خرج الأرجنتينيون إلى شوارع البلاد للمطالبة بتوضيح ملابسات مقتل المدعي العام ألبرتو نيسمان، الذي عثر على جثمانه قبل ساعات من مثوله الذي كان مقررا، الاثنين، أمام البرلمان لإطلاعه على تفاصيل اتهامه ضد الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فيرنانديز، في القضية المتعلقة بالهجوم على جمعية «أميا» اليهودية.
وكانت التقارير الأولية لتشريح جثة المدعي، أكدت انتحاره بطلق ناري في الصدغ من مسدس عيار 22 عثر عليه أسفل جثته في منزله.
وأوضحت المدعية فيفيانا فين، أنها ستحقق في مقتل نيسمان الذي أمضى 8 أعوام في البحث عن المسؤولين عن الهجوم على «أميا» الذي أسفر عن مقتل 85 شخصا وإصابة 300 آخرين عام 1994، وما إذا كان «انتحارا» من عدمه.
من ناحيتها، كسرت الرئيسة الأرجنتينية صمتها في الساعات الأخيرة ببيان نددت فيه بمقتل المدعي، وأشادت بباعه الطويل من التحقيقات في ذاك الهجوم المأساوي الأكبر الذي وقع بالبلد اللاتيني.
وحذرت من محاولات «الكذب والتشويش والإخفاء» في هذه القضية، وانتقدت وكلاء الاستخبارات ووسائل إعلام المعارضة.
وقبل ذلك بساعات، قد وافقت رئيسة الأرجنتين على رفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية التي استخدمها المدعي في قضية (أميا) ألبرتو نيسمان لاتهامها بالتستر على إرهابيين والكشف عن هوية الجواسيس المتهمين.
وفي الوقت نفسه تنادي المعارضة بتحقيق شامل وحذرت من خطورة الأحداث.
وتم العثور على جثة نيسمان قبل ساعات من مثوله الذي كان مقررا، الاثنين، أمام البرلمان ليدلي بتفاصيل البلاغ الذي تقدم به ضد الرئيسة الأرجنتينية وعدد من معاونيها بينهم وزير الخارجية فيكتور تيمرمان، بتهمة «التستر» على متهمين و«التقاعس عن واجب خاص بموظف حكومي».
وارتكز الاتهام على عمليات تنصت على محادثات هاتفية، طالت عدد من كبار المسؤولين، بينهم نائب برلماني من الحزب الحاكم، وموظفين من إدارة الاستخبارات التابعة للرئاسة الأرجنتينية، ومدع فيدرالي وقاضي سابق.
وكان نيسمان لديه تسجيلات المحادثات الهاتفية بين المسؤولين الإيرانيين ومسؤولي الاستخبارات والوسطاء الأرجنتينيين، والتي وفقا له تفيد بأن الأرجنتين وقعت مع إيران اتفاقا يقضي بالتستر على المشتبه بهم في الهجوم على «أميا» مقابل دفع التجارة الثنائية وتبادل النفط والحبوب في إطار أزمة الطاقة بالبلد اللاتيني.
ونادت المعارضة بمواصلة التحقيقات على نفس خطى نيسمان كما قامت بتكريم مقتله بالبرلمان في حين احتشد آلاف المواطنون بشوارع المدن الرئيسية للمطالبة بمعرفة الحقيقة وتطبيق العدالة رافعين بعض اللافتات المناهضة لحكومة فرناناديز.
وحمل المتظاهرون لافتات مثل «أنا نيسمان» و«العدالة من أجل نيسمان» و«كلنا نيسمان» فضلا عن بعض الهتافات المناهضة والمنددة بالرئيسة الأرجنتينية منها «قاتلة» حيث حاول البعض منهم تجاوز السور المحيط بالقصر الرئاسي في العاصمة بوينوس آيرس ما أسفر عن إصابة 4 اشخاص لاستنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
وكان نيسمان (51 عاما)، المسؤول عن التحقيقات في الهجوم على (أميا) قد أكد أن لديه دلائل تثبت صحة التحقيقات والجالية اليهودية التي تفيد بأن إيران وحزب الله اللبناني وراء التخطيط وتنفيذ ذاك الاعتداء.
المصدر: إ ف ي
أرسل تعليقك