بوتوسي رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار
آخر تحديث GMT02:58:15
 العرب اليوم -

"بوتوسي" رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "بوتوسي" رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار

مشهد عام لبوتوسي في بوليفيا
بوتوسي - العرب اليوم

التفجيرات بالديناميت تهز جبل سيرو ريكو في بوتوسي في بوليفيا الذي تعبره مرات تحت الارض تمتد على حوالى مئة كيلومتر وهو يشكل رمزا للعظمة الاستعمارية في اميركا اللاتينية ومدرج على قائمة التراث العالمي للبشرية الا انه مهدد بالانهيار على رؤوس الاف عمال المناجم.
وقد ادرجت اليونسكو بوتوسي على قائمتها العام 1987 ، لانها كانت اكبر مجمع صناعي في العالم في القرن ابسادس عشر  بفضل مناجم الفضة والقصدير . الا انها وضعت في منتصف حزيران/يونيو على قائمة المواقع المهددة بالخطر بسبب المخاطر التي يواجهها سيرو ريكو "والناجمة عن النشاطات المنجمية المتواصلة والخارجة عن اي اشراف" على ما جاء في بيان المنظمة الدولية.
 ومدينة بوتوسي الي تشكل رمزا للاستعمار واستغلال موارد اميركيا اللاتينية من قبل اسبانيا تعيش مع سكانها البالغ عددهم 200 الف نسمة في الفقر اليوم.
ورغم تنبيهات اليونسكو ، لا يسع احد ان يفكر في وقف الاستغلال المنجمي وهو مصدر العائدات شبه الوحيد للمنطقة.
ويقول كارلوس مامامي رئيس احدى التعاونيات التي تضم 12 الف عامل منجمي في المدينة "لن نهجر المكان لانه يسمح لنا بتأمين لقمة العيش لعائلاتنا. فالى اين نذهب؟"
في جبل سيرو ريكو وهو خلية نحل فعلية والذي انخفض علوه من 5180 مترا الى 4787 مترا بسبب النشاط المنجمي لا يزال العمل كما كان قبل 500 عام اي "بالرفوش والمعاول في ظروف غير صحية" على ما يقول رئيس جمعية مهندسي بوتوسي، رونالد فاخاردو لوكالة فرانس برس.
وتؤدي الحوادث الى "حوالى ثلاثين حالة وفاة في السنة يسجلها الضمان الاجتماعي وحتى ربما اكثر من ذلك" في الواقع على ما يشدد اوسفالدو كروس مدير الشؤون الثقافية في منطقة بوتوسي.
وتكثر حوادث الانهيارات في المنجم ما يدفع الحكومة الى سدت الابار بخليط من الاسمنت والرمل والبوليريثان الا ان الارض تستمر بالانخفاض  في حين ان المدينة تعاني من التداعي.
ويؤكد كروس "ثمة تراجع واضح في بوتوسي لان ما من سياسات موضوعة للمحافظة على ما لدينا".
ويوضح مصدر اخر يهتم في شؤون الثقافة في البلدية "لا تتخذ اجراءات لحفظ النصب لاننا لا نملك الموارد الاقتصادية لذلك".
وتفيد الاسطورة ان كان بالامكان مد جسر من فضة بين بوتوسي ومدريد مع كل الفضة التي استخرج من هذا الجبل.
اما اليوم وحدها بعض الابنية الباروكية مع اعمدة حجارية  وابواب خشبية محفورة وشرفات مزينة بزجاجيات تشهد على عظمة المدينة سابقا التي كان الصحافيون في القديم يقولون ان ازقتها وكنائسها كانت مكسوة بالذهب والفضة.
ويقول جوني يايي مدير اللجنة المدنية في بوتوسي "لا زلنا فقراء هنا. ليس لدينا مصانع ولا تنمية  فقط المناجم. ماذا ترك لنا الجبل؟ نفايات وتلوث".
الجهاز الجيولوجي والفني للمناجم قال في تقرير اخير ان سيرو ريكو انتج "منذ الاستعمار ما يوازي 60 الف طن من الفضة" اي ما قيمته 40 مليار دولار.
لكن ارضه لا تزال تزخر بهذا المعدن.
الا ان المدينة والمنطقة لا تتلقيان الا 36 مليونا من الضرائب سنويا في بلد يعتبر الافقر في اميركا الجنوبية وحيث النشاط المنجمي هو ثاني مصدر للعائدات بعد صدارات الغاز الطبيعي.
وامام عواقب الاستغلال غير الرشيد،  "نريد ان يتم الاهتمام بجبل سيرو وان يتوقف النشاط "المنجمي على ما تقول ماخيلا آلي احدى قاطنات المدينة.
ويؤكد غريغوري كوندوري وهو من سكان المدينة ايضا ان الجبل "يجب ان يحول الى نصب (..) وموقع سياحي  والا دمر بالكامل".
ومع ان هذا الموقف يشاطره كثيرون الا ان قلة هم الذي يعلنون عنه خصوصا انه من الصعب معارضة عمال المناجم وتعاونياتهم المتحالفة مع الرئيس موراليس والذين يخشى جانبهم في المنطقة.
 ويقول مهندس اراد عدم الكشف عن هويته "في حال واصلت انتقاد (عمال المناجم) قالوا لي انهم سيفجرون منزلي".

(أ ف ب)

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتوسي رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار بوتوسي رمز العظمة الاستعمارية مهددة بالإنهيار



GMT 02:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ترامب سينشئ منظومة دفاع صاروخي جديد في الولايات المتحدة

GMT 02:08 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأوكراني ينسحب من مناطق في الشرق

GMT 01:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

غزة وأوكرانيا من أولويات جو بايدن قبل تركه البيت الأبيض

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab