باريس – العرب اليوم
كشفت دراسة أجريت في فرنسا، عن تزايد حوادث التحرش الجنسي التي تستهدف الفتيات في وسائل النقل العامة، وأنه ما من امرأة تستخدم وسائل النقل العامة في فرنسا، إلا وتعرضت لتحرش جنسي في إحدى مراحل عمرها.
جاء ذلك في تقرير أعده المجلس الأعلى للمساواة بين الجنسين – التابع لرئاسة الوزراء الفرنسية- وتقدّم به لوزارة الصحة، وأضاف: “رغم فرض عقوبات بحق المتحرشين جنسيًا بالنساء اللواتي يستخدمن وسائل النقل العامة، إلا أن جرائم العنف الجنسي تسجل ازديادًا ملحوظًا”.
وأشار التقرير إلى أن النساء يشكلن ثلثي مستخدمي وسائل النقل العامة في فرنسا، وأن الدراسة التي شملت إفادات 600 امرأة؛ أظهرت بأن جميع النسوة المشاركات في الاستطلاع قد تعرضن للتحرش الجنسي، أثناء تنقلهن في وسائل النقل العامة، وأن أكثر من نصفهن كنّ تحت الـ 18 من العمر.
ووفقًا للتقرير، فإن 60٪ من النساء في فرنسا تخشى استخدام وسائط النقل العامة، لكي لا يتعرضن لاعتداءات سرقة أو تحرش جنسي، بينما بلغت نسبة الرجال الذين يشعرون بالقلق أثناء استخدامهم لوسائط النقل العامة 30 %.
وذكر التقرير، أن الاعتداءات التي ينتج عنها إصابات وجروح؛ هي وحدها التي تخضع للملاحقة القانونية وفرض العقوبات، بينما لا تتبع الاعتداءات اللفظية على النساء لدائرة المحاسبة والمتابعة القانونية، لافتًا إلى أن الفتيات هم أكثر عرضةً للتحرش والإعتداء الجنسي، وأن معظم اللواتي تعرضن لأشكال مختلفة من التحرش والاعتداء الجنسي، قد أصبن لاحقًا بخوف عصبي ومجموعة من المشاكل النفسية المرتبطة بالتوتر، إضافة إلى صعوبات في الاندماج مع المجتمع، وأمراض نفسية مرتبطة بالعزلة الاجتماعية.
كما قدّم التقرير خطّة عمل تتألف من ثلاث مراحل؛ لمكافحة الحوادث المرتبطة بالتحرش الجنسي، كتعريف التحرش والعنف الجنسي، وتثبيت الأضرار الناجمة عنه، وتطوير أنظمة إنذار مبكّر تحول دون وقوع حوادث تحرش جنسي في وسائل النقل العامة، وفرض رقابة على الإعلانات التي تتضمن محتويات من شأنها جرح مشاعر النساء، وتوفير توعية اجتماعية، من خلال تنظيم حملات حول مخاطر التحرش الجنسي في المجتمع.
من جهتها، أوضحت وزيرة الصحة الفرنسية “ماريسول تورين” في بيان لها، أنها ستقدم ردّا على ما جاء في التقرير، دون أن تذكر مزيدًا من التفاصيل.
أرسل تعليقك