سيول ـ يونهاب
اعتذرت الرئيس بارك كون هيه لأسر ضحايا السفينة الغارقة سيوال عن الطريقة التي عالجت بها الحكومة الحادثة، واعدة بتطوير معايير السلامة في البلاد لمنع وقوع كوارث مماثلة في المستقبل .
أدلت بارك بهذه التصريحات لدى لقائها بمجموعة من ممثلي عائلات الضحايا في مكتب الرئاسة لسماع آرائهم ومطالبهم في الوقت الذي تعد فيه تدابير لمعالجة مشاكل عديدة كُشف عنها خلال الكارثة.
وقال بارك " أعتذر مرة أخرى عن الطريقة التي استجابت بها الحكومة والتي كانت غير كافية "، وأضافت " أعتقد أن الطريقة الوحيدة لضمان أن هذه التضحيات لن تذهب سدى هي وضع أنظمة أمان اجتماعي جديدة تماما ... وتقوية أساسيات المجتمع كما لو أننا نعيد بناء البلاد ".
وتعد هذه المرة الأولى التي تعتذر فيها بارك مباشرة إلى الأسر على الرغم من أنها قد اعتذرت عدة مرات منذ الشهر الماضي.
وقالت بارك أنها جمعت مجموعة واسعة من وجهات النظر من الخبراء، بدءا من تعزيز نظم و معايير السلامة مرورا بإصلاح نظم البيروقراطية. وطلبت من العائلات تقديم أفكارهم حول ما ينبغي القيام به .
وقالت ايضا ان الحكومة مستعدة للمساعدة في دعم سبل معيشة الأسر .
وأصدرت العائلات قبل الاجتماع بيانا يطالبون فيه الحكومة بإنشاء هيئة مستقلة لتقصي الحقائق من أجل تحقيق شامل و غير مقيد، وتوفير الدعم المالي والمؤسساتي الكامل لذلك، و ضمان مثول أولئك الذين تثبت مسؤوليتهم أمام العدالة.
وقال ممثل عن عائلات الضحايا في وقت لاحق للصحفيين ان ناقاشهم مع بارك ركز على المطالب. وذكر أن بارك أخبرت ممثلي الأسر عن شعورها بالحاجة لإصدار قانون خاص، لكنها لم تعرب صراحة عن دعمها الكامل لهذا المطلب .
كما طالبوا الحكومة بتعبئة جميع الموارد اللازمة لانتشال جميع الضحايا.
ومن المتوقع أن تعكس بارك وجهات نظر العائلات في بيان توجهه إلى الأمة في وقت ما من الاسبوع المقبل. ومن المتوقع ان تعتذر مرة أخرى عن الطريقة التي عالجت بها الحكومة الحادثة.
وكان الرأي السائد أن بارك ستعلن عن البيان هذا الاسبوع، إذ يصادف يوم الجمعة مرور شهر واحد عن الحادث الذي خلف 284 قتيلا و 20 اخرين ممن لايزالون في عداد المفقودين.
ويوحي التأخير الواضح بأن بارك تتخذ الحذر في صياغة البيان لأنه من المتوقع أن يكون منعطفا هاما في هذه الأزمة التي تركت البلاد بأسرها في حالة من الكآبة و الحزن لأكثر من شهر.
وقال مسؤولون في الرئاسة أن بارك تجري اللمسات النهائية على البيان. كما انه يجري التفكير أيضا في التفاصيل مثل مكان قراءة البيان الأفضل لنقل رسالة بارك .
وقد تأجج غضب الرأي العام عقب الحادث وسط الانتقادات التي أشارت إلى ان المزيد من الأرواح كان بالامكان إنقاذها لو تمت الاستجابة الأولية بشكل أسرع و أكثر انتظاما، كما ألقي باللوم على نقص الرقابة على إجراءات السلامة على السفينة وطاقمها أيضا .
ويُنتظر بيان بارك بترقب إذ أنه سيحمل مخطط الاجراءات التي تنوي بارك تطبيقها لتطوير نظم السلامة الاجتماعية وكذا تغييرات مجلس الوزراء.
وسبق لرئيس الوزراء تشونغ كونغ وون تقديم استقالته التي تعتزم بارك قبولها. ومن المتوقع أيضا تغييرها لكثير من الوزراء مع إعادة تنظيم مكتب الرئاسة في خطوة لإبداء عزمها على البدء من جديد .
أرسل تعليقك