حياة الأخوان كواشي تتحول من الهامش إلى التطرف
آخر تحديث GMT16:07:09
 العرب اليوم -

حياة الأخوان "كواشي" تتحول من الهامش إلى التطرف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حياة الأخوان "كواشي" تتحول من الهامش إلى التطرف

الأخوان كواشي
باريس ـ العرب اليوم

شكلت الهجمات التي شهدتها باريس الأسبوع الماضي صدمة للمجتمع الفرنسي، وأعادت إلى السطح النقاش حول فشل الدولة في إنقاذ شباب الهامش من التورط في أعمال العنف والإرهاب.

الأخوان كواشي منفذا الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" يعتبران خير نموذج على فشل السياسات الفرنسية في إدماج أبناء الضواحي بشكل طبيعي في المجتمع الفرنسي.

شريف وسعيد كواشي اللذان ولدا في الضاحية الشمالية لمدينة باريس بمنطقة أوبيرفيليه لأبوين من أصول جزائرية، عاشا طفولة صعبة حسب شهادات الجيران، الأم التي تكفلت بتربية الأبناء لوحدها بعد أن هجر الأب المنزل العائلي لم تستطع في أغلب الأحيان أن توفر الأجواء المناسبة لتربية الأخوين.

الأحوال المادية الصعبة لعائلة كواشي دفعت بالأم إلى التخلي عن تربية الطفلين، وإيداعهما لدى مصالح الرعاية الاجتماعية في منطقة تيرنياك، هناك يتذكر كل العاملين في الثانوية التي درس فيها الأخوان أنهما كانا مثالا للسلوك الجيد والانضباط.

ويتذكر مدرب فريق منطقة تيرنياك باتريك فارغيطاس أن سعيد الأخ الأكبر كان مثالا للاعب الموهوب والمنضبط الذي لم يغب عن أي تمرين مشيرا إلى أنه كان "أفضل ظهير أيمن دربه في حياته".

مباشرة بعد إنهائهما للدراسة الثانوي، وفشل سعيد في الحصول على عقد احترافي مع أحد الفرق الكبرى، يقرر الأخوين الرحيل صوب باريس.

باريس وبداية النهاية

رحل شريف وسعيد إلى باريس لتبدأ معها رحلتهما مع المتاعب، الأخوان اللذان عاشا بفضل اشتغالهما في مهن صغيرة وتنقلا ليعيشا في فنادق صغيرة، تبدأ رحلة معانتهما مع الشرطة بعد ارتكابهما لسرقات صغيرة وتورطهما في الاتجار بالمخدرات في أحيان عديدة.

غير أنه في عام 2003 تأخذ حياة الأخوين منعطفا آخر بعد لقائهما بشخص يدعى فريد بنيطو في مسجد الدعوة بالمنطقة 19 في باريس، بنيطو الذي قدم نفسه كداعية إسلامي قام بتأطير الشابين دينيا قبل أن يعرض عليهما التوجه إلى العراق للقتال ضد الجنود الأمريكيين.

حلم الشابين في القتال بالعراق تبخر بعد أن قامت الأجهزة الأمنية التي كانت تراقب فريد بنيطو بإيقاف الخلية الجهادية قبل سفر أعضائها نحو سوريا ومن ثم العراق.

خلال التحقيقات مع الأخوين كواشي أظهرا أنهما يجهلان أمورا كثيرة تتعلق بالدين الإسلامي والجهاد واكتفى سعيد بالقول كما يظهر في محاضر الشرطة أن بنيطو أكد له أن الشهادة ثمنها " منزل في الجنة و70 عذراء".

وعلى عكس المتوقع بعد خروجهما من السجن، اتجه الأخوان إلى التشدد أكثر فأكثر وابتعدا عن الحياة الصاخبة في باريس ليستقرا في ضواحي العاصمة مجددا. في العام 2008 تزوج شريف كواشي من إيزانا حميد ابنة مهاجرين مغربيين.

الشرطة الفرنسية التي أبقت الأخوين تحت المراقبة، اعتقدت أنهما لن يعودا إلى تشكيل خلايا جهادية، خصوصا بعد اعتقال العقل المدبر سعيد بنيطو.

بعد الاختفاء عن الأضواء لمدة وجيزة يستأنف شريف وسعيد نشاطاتهما الجهادية، في العام 2011 يسافر شريف نحو عمان ومن ثم إلى اليمن حيث التقى بالشيخ أنور العولقي الإمام اليمني الأصل الأمريكي الجنسية الذي جند جهاديين للقاعدة في وقت سابق، وخضع هناك لتدريبات على حمل السلاح.

شريف كواشي أكد في حديث مع قناة فرنسية أنه تلقى تمويلا مباشرا من طرف أنور العولقي وتنظيم القاعدة في اليمن.

في العام 2013 أغلقت قضية الخلية الجهادية نهائيا وبرأت ساحة شريف وسعيد، ليغيبا بعد ذلك عن رادار الأجهزة الأمنية التي قلصت من مراقبتها للأخوين، خصوصا وأنهما ظهرا بمظهر معتدل في الآونة الأخيرة ومارسا حياتهما بشكل عادي، قبل أن يعودا بشكل قوي للواجهة من خلال الهجمات التي شهدتها باريس الشهر الحالي.

اهتزت فرنسا يوم الأربعاء 14 يناير/ كانون الثاني على وقع هجوم استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو" وهجوم على محل يهودي بباريس، الهجومان معا حملا بصمة الأخوين كواشي.

تحقيقات الشرطة الفرنسية بعد الحادث أكدت أن المسؤول عن الهجوم على "شارلي إيبدو" لم يكن سوى شريف وسعيد اللذين بالإضافة لتنفيذهما للهجوم، نسقا مع أمادي كوليبالي منفذ هجوم المحل اليهودي، حيث استخدما على مدى العامين الماضيين الهاتفين الشخصيين لزوجة شريف وكوليبالي من أجل التنسيق.

الهجمات التي انتهت بمقتل منفذي الهجوم يومين بعد ذلك، خلفت شرخا كبيرا لدى المجتمع الفرنسي الذي طالما رفع شعار الحرية، الإخاء والمساواة، وأضحى مطالبا الآن بفتح نقاش حقيقي حول مدى نجاح السياسات الحكومية في دمج المهاجرين والشباب القادمين من الأوساط الفقيرة في بيئة تكفل لهم شروط العدالة الاجتماعية.





 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياة الأخوان كواشي تتحول من الهامش إلى التطرف حياة الأخوان كواشي تتحول من الهامش إلى التطرف



GMT 02:39 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجمهوريون يحتفظون بالأغلبية في مجلس النواب الأميركي

GMT 02:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يكشف تفاصيل لقائه مع الرئيس جو بايدن

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يقترح تشكيل لجنة يمكنها إقالة جنرالات في الجيش

GMT 02:57 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

البنتاغون يؤكد أن سفن حربية أميركية تصد هجمات للحوثيين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab