بكين ـ شينخوا
لم يكن الشاب الأردني مهند علي محمد شلبي، يعرف انه سيأتي يوم ويستشهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بقصته في خطابه الذي ألقاه في افتتاح الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي، بحضور شخصيات بارزة من الجانبين الصيني والعربي.
وقال شي في خطابه "إن العلاقات الصينية العربية بتطورها السريع جعلت حياة أبناء شعوبنا أكثر ترابطا. فهناك قصة حية حدثت في مقاطعة تشجيانغ حيث علمت سابقا: انشأ تاجر أردني اسمه مهند مطعما عربيا أصليا في مدينة ييوو التي يجتمع فيها عدد كبير من التجار العرب. وقد احضر الأطعمة العربية الأصيلة إلى هذه المدينة، كما استفاد من تطور وازدهار هذه المدينة وحقق نجاحا لتجارته، حتى تزوج مع فتاة صينية واستقر في الصين."
وأضاف شي " إن هذا الشاب الذي هو مثل أي شاب عربي يعمل على تحقيق الاندماج فيما بين حلمه الشخصي والحلم الصيني الذي يقف رمزا لمساعي جميع أبناء الشعب الصيني إلى السعادة والرفاهية ويبذل جهودا دؤوبة بروح الإصرار ، بما يكسب تجارب متنوعة ويجسد الانسجام المثالي بين "الحلم الصيني" و"الحلم العربي".
وتجسد قصة مهند كفاح شاب عربي امتزج حلمه بالحلم الصيني فأصبحت الصين له وطنا بعد وطنه وقد عاش فيها ما يقرب من نصف عمره.
ومن الطريف أن مهند نفسه قد تفاجئ عند سؤاله عن استشهاد الرئيس الصيني بقصته، حيث انه لم يكن يعلم انه الشخص المقصود.
حطت أقدام مهند فى الصين لأول مرة في عام 2000 عندما دعاه عمه للعمل في مطعم المائدة العربي الذي افتتحه في مدينة قوانغتشو بمقاطعة قواندونغ جنوبي الصين. وكان قد عمل في مطعم آخر لعمه في تايلاند من قبل ولكنه لم يمكث هناك غير عامين.
عمل مهند في مطعم المائدة من عام 2000 حتى 2002 ولم يكن راتبه في هذا الوقت يتعدى 300 دولار. وتعرف على فتاة صينية تدعى ليو وكانت تعمل معه في المطعم نفسه حيث تزوجا. وافتتح عمه مطعما آخر يحمل نفس الاسم في مدينة ييوو التي انتقل إليها مع زوجته ليعملا في المطعم الجديد.
وقال مهند لوكالة شينخوا "بعد عامين من العمل في المطعم، قررت أن افتتح مطعمي الخاص في عام 2004 وأطلقت عليه اسم مطعم الأقصى في ذلك الوقت. وقد كانت بشائر الحلم الصيني قد بادرت في الظهور. فلدي عائلتي ومصدر للرزق ولكنها كانت بداية الحلم وليست نهايته".
وعاد مهند إلى الأردن في عام 2014 لزيارة بلده، حيث كانت هذه زيارته الأولى للأردن منذ أن أتى إلى الصين في عام 2000.
وذكر "لم اعد إلى بلدي منذ أن أتيت إلى الصين، فقد كانت الحياة قاسية في بادئ الأمر . وكان عندي من الإصرار ما يلهمني الصبر حتى أحقق حلمي في النجاح. وقد كان ما أردت وعدت إلى بلدي والوضع مختلف تماما".
وأضاف " حضرت عائلتي إلى الصين لزيارتي خلال هذه الـ14 عاما أكثر من مرة. فيما حضر أخواي للعمل معي في المطعم لفترة ثم عادا لينشغلا بأعمالهم ".
ولدى مهند ولدين احدهما ولد في عام 2003 واسمه انس والآخر ولد في عام 2005 واسمه مالك. كلاهما يدرسان في مدارس صينية ولا يتحدثان الكثير من اللغة العربية.
وقال مهند " إن مناهج المدارس العربية الموجودة في ييوو لا ترتقي لمستويات نظيرها في البلاد العربية، ما يجعل من الصعب على الطلاب أن يكملوا تحصيلهم العلمي بعد خروجهم من هذه المدارس والتحاقهم بأخرى ولذا فقد فضلت المدارس الصينية، ولكن في الوقت نفسه أتمنى لو أن هناك مدارس عربية ترتقي مناهجها إلى المستوى في ييوو لكي يتمكن أبناء الجالية العربية من الإلمام بكلتا اللغتين العربية والصينية".
ولم يكتف مهند بمطعمه الذي طور فيه كثيرا حيث قام بتحديثه في عام 2009 وغير اسمه من مطعم الأقصى إلى ورد وخصص بداخله قاعات خاصة لكبار الزوار وغيرها ليصبح مقصدا للزبائن من جميع أنحاء العالم، ولكنه انشأ أيضا شركة ماجيك لاين للاستيراد والتصدير لتتوسع أعماله وتتعمق جذوره في الصين.
ويعمل مهند حاليا في العمل الخيري أيضا، حيث يقوم بمساعدة أبناء الجالية الأردنية في ييوو في مختلف النواحي من إقامة المناسبات والأفراح والمآتم في مطعمه وغيرها من السبل.
واختتم مهند حديثه بأنه يشعر بالسعادة والسكينة في الصين، فمنذ أن أتى إليها وقد عقد عزمه على تحقيق حلمه وحلم عائلته، حيث أقام عائلته التي مزجت بين الدم العربي والصيني ووجد الحب والمعاملة الطيبة من أصدقائه الصينيين والعرب في ييوو.
أرسل تعليقك