كابول - العرب اليوم
واجهت السلطات الافغانية ضغوطا الخميس للبدء بتحقيق موسع حول حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية خاصة بعدما اعتبر مراقبو الاتحاد الاوروبي ان مؤشرات التزوير "تثير القلق الشديد" ومع تاكيد احد المرشحين انه سيرفض النتائج المرتقبة.
ورفض المرشح الرئاسي عبد الله عبد الله خطة لاجراء عمليات تدقيق في جزء من صناديق الاقتراع. وقال انه لن يعترف بالنتائج التي من المفترض ان تصدر يوم الاثنين، منددا بتزوير "على مستوى كبير" لصالح منافسه اشرف غاني.
وطغت على الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة في 14 حزيران/يونيو ادعاءات بحصول تزوير، ودخل عبد الله وغاني في جدال سياسي يهدد اول عملية انتقال ديموقراطي للسلطة في افغانستان.
وتريد الولايات المتحدة وحلفاؤها، الذين قاتلوا في افغانستان 13 عاما ضد حركة طالبان وانفقوا مليارات الدولارات، تفادي اي نزاع على السلطة في كابول.
وبرغم ذلك يبدو ان البلاد معرضة لخطر الدخول في مأزق سياسي جديد بالتزامن مع التحضيرات لانسحاب قوات حلف الاطلسي بنهاية العام الحالي وتسلم قوات الامن الافغانية مهام مواجهة متمردي طالبان.
وقال المتحدث باسم عبد الله باريالاي ارسالاي، "لن نقبل بالنتائج الاولية التي سيعلن عنها الاثنين لانه لم يتم الفصل بين الاصوات المزورة والاخرى النظيفة".
واضاف ان "العملية لا زالت غير شفافة ولم تتم معالجة قضية تزوير كبيرة".
ويقول عبد الله انه ضحية "تزوير سافر" تمثل في حشو لصناديق الاقتراع على نطاق واسع، حيث تخطى عدد الاصوات المشاركة عدد الناخبين المسجلين في بعض المناطق.
اما غاني فيؤكد انه فاز بطريقة شرعية بفارق تخطى المليون صوت ويتهم عبد الله برفض الاعتراف بالخسارة.
واعتبرت بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات في افغانستان الخميس ان مؤشرات التزوير في الانتخابات الرئاسية "تثير القلق الشديد"، ودعت الى توسيع عمليات التدقيق الجارية من الفي مركز اقتراع الى ستة آلاف، ما يشكل ربع اجمالي عدد صناديق الاقتراع.
وقال رئيس البعثة الاوروبية ثييس برمان في مؤتمر صحافي في كابول "لدي مخاوف جدية بشان عدد كبير من مكاتب التصويت". واضاف "ليس لدي نتائج بشان عمليات تزوير محتملة لانه لا يمكن الحصول على هذه النتائج الا بعد تدقيق معمق، لكن مؤشرات (التزوير) تثير القلق الشديد".
وتابع "اشدد على ضرورة توسيع عملية التدقيق".
واشتكى غاني من ان التأخير في الاعلان عن النتائج يطيح بوعود الالتزام بجدول الانتخابات، وطالب بالاعلان عن النتائج الاولية الاثنين.
وانعكست ازمة الانتخابات الرئاسية على التوترات الاتنية في البلاد، وفق بعثة الامم المتحدة، التي عبرت عن مخاوف من استئناف اعمال العنف بين اكبر مجموعتين اتنيتين في البلاد، الطاجيك وهم غالبية في الشمال معقل انصار عبد الله، والباشتون في جنوب وشرق البلاد والذين يتحدر منهم غاني.
وقال رئيس لجنة الانتخابات المستقلة احمد يوسف نورستاني الاربعاء "نتمنى ان يتراجع عبد الله (عن مقاطعته) ويعيد العلاقات مع اللجنة مجددا".
واضاف "من الافضل حل القضايا عبر المفاوضات وليس سفك دماء أبرياء للوصول الى السلطة".
وبعد مراجعة مجموعة من الشكاوى التي تلقتها اللجنة من المفترض صدور النتائج النهائية في 24 تموز/يوليو.
وتعتبر المرحلة المقبلة حساسة جدا حيث سيتم اختبار قدرة الحكومة الافغانية على السيطرة على امن البلاد مع انسحاب القوات الاطلسية منها.
واطلقت حركة طالبان الخميس ثلاث قذائف على مطار كابول دون ان تسفر عن سقوط ضحايا ولكنها اضرت بثلاث طوافات عسكرية افغانية.
وستنسحب القوات الاجنبية من افغانستان بحلول شهر كانون الاول المقبل، فيما سيبقى في البلاد عشرة آلاف جندي اميركي في حال وقع الرئيس الافغاني الجديد على معاهدة امنية مع واشنطن.
ومن شان اي تأخير في الاعلان عن خلف للرئيس الحالي حميد كرزاي ان يعرقل العمليات العسكرية ضد حركة طالبان وان يهدد مساعدات بمليارات الدولارات.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك