مع تصعيد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) مؤخرا في جرائمه إزاء الرهائن التي يحتجزها طلب الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم تفويضا جديدا يخوله القيام بعمل عسكري ضد التنظيم دون أن يشير الى احتمال تدخل بري أمريكي "طويل الأجل" في سوريا والعراق.
وذكرت مصادر رسمية بالولايات المتحدة ان اوباما طلب من الكونغرس تفويضا يخوله شن عمل عسكري ضد التنظيم والجماعات التي تسانده بهدف القضاء عليها في غضون ثلاث سنوات من دون تحديد رقعة جغرافية محددة مشيرة الى ان التفويض يحظر استخدام قوات امريكية في هجوم بري "طويل المدى".
وفيما قال البيت الابيض ان اوباما سيلقي كلمة في وقت لاحق يتحدث فيها عن التفويض اعتبر مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون أن هذا الطلب "ليس مفصلا بما فيه الكفاية" داعين الى طرحه على الشعب الامريكي وبدأ نقاشات "فورية" بخصوصه.
في هذا الصدد قال رئيس مجلس النواب جون بوينر وهو جمهوري من اوهايو للصحفيين انه "في حين أن استخدام القوة العسكرية للتعامل مع تنظيم (داعش) يعد خطوة مهمة الى الأمام إلا أن أوباما لايزال بحاجة الى طرح هذه المسألة على الشعب الامريكي".
وعبر بوينر عن شكوك "في أن تفضي استراتيجية (أوباما) الى تفكيك وتدمير (داعش)" مشيرا الى ان طلب التفويض هي فقط "بداية عملية تشريعية من شأنها أن تنطوي على جلسات الاستماع وادخال تغييرات على الطلب".
من جهته ذكر النائب الجمهوري بوب كوركر الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في بيان ان المقترح الذي تقدم به أوباما يحتاج الى مزيد من العمل مشيرا الى ان لجنته "ستبدأ بسرعة في عقد جلسات استماع وستمنح أوباما فرصة لتقديم مزيد من التوضيحات حول استراتيجية التعامل مع (داعش) لاسيما في سوريا".
غير أن زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي دعت "الكونغرس الى أن يتصرف بحكمة وعلى وجه السرعة ويمرر مقترح الحرب على (داعش)" مضيفة أن على الحزبين الجمهوري والديمقراطي أن يبدآ "فورا" النقاش حول هذه المسألة.
في غضون ذلك اكد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست ان الرئيس باراك أوباما "لا يرغب في ان تلتزم القوات الامريكية القتالية على المدى الطويل وعلى نطاق واسع في حرب برية بالعراق أو سوريا".
واشار ارنست خلال مؤتمر صحفي الى أن استراتيجية أوباما "تشمل بناء قدرات القوات المحلية لخوض المعركة ضد متطرفي (داعش) على الأرض في بلدهم".
واوضح ان "هذا هو سبب وجود مدربين من الجيش الأميركي في العراق حيث يتم تدريب وتجهيز قوات الأمن العراقية والكردية ويقدمون لهم المشورة ليخوضوا المعركة ضد (داعش) على الأرض ورأينا أن هذا كان ناجحا في التصدي لهجمات (داعش) وفي بعض الحالات اجبارها على التراجع".
واكد ان هناك استراتيجية مماثلة في سوريا حيث يتم تدريب مقاتلي المعارضة السورية مشددا على أن "نشر قوات برية أمريكية على نطاق واسع والتزام طويل الأمد في العراق سيكون مخالفا لرغبات الحكومة المركزية" في بغداد.
ويأتي طلب أوباما في الوقت الذي صعد فيه مسلحو (داعش) من عملياتهم لاسيما قتل الرهائن بطرق "بشعة" بدءا بالرهينتين اليابانيتين وصولا الى عاملة الاغاثة الانسانية الامريكية كايلا مولر مرورا بحرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة حيا في مشاهد أثارت استياء دوليا واسعا.
وأعلن الرئيس الأمريكي أوباما مقتل الرهينة الأمريكية مولر التي كان تنظيم (داعش) يحتجزها في سوريا منذ نحو عام ونصف العام متعهدا بمحاسبة الارهابيين المسؤولين عن أسرها وموتها مهما طال الزمن".
وشدد على ان "داعش مجموعة إرهابية بغيضة ومقيتة" مشيرا إلى أن ممارستها تظهر أنها لا تعبأ بأرواح البشر ومنهم الرهينة مولر (26 عاما) التي كانت تعمل موظفة إغاثة إنسانية فيما كان التنظيم أعلن الجمعة الماضي أن الرهينة الأمريكية قتلت في غارات شنتها طائرات أردنية على مدينة (الرقة) السورية لكن عمان أعربت عن شكوكها بشأن هذه الرواية.
من جانبه دان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مقتل الرهينة الامريكية مؤكدا في بيان ان "المسؤولين عن مقتل مولر هم أولئك الإرهابيين الذين اختطفوها وأبقوها معتقلة منذ ذلك الحين".
وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ان "وفاة مولر هي أحدث حلقة في سلسلة طويلة ورهيبة من أعمال القتل التي ارتكبت في الصراع السوري".
غير أن مشاهد احراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة التي بثها تنظيم (داعش) أثارت امتعاضا واستنكارا دوليا واسعا حيث دانت مختلف الدول والمنظمات والجمعيات هذه "الجريمة البشعة" متعهدة بمواصلة مكافحة التطرف والارهاب.
من جهته توعد الجيش الأردني باجتثاث تنظيم (داعش) "وقتل الشر في مكمنه وان ينال البغاة جزاء فعلتهم الشنيعة" فيما كشف منسق عمليات التحالف الدولي الجنرال الامريكي المتقاعد جون آلن عن نية القوات العراقية شن هجوم واسع "قريب" على الارض ضد التنظيم.
وقال المسؤول الامريكي ان التحالف يجهز 12 لواء عراقيا تدريبا وتسليحا تمهيدا للحملة البرية مضيفا "لدينا شريك في العراق وليس لدينا شريك في سوريا في حربنا ضد الارهاب" واشار الى انه سيتوجه الى دول شرق اسيا لتوسيع التحالف الدولي الذي يضم 62 دولة حاليا.
ونفى المسؤول الامريكي ان يكون ثمة تغيير في استراتيجية التحالف وقال "استراتيجيتنا واضحة وهي قائمة على هزيمة (داعش)" مضيفا ان التحالف يقوم بدعم العشائر العراقية الان وهناك شباب من العراق وقوات امريكية خاصة يقومون بتدريب العشائر الذين بدأوا يعملون بفاعلية ضد (داعش) كما كانوا يفعلون ضد القاعدة وبخاصة في الانبار.
كونا
أرسل تعليقك