.

تهوى الخطر منذ سن صغيرة. اختلفت عن سائر الفتيات بنوع التسالي، فلم تكن «باربي» ولا قصور الأميرات. هي أخت لصبيين وفتاة تركتها مع لعبتها، وشاركت الشقيقين مباريات كرة القدم. ثمة شيء في المغامرة يستميلها كاستمالة الضوء للفراشات، لكنه عوض مصادرة أنفاسها، يتيح ولادتها من جديد.

تتأمل الواقفة أمامها في المرآة وتُحدثها. تلمح سعيها خلف نضوجها وارتقائها الإنساني، وتهديها ابتسامة. على المقلب الآخر، تُهدئ من روعها وتمدها بالدعم. تعود الملاعب بالضغط والقلق، ووراء المتعة، شحنات من الارتباك ورزمة مخاوف. تشجع أنس جابر نفسها أمام المرايا، وفي لحظات الاختلاء بالأفكار والأحلام والإرادة، تهمس لها: «ستحققين ما تريدين. أثق بكِ!».

كما تتدرب على مهارات اللعبة، تخضع لتدريبات من نوع آخر: الصبر، لجم التوتر، والتعبير عن المشاعر. كانت تُحقَن بالغضب فتتلقن التخلص منه. بمساعدة مدربين وبقرار شخصي، تحاول تقزيمه. فتهمده بدل أن يفجرها. إنجازاتها كثيرة، أجملها مصالحة النفس. تمتنع عن تبرير المضايقات وتلميع صورتها. الأولوية لسلامها الداخلي.الأم المولعة بكرة المضرب، وحدها مَن لمح مستقبلاً مضيئاً لابنة تشاركها موهبتها. جرتها إلى الملاعب وصفقت لكل فوز. لم تقص لها جناحاً وتُدخلها في قفص. تركت ضحكتها تملأ وجهها وشغبها يسبقها إلى بناء شخصيتها. منها تعلمت أبلغ الدروس البشرية: أن تكون هي.

أنس ابنة عائلة وأرض. صقل الشقيقان صلابتها، الأب ثقتها، والأم أحلامها. وجمعها بزوجها المبارز والمدرب كريم كمون إصرار على التقدم في الحياة قبل أن يجمعهما سقف البيت. أما الجدة الراحلة، فهي المناجاة. تشعر بها في أوقات الشدة، فتخفف عنها ثقل الموقف: في الملاعب الصاخبة، وأمام مَن يشجعون ولا يشجعون. تحضر من مكانها الآخر لتكون عناقاً يمسح التعب.

وتونس تحرضها على العطاء. في لقائه معها، يلفت الإعلامي الإماراتي أنس بوخش (ABTalks) إلى ما هو أبعد من لعبة: امرأة تمثل بلدها والعرب والقارة الأفريقية وجميع النساء الحالمات. «من هنا، تستحقين ما تصلين إليه»، يهنئها. تخبره أنها ما كانت لتفعل ذلك لولا وطنها. مَن حاولوا تحطيمها، لم يتصرفوا بذريعة عدم امتلاكها الموهبة. بل لأنها أولاً امرأة وثانياً عربية. أسكتتهم جميعاً، بينهم رعاة نافذون، لا بالتشاوف والادعاء، بل بالجدارة والأهلية.

ليست فائقة الجمال بالمعايير السائدة، لكنها حقيقية باختزالها الأنوثة خارج التزيف. تلهم النساء مزيداً من الثقة بأنفسهن وألا يعتمد تقييم الذات على النظرة النمطية المتعلقة بالشكل المُستنسخ. ترفض حضوراً في الملاعب يقتصر على مباريات وإعلان نتيجة. حضورها المؤثر في إدانة التنازلات المطلوبة من النساء ودفع الموهبة إلى أسفل القائمة عندما يتعلق الأمر بشروط الجهات الداعمة. الموهبة أولاً، لا الجمال ولا الجنسية.تؤمن أن الأشياء تحدث لسبب. هذا ما تُراكمه الأخطاء في المرء بعد الاستفادة من دروسها. أعمق من كسب المباريات وحصاد الميداليات، تتطلع أنس جابر إلى دورها في العالم. لم تكن الشخص الذي تود كونه إلا بعد قرارها تقبل نفسها كما هي؛ بوجهها وجسدها واحتمالَي الربح والخسارة؛ من دون أن يعني ذلك إخفاتها صوت المقاتِلة العالي، وطمس الإرادة التنافسية، لكن بألا يكون الجلْد هو دائماً الخيار المفضل.

شاقٌ إغداق الحب على النفس كما يحدث مع الأطراف الأخرى، والتوقف عن إصدار الأحكام عليها والمبالغة في عقابها. لطالما عدت أن الجيد ليس كافياً ما دام الأفضل لم يتحقق. من دروس الحياة الرأفة، شرط عدم تسرب الأعذار وتمادي الذرائع.

تخيفها الخسارة، فتملك شجاعة الوقوف في وجهها. تفاديها يتحقق بالتمارين ونصح المدربين، وأيضاً بالتصميم والالتزام والتطلع إلى الخطأ بكونه فرصة لتجنب ارتكابه مرة أخرى. تأخذ منه العبرة وتفتح له باب المغادرة على مصراعيه.

تنتمي للملعب حيث ذروة العلاقة مع النفس. «التنس هو الحرية»، تقول مَن تجعل العالم مكاناً أفضل.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

 

أُنس جابر تتراجع للمركز الثالث في التصنيف العالمي

 

انهيار أنس جابر في النفق بعد الخروج المبكر من أستراليا المفتوحة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنس جابر تصنعها أحلامها والتعلم من أخطائها أنس جابر تصنعها أحلامها والتعلم من أخطائها



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
 العرب اليوم - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
 العرب اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 19:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
 العرب اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab