انتخب زعماء الاتحاد الأوربي خلال قمتهم في بروكسل يوم السبت رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك رئيسا جديدا للمجلس الأوربي كما اختاروا وزيرة خارجية ايطاليا فيدريكا موغيريني مسؤولة جديدة للسياسة الخارجية للاتحاد.
وقال المجلس الأوربي في بيان "قرر المجلس الأوربي اليوم انتخاب دونالد تاسك رئيسا للمجلس الأوربي وتعيين فيدريكا موغيريني في منصب الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد".
وبذلك سوف يصبح تاسك، رئيس الوزراء البولندي يمين-الوسط ، ثاني رئيس للمجلس الأوربي. ويعكس انتخابه الرغبة القوية لدى دول الكتلة الشرقية في تولي منصب رفيع بالاتحاد.
ورئيس المجلس الأوربي هو الشخص الذي يرأس قمم زعماء الاتحاد الأوربي ويتوسط بين الحكومات الـ28 للاتحاد. وتنص معاهدة الاتحاد الأوربي على أن ينتخب المجلس الأوربي رئيسه بأغلبية مؤهلة لمدة عامين ونصف قابلة للتجديد مرة واحدة.
وستبدأ ولاية الرئيس الجديدة من أول ديسمبر هذا العام وتنتهي في 31 مايو 2017، وفقا للبيان.
وفي الوقت نفسه، عين تاسك رئيسا لقمة اليورو في نفس الفترة.
ورفعت الأزمة الأوكرانية من أسهم تاسك لتولي المنصب الرفيع حيث يعد من أبرز صقور الاتحاد الأوربي بشأن الكريملين والأزمة الأوكرانية، ما جعله يكسب تأييد القادة الأوربيين.
وفي مؤتمر صحفي عقب انتخابه، أشاد هيرمان فان رومبوي، الرئيس الحالي لهذا المنصب، بتاسك بأنه "رجل دولة لأوربا".
وقال رومبوي " لقد أثار إعجاب زملائه والعالم الخارجي بطريقته الواثقة والمصممة التي قاد بها دولته بولندا خلال الأزمة الاقتصادية، وتمكنه من الحفاظ على نمو اقتصادي مطرد لن يسقط أبدا في براثن الركود".
وأضاف رومبوي أن هناك ثلاثة تحديات سوف يواجهها الاتحاد الأوربي في السنوات القادمة وهي ركود الاقتصاد، وأوكرانيا وروسيا، ووضع بريطانيا في الاتحاد.
ومن جانبه، قال تاسك في المؤتمر الصحفي "إنني جئت إلى بروكسل من بلد يؤمن بشكل عميق بأهمية أوربا".
وأضاف "لا شخص عاقل يمكن أن يتصور الاتحاد الأوربي دون المملكة المتحدة، لا استطيع أن أتخيل ذلك شخصيا"، مضيفا انه سوف يأخذ مخاوف بريطانيا بعين الاعتبار.
ومن باب عنصر التوازن بين الجنسين والقوى السياسية في توزيع المناصب العليا، عينت موغيريني، وزيرة الخارجية الايطالية يسار-الوسط، محل البريطانية كاثرين أشتون في منصب الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد.
وقيل أن الوزيرة البالغة من العمر 41 عاما "لينة" جدا في موقفها إزاء روسيا وأيضا "قليلة الخبرة" لهذا المنصب، حيث عينت وزيرة خارجية في فبراير الماضي.
ولكنه إذا أصبح جان-كلود يونكر من يمين -الوسط رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي الجديد، فإنه يتعين أن يذهب المنصبان الآخران لديمقراطي اجتماعي وامرأة، وفقا للمحللين.
وأعرب فان رومبوي عن دعمه للوجه الجديد، قائلا "المجلس الأوربي على قناعة بأنها سوف تكون وسيطة ومفاوضة ومدافعة ماهرة وصامدة عن مكانة أوربا في العالم".
وقالت موغيريني في مؤتمر صحفي بعد تعيينها "في جميع أنحاء أوربا لدينا أزمة". وتعهدت بان تكرس نفسها للدفاع عن مصالح جميع الدول الأعضاء عبر "الحوارات وحلول الوسط وكذلك الإجراءات والقرارات".
وهنأت اشتون موغيريني بمناسبة المنصب الجديد، قائلة "أتمنى كل النجاح لها في المضي قدما بالعمل الخارجي للاتحاد الأوربي على مدى السنوات الخمس القادمة على رأس خدمة العمل الخارجي الأوربي".
ويتولى رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي إبان فترة ولايته لخمس سنوات مسؤولية تنسيق السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوربي ويسهم في تطوير هذه السياسة.
ومن المقرر أن تبدأ ولاية موغيريني بعد انتهاء فترة مكتب المفوضية الأوربية في 31 أكتوبر 2014 حتى 31 أكتوبر 2019.
وقال بيان للمجلس الأوربي إن تعيينها تم بالاتفاق مع رئيس المفوضية المنتخب جان -كلود يونكر، مشيرا إلى أن التعيين سيخضع لتصويت البرلمان الأوربي للموافقة عليه.
وفشل قادة الاتحاد الأوربي في الشهر الماضي في الاتفاق على مرشحي المنصبين الرفيعين.
وكان يجب تحديد مرشحي المنصبين في قمة خاصة ولاسيما مع اقتراب موعد إكمال يونكر تشكيل فريقه المكون من 28 مفوضا في منتصف سبتمبر.
وتنتهي الولاية الحالية لفان رومبوي رئيسا للمجلس الأوربي في أول ديسمبر 2014 وسوف تترك اشتون منصبها الحالي مع انتهاء الولاية الحالية للمفوضية في 31 أكتوبر هذا العام.
أرسل تعليقك