واشنطن ـ وكالات
في وقت متأخر بعد الظهيرة في وسط حي مانهاتن في نيويورك كان بيتر جي سولومون يتمشى على طول جادة ماديسون مع كين بيرلينر، صديقه ورئيس المصرف الاستثماري الاستشاري المتخصص الذي يحمل اسمه.
وبينما كان الاثنان يمران على المحال الفاخرة رأيا واحدة من مساعديهما الصغار المميزين، امرأة واعدة بشكل كبير تسير تجاههما. كان رأسها منخفضا، وتحدق باهتمام شديد في شاشة هاتفها الذكي، كانت منهمكة للغاية حتى إنها عبرت تماماً بين رئيسيها دون ملاحظتهما.
يتذكر سولومون قائلاً: ''مددت يدي وقمت بالربت عليها! قائلاً لها: لقد عبرت للتو ما بين رئيس ونائب رئيس شركتك. هل ستلاحظين العالم حولك أم أنك فقط ستتجاهلينه؟''
لا يحمل سولومون أية عداوة تجاه مساعديه وقد ضحك الاثنان لاحقاً على هذا. لكن ردة فعله على انشغالها هذه تفصح عن ركائز فلسفة عمل سولومون. في عصر البريد الإلكتروني الذي لا ينقطع ما زال يضع قيمة هائلة على الفارق البسيط المتعلق بالتفاعل الإنساني.
يقول: ''أحد الأشياء التي يجب أن تكون قادراً على فعلها في عملك هو قراءة الوجوه ولغة الجسد. ما نقوم به بمثابة طب نفسي مالي''.
كان هذا النهج مجدياً حتى الآن. فقد كان هذا الرجل البالغ من العمر 74 عاماً على رأس شركة بيتر جي سولومون منذ أن أسسها في عام 1989، حيث يقدم المشورة لقائمة من العملاء من بينهم شركة سوني وشركة أوفيس ديبوت وشركة وول جرينز فيما يتعلق بالاستحواذ والمبيعات وتدبير الموارد المالية.
لا يتعلق الأمر بكون سولومون معارضاً للتكنولوجيا. فهو يقول: ''دائماً ما يستخدم الجميع جهاز الآيباد الخاص بهم، بما في ذلك أنا شخصياً، لا أستخدمه طوال الوقت. زوجتي تستخدمه دوماً. أنت تجعل من نفسك منتج بشكل لا يحتمل. الأمر كما يقول أوسكار وايلد: ''بإمكاني مقاومة أية شيء عدا الإغواء''.
لكن مع ذلك، فعلى الرغم من أن الشركة تشتري وتبيع لشركات تعمل في مجال عالي التقنية مثل ''كابلفيجين'' و''إيباي''، إلا أن سولومون يعطي تعليمات لموظفيه بالحد من استخدام البريد الإلكتروني فيما يتعلق بمناقشة الصراعات الداخلية وتحاشي عقد المؤتمرات من خلال الفيديو ويشدد على إيلاء اهتماماً بالزيارات المجاملة الشخصية التي دون جدول أعمال للعملاء الذين يتعاملون مع الشركة لمدى طويل. وقد حقق هذا التركيز نجاحاً. حينما سئل سولومون عن صفقته المفضلة، لم يستخدم هذه المطالبة كفرصة للإشادة بأحد دافعي رسومه المنتظمين. بدلاً من ذلك تذكر رحلة إلى ولاية ويسكونسن منذ عشر سنوات.
أرسل تعليقك