كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة في بريطانيا عن أن حزبي الخضر والقومي الاسكتلندي سيوجهان ضربات قوية لزعيم حزب العمال، إد مليباند، خلال الانتخابات العامة القادمة، قد تطيح بآماله في الوصول الى رئاسة الوزراء، والإبقاء على زعيم المحافظين ديفيد كاميرون في منصبه.
وتسبب ارتفاع شعبية حزب الخضر مؤخرا في تهديد آمال حزب العمال على 22 مقعدا حاسما لوصول مليباند الى "داوننج ستريت" (مقر رئاسة الوزراء).
ويمثل القلق الأكبر لأعضاء الحملة الانتخابية لمليباند هو أن العمال يركزون حملتهم على استعادة الأصوات التي صوتت لحزب الليبراليين الديموقراطيين في انتخابات عام 2010، إلا أن هذه الأصوات قد تتحول للتصويت الى حزب الخضر، وخاصة في المدن ذات الجامعات الكبرى وفي المناطق الحضرية الأخرى.
وتشمل قائمة المقاعد ال22 المدن ذات التركيزات الكبرى للطلاب، ومن بينها معقل حزب الليبراليين الديموقراطيين في "بريستول وست" ونورويتش ساوث وكيمبرديج، وبرايتون كيمب تاون.
وشهد حزب الخضر ارتفاعا كبيرا في أعضائه في الأسابيع الأخيرة، إضافة الى ارتفاع تقييمه في استطلاعات الرأي، التي وصلت الى 9%، حيث تخطى حزب الليبراليين الديموقراطيين في استطلاع "ايبسوس موراي".
ولا يقتصر تهديد حزب العمال على الخضر فقط، بل إن الحزب القومي الاسكتلندي يمثل صداعا كبيرا للعمال في شمال البلاد.
وكشف استطلاع للرأي الأسبوع الماضي عن أن كبار اعضاء حزبي العمال والليبراليين الديمقراطيين سيخسرون مقاعدهم في البرلمان القادم عن دوائرهم في شمال بريطانيا لصالح الحزب القومي الاسكتلندي.
وأشار الاستطلاع الى ان داني الكسندر، الوزير بوزارة الخزانة عن حزب الليبراليين الديموقراطيين، و دوجلاس الكسندر، قائد الحملة الانتخابية لحزب العمال ووزير الخارجية بحكومة الظل العمالية، لن يصبحا عضوين برلمانيين بعد الانتخابات القادمة.
واوضح استطلاع اللورد اشكروفت ان الحزب القومي الاسكتلندي سيحصل على 15 من بين 16 مقعدا هامشيا حاسما في اسكتلندا، ليوجه ضربة قاضية في هذه الحالة لطموحات زعيم حزب العمال اد مليباند لكي يصبح رئيسا للوزراء.
وفي حالة تكرار هذه النتائج في انتخابات السابع من مايو القادم، فان حزب العمال سيخسر 35 من بين 41 مقعدا برلمانيا، مما يضعف بشدة أي امال بتحقيق حزب العمال لأغلبية ضرورية لتشكيل الحكومة.
ورغم اعتراف الوزيرة الأولى في اسكتلندا وزعيمة الحزب القومي الاسكتلندي بأن حزبها لن يتحالف مع حزب العمال، إلا أنها أعلنت استعدادها دعم حكومة أقلية لحزب العمال، مقابل الموافقة على شروط الحزب ومن بينها الغاء برنامج "ترايدنت" للردع النووي"، إضافة الى الغاء السياسة التقشفية التي وصفتها "بالفاشلة".
ورفض زعيم العمال اد مليباند في أكثر من مناسبة استبعاد التحالف مع الحزب القومي الاسكتلندي، في إشارة الى الوضع الصعب الذي يعيشه مليباند حاليا، رغم كشف بعض الاستطلاعات عن تقدم حزبه عن حزب المحافظين.
وبشكل عام من المنتظر أن تحدد الأحزاب الصغيرة (الخضر والحزب القومي الاسكتلندي وحزب الاستقلال) هوية رئيس الوزراء البريطاني الجديد مع انتظار الجميع لبرلمان معلق، بالنظر الى ارتفاع شعبية الأحزاب الصغيرة وتراجع شعبية الحزبين الرئيسيين في دوائرهم التقليدية.
أ ش أ
أرسل تعليقك