لندن - العرب اليوم
تتباين مواقف الأحزاب البريطانية قبيل الانتخابات العامة، حول غالبية القضايا المحلية والدولية، لاسيما ما يتعلق بالضرائب والرعاية الصحية، إذ تبدو مساحة
الإتفاق أكبر بشأن قضايا الشرق الأوسط، وخطر تنظيم "داعش" المتطرّف.
وكان رئيس الوزراء البريطاني زعيم حزب "المحافظين" ديفيد كاميرون، قد أعرب في تصريح إعلامي قبل أيام، عن تقديره لزعيم حزب "العمال" المعارض إيد
ميليباند، عندما أيد القرار بالمشاركة في العملية العسكرية ضد تنظيم "داعش" في العراق.
يشار إلى أنَّ مجلس العموم البريطاني المنتهي ولايته، له موقفين حاسمين لاسيما في قضايا الشرق الأوسط، ففي العام 2013 صوّت أعضاؤه بأغلبية ضئيلة ضد
قرار المشاركة في ضربة عسكرية كانت الولايات المتحدة تعد لها ضد النظام السوري، إذ وصفه المراقبون آنذاك بأنَّه كان اللبنة الأولى في إحجام المجتمع الدولي
عن هذه العملية العسكرية.
وكان الموقف الثاني، في العام الماضي، عندما أيد الأعضاء بأغلبية كبيرة المشاركة في الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" المتطرّف ضمن التحالف الدولي
الذي تشكل آنذاك.
بدوره، أكّد الصحافي في شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية البريطانية جوي غونز، اليوم الجمعة، أنَّ أي حكومة يقودها ميليباند ستكون أكثر إحجامًا عن أي تدخل
عسكري بعد تجربتها في حرب العراق عام 2003، وسيكون كاميرون أكثر استعدادًا للتدخل الخارجي، إذا تمكن من تشكيل حكومة أغلبية.
وأضاف غونز، أنَّ السمة العامة هي وجود "ثوابت معينة" في سياسات الأحزاب المتنافسة إزاء التطورات في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح، أنَّه بالرغم من اختلافهم بشأن أوروبا والعلاقات مع روسيا وغيرها، فإنهما يتفقان التصدي لقضايا الشرق الأوسط وتهديدات تنظيم "داعش"، فضلًا عن
اختلافهما في طبيعتها ومداها، وهو ما سيتحدد بناءً على الأغلبية التي سيتمتع بها الحزب الفائز في الانتخابات المقبلة.
وبيّن أنَّ ميليباند ويؤيده كثيرون من نواب حزبه، لإقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها، بغض النظر عما ستؤول إليه المفاوضات، لافتًا إلى أنَّ موقف "
المحافظين" بزعامة كاميرون مازال يرى ضرورة التوصل لذلك عن طريق المفاوضات.
أرسل تعليقك