اعتبرت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الاثنين ان الانتخابات المحلية في اوكرانيا كانت "ديموقراطية" و"شفافة" رغم الغاء الاقتراع في مدينة استراتيجية في الشرق، فيما ينتظر الاوكرانيون صدور اولى نتائج هذه الانتخابات التي تشكل اختبارا للرئيس بترو بوروشنكو.
واعتبر بوروشنكو ان هذه الانتخابات اكدت الدعم الشعبي ل"القوى الديموقراطية" الموالية للغرب.
واضاف في بيان للرئاسة ان "انقسام اوكرانيا الذي انتظره كثيرون لم يحصل. ان محاولة روسيا خلق مستعمرة خامسة موالية لروسيا داخل (البلاد) فشلت".
من جانبها، اعتبرت منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان "التصويت والفرز كانا شفافين" والحملة "احترمت عموما العملية الديموقراطية"، وذلك في تقرير مشترك مع مجلس اوروبا والبرلمان الاوروبي صدر الاثنين في كييف.
لكن المنظمة نددت ب"الطابع المعقد للاطار القانوني وهيمنة مجموعات اقتصادية قوية على العملية الانتخابية" وعدم استقلال وسائل الاعلام "التي تتجاوز غالبا الحد الفاصل بين الدعاية السياسية والاعلام"، داعية الى "مواصلة الاصلاحات" لمعالجة هذه المشاكل.
وهذه الانتخابات التي تنافس فيها اكثر من 200 الف مرشح ليكونوا رؤساء بلديات او اعضاء بلديين في مجالس بلدية او اقليمية تعتبر اختبارا لبوروشنكو الذي تراجعت شعبيته في شكل كبير على خلفية النزاع الدامي في شرق اوكرانيا وازمة اقتصادية خانقة.
واظهرت النتائج الجزئية الاولى ان كتلة بوروشنكو تتقدم في وسط وغرب البلاد مع اختراق مفاجىء في المجلس البلدي لاوديسا (جنوب) حيث يمكن ان تفوز بنحو عشرين في المئة.
اما المعارضة الموالية لروسيا، وعلى جري عادتها، فلا يزال حضورها راسخا في العديد من مناطق الجنوب والشرق القريبة من منطقة النزاع، في حين يتوقع ان تحقق احزاب معارضة اخرى نتيجة جيدة في بعض مناطق الغرب وفي كييف.
واشار استطلاع جرى عند الخروج من مكاتب الاقتراع الى موقع جيد للموالين لروسيا في خاركيف، المدينة الصناعية الكبيرة القريبة من الشرق المتمرد حيث يتوقع اعادة انتخاب رئيس بلديتها المنتهية ولايته غينادي كيرنيس من الدورة الاولى.
وفي كييف، تقدم الملاكم المشهور فيتالي كليتشكو الذي دمج حزبه بالحزب الرئاسي، غير انه سيضطر لخوض جولة ثانية امام مؤيد آخر للغرب.
ومن شان اختراق محتمل للموالين لروسيا ان يتسبب بابطاء التقارب بين كييف والاتحاد الاوروبي، وقد يؤدي الى احياء النزعة الانفصالية في شرق البلاد وجنوبها.
ولن تعرف النتائج النهائية قبل ايام عدة بالنظر الى اليات الفرز المعقدة.
وتوقع المحلل سيرغي فورسا من شركة دراغون كابيتال الاوكرانية للاستثمارات ان يحقق حزب الرئيس "نتيجة مذهلة" تناهز "30 في المئة من الاصوات" رغم الازمة الاقتصادية والنزاع مع الانفصاليين الروس الذي خلف اكثر من ثمانية الاف قتيل منذ نيسان/ابريل 2014.
وكتب خبير الشؤون الاوكرانية السويدي اندرس اسلوند في حسابه على تويتر "خلاصاتي حول انتخابات اوكرانيا: مشاركة متدنية، مشهد ضعيف مع تفاوت كبير بين المناطق، عدم وجود فائز كبير".
وافادت منظمة اوبورا الاوكرانية غير الحكومية ان نسبة المشاركة وصلت الى 46,5% وهي احدى ادناها على الاطلاق في البلاد.
واشرف اكثر من 1500 مراقب دولي على مسار هذه الانتخابات وفرز الاصوات، ما يعكس اهميتها الكبيرة.
ومنذ بدء الاقتراع ساد الانتخابات فتور بعد الغاء التصويت في ماريوبول، الميناء الاستراتيجي الذي يقطنه نصف مليون نسمة وحيث كان مؤيدو روسيا في الطليعة.
وقالت اللجنة الانتخابية ان مكاتب التصويت لم تفتح لان "بطاقات الاقتراع المطبوعة تتضمن مخالفات كبرى" يمكن ان تسهل تزويرها الى حد كبير.
ويمكن ان تجري انتخابات جديدة في ماريوبول في 15 تشرين الثاني/نوفمبر.
ولم تجر انتخابات الاحد في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بل من المفترض ان تجري العام المقبل.
وفي مؤشر الى هشاشة الهدنة الراهنة، اعلنت كييف انها ولدواع امنية قررت ايضا عدم اجراء الانتخابات في 122 بلدية في منطقة دونباس تخضع لجيشها لكنها تقع على خط الجبهة حيث توقفت المعارك بالكامل تقريبا منذ ايلول/سبتمبر.
أرسل تعليقك