بروكسيل - العرب اليوم
تتجه أوروبا لتشكيل أول قوة مشتركة لمحاربة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين والانتحاريين، وتنسيق الجهود الأمنية والعسكرية لمحاربة المتطرفين وتتبعهم.
وجاء الاتفاق الأوروبي في اجتماع طارئ وموسع، عقده وزراء العدل والأمن بدول الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية، استمر حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول الخميس، لمناقشة هجمات بروكسل الإرهابية وسبل مواجهة الإرهاب.
وسيكون الهدف الرئيسى للقوة الأوروبية المشتركة هو تنسيق العمل الاستخباراتى وتبادل البيانات ومواجهة الإرهابيين عابرى الحدود، واستحداث طرق جديدة لسرعة نقل البيانات والتحذيرات وربط أجهزة المخابرات بمكاتب تسجيل الأجانب وسلطات إصدار التأشيرات، وفقا لما نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وستعمل تلك القوة أيضا على الجانب العسكري والأمنى، وذلك من خلال التحرك السريع لمواجهة أي خلل أمنى وتكوين قوات لضبط الحدود ومنع تسلل الإرهابيين ونقل الأسلحة إلى أوروبا ومواجهة الإرهابيين في أي دول من دول القارة.
وكانت أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا قد صعدت مؤخرا من حملتها ليس فقط ضد المسلمين ولكن ضد كل المهاجرين والأجانب الموجودين في أوروبا، كما طالبت بطرد كل ما يواجه اتهامات بالضلوع في أعمال إرهابية. وطالب اليمين المتطرف في فرنسا بقيادة «جان مارى لوبان» بضرورة إغلاق حدود فرنسا مع الدول الأوروبية، وخاصة بلجيكا، وإلغاء معاهدة «شنجن» التي تتيح لأى شخص يحمل هذه التأشيرة، دخول فرنسا من أي دولة أوروبية.
كما أبدت الباحثة عينها، مخاوفها من ارتفاع نسبة «الإسلاموفوبيا» ومن انغلاق الجماعات على نفسها، معتبرة أن «هذا ما تريده المجموعات الإرهابية، التي ترتكز على منطق اليمين المتطرف نفسه، الذي يريد دفع الطوائف للدخول في مجابهة فيما بينها».
ومن المقرر أن تبدأ الدول الأوروبية التحرك في مواجهة الإرهاب بشكل جماعى من خلال ثلاث خطوات رئيسية، أولاها فرض رقابة صارمة على الحدود ومنع أي أشخاص مشتبه بهم من الدخول.
وتمثلت الخطوة الثانية في إصدار تشريع أوروبي يطلق يد الأجهزة الاستخباراتية والأمنية لجمع أي معلومات مطلوبة عن أشخاص مشتبه بهم، وكذلك أي أشخاص يسافرون في سماء أوروبا، وهو ما سيلزم جميع شركات الطيران بتقديم معلومات مفصلة عن المسافرين.
والخطوة الثالثة هي فرض قيود جديدة على شركات الإتجار بالأسلحة والتصدى لفوضى السلاح التي تجتاح القارة ومنع تداول ونقل الأسلحة بين الدول الأوروبية.
ورأت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أن هجمات بروكسل الأخيرة وهجمات باريس في ١٣ نوفمبر العام الماضي، فضحت حجم الضعف الأوروبي في مواجهة الإرهاب، وأن تضارب مصالح الدول يؤثر على جهود مكافحة الإرهاب، وهو ما يجعل هناك حاجة ملحة لتكوين قوى مشتركة أمنيا وعسكريا واستخباراتيا لمواجهة الموقف.
أرسل تعليقك