أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس 12 فبراير/شباط أن "رباعية النورماندي" توصلت اتفاق لتسوية الأزمة الأوكرانية بالطرق السلمية.
وقال بوتين في ختام مباحثات ماراثونية استمرت نحو 16 ساعة في العاصمة البيلاروسية مينسك أن أطراف الرباعية استطاعوا الاتفاق على الكثير من النقاط وأهملها وقف إطلاق النار في دونباس اعتبارا من فجر يوم الأحد المقبل.
وكانت أنباء ذكرت أن زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا اختتموا مشاورات ماراثونية معقدة وناجحة استمرت لأكثر من 14 ساعة، قبل ترد أنباء مضادة تفيد بعودتهم إلى الغرف المغلقة لاستئناف الحوار على نقاط الخلاف.
وذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية نقلا عن مصادر أن مجموعة الاتصال لم تصادق بعد على مشروع الاتفاق الذي أعده زعماء "رباعية النورماندي"، موضحة أن ممثلي دونيتسك ولوغانسك يصرون على ضرورة سحب كييف قواتها من منطقة ديبالتسيفو التي تحاصرها الدفاع الشعبي في دونباس.
كما أضافت الوكالة أن كييف لا توافق على اقتراحات موسكو بشأن تحديد خط الفصل بين الجانبين المتنازعين في شرق أوكرانيا وكذلك وضع "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين".
وقال وزير الخارجية الأوكراني بافل كلمكين في تصريح مقتضب إن "العمل مستمر.. سنعمل بشكل متواصل وفق كافة الصيغ المتاحة"
وكان مصدر مقرب من مشاورات مينسك أفاد في وقت سابق بأن "رباعية النورماندي" أحرزت تقدما كبيرا واتفقت على 80 % من الوثيقة الختامية لمشاوراتها حول الأزمة الأوكرانية.
وقال المصدر لوكالة "نوقوستي" إن أقطاب "رباعية النورماندي" سيحيلون الوثيقة التي تتضمن 10 بنود بعد توقيعها للإقرار في مجموعة الاتصال.
وأكد المصدر: "تم تحقيق تقدم كبير".
من جانبها نقلت وكالة "د ب أ" الألمانية عن مصدر دبلوماسي أن أطراف "رباعية النورماندي" تسعى إلى وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا في غضون 48 ساعة".
وأفادت تقارير إعلامية بأن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية ألكسندر زاخارتشينكو ونظيره في جمهورية لوغانسك الشعبية إيغور بلوتنيتسكي انضما إلى المفاوضات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيراه الفرنسي فرانسوا هولاند والأوكراني بيوتر بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بدؤوا بمينسك عند الثامنة والربع (بتوقيت موسكو) من مساء الأربعاء 11 فبراير/شباط مشاورات معقدة لوضع اللبنة الأولى على طريق وقف الصراع بأوكرانيا.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق أن توقيع وثيقة ختامية قد يتم الخميس 12 فبراير/شباط، مؤكدا أن زعماء "رباعية النورماندي" يواصلون مفاوضاتهم بشأن التسوية الأوكرانية في مينسك بشكل حثيث.
وكانت المفاوضات الموسعة انطلقت بعد نحو ساعتين من بدء القمة الرامية إلى إيجاد صيغة لوقف إطلاق النار شرقي أوكرانيا وتسوية الأزمة بالطرق السلمية.
وهذه أطول مشاورات يجريها الرئيس بوتين منذ تولى الرئاسة عام 2000.
وكان الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشنكو هدد بفرض القانون العرفي في كل أنحاء أوكرانيا في حال فشل المفاوضات، منبها إلى أنه في حال لم تؤد القمة إلى نزع فتيل التصعيد "فستسود الفوضى التامة".
وتعقد هذه قمة مينسك في ختام أسبوع من المشاورات الدبلوماسية الشاقة التي بادر إليها الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية، وقدما مقترحات، قالت موسكو إنها تستند في الكثير من نقاطها إلى مبادرة سابقة للرئيس بوتين.
أرسل تعليقك