فنزويلا في عزلة بعد التقارب الكوبي الأميركي التاريخي
آخر تحديث GMT09:14:18
 العرب اليوم -

فنزويلا في عزلة بعد التقارب الكوبي الأميركي التاريخي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فنزويلا في عزلة بعد التقارب الكوبي الأميركي التاريخي

نيكولاس مادورو
كراكاس ـ العرب اليوم

بعد اعلان التقارب بين هافانا وواشنطن تجد فنزويلا الحليف الرئيسي للنظام الكوبي، نفسها معزولة ما قد يرغم رئيسها نيكولاس مادورو الى التخفيف من لهجة خطابه الناري تجاه الولايات المتحدة على خلفية ازمة اقتصادية خطيرة.

وقال المحلل السياسي نيكمر ايفانز وهو من تيار ينتقد السياسة التي ارساها تشافيز لوكالة فرانس برس "ان هذا الاعلان خض حكومة مادورو في سياستها تجاه الولايات المتحدة، بما في ذلك الخطاب السياسي المعتمد في الداخل الذي كان يرتكز الى حد كبير على النضال ضد الامبريالية وادانة الحظر الاميركي على كوبا".

ومنذ الاربعاء بدأ المعارض البارز انريكي كابريلس يشدد الضغوط على مادورو. وقال "بينما تسعى كوبا الى تحسين علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الولايات المتحدة، تسعى حكومة نيكولاس لزيادة علاقاتها سوءا، لاستخدامها كحاجب دخان وتحويل الانتباه عن الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي نعيشها".

فمع تضخم سنوي بنسبة تزيد عن 60% ونقص خطير يشمل 40% من السلع الاساسية، تقترب فنزويلا من حافة التوقف عن السداد برأي العديد من المحللين.

ويزداد الوضع سوءا يوما بعد يوما مع تدهور اسعار النفط في هذا البلد الذي يملك اكبر احتياطي للخام في العالم.. ويعد ايضا ابرز داعم اقتصادي لكوبا.

ويرجح ان يكون هذا الجانب لعب دورا اساسيا في المصالحة التاريخية المعلنة الاربعاء، اذ تخشى كوبا ان يؤثر الوضع الصحي لحليفها على المساعدة التي يقدمها الى الجزيرة.

وتزودها فنزويلا 60% من نفطها مع تسهيلات في الدفع وتشتري منها خدمات حوالى 40 الف مهني بينهم 30 الف طبيب وممرض.

ويعتبر الخبير الاقتصادي بافل فيدال من جامعة كالي (كولومبيا) ان التقارب "هو جهد اضافي تقوم به الحكومة (الكوبية) لتنويع اقتصادها وتقليص تبعية فنزويلا".

ويتوقع في حال توقف التجارة بين كراكاس وهافانا ان تغرق كوبا في "اربع سنوات من الانكماش".

ولفت ميلوس الكالاي الدبلوماسي الذي كان نائبا لوزير الخارجية الى "ان كوبا عاشت تجربة الفترة الاستثنائية في التسعينيات عندما سقط الدعم الاقتصادي لميثاق وارسو فجأة". واضاف ان "الازمة الاقتصادية البنيوية في فنزويلا دفعت (الرئيس الكوبي راوول) كاسترو الى البحث عن بديل لئلا يؤخذ على حين غرة".

وتابع ميلوس الكالاي ان المفاجأة كانت لفنزويلا لانه فيما كان يتفاوض سرا مع الولايات المتحدة من اجل تحقيق تقارب "كل شيء يدل على ان (راوول) كاسترو لم يتحدث مع مادورو في هذا الشأن".

وكانت كراكاس تجد في الجزيرة حتى الان رفيقا في الخطاب الناري ضد الولايات المتحدة.

لكن الدبلوماسي رأى "انه امر ذو مغزى ان تتبنى كوبا هذا الموقف البناء في وقت تتصاعد فيه المواجهة الكلامية لفنزويلا تجاه الولايات المتحدة" مضيفا "ان نهج مادورو الراديكالي تجاه الولايات المتحدة يتباين مع طريق الحوار الذي سلكته كوبا، لكن ذلك قد يتغير".

فمادورو الذي يواصل سياسة سلفه ومرشده الروحي هوغو تشافيز الذي توفي في 2013 اعتاد على اعتماد خطاب حاد تجاه الولايات المتحدة، فيما لم يعد للبلدين اي تمثيل على مستوى سفير في عاصمتيهما منذ العام 2010.

والاعلان الاخير عن عقوبات يتوقع ان يقرها الكونغرس الاميركي ضد الفنزويليين المتورطين في قمع التظاهرات ما كان من شأنه سوى ان يزيد الطين بلة. وقبل بضعة ايام فقط وصف الرئيس الفنزويلي هذه العقوبات بانها "حمقاء".

والاربعاء قبل الاعلان التاريخي لراوول كاسترو وباراك اوباما، حاول نيكولاس مادورو اقناع البرازيل والارجنتين والاوروغواي وباراغوي المجتمعة معه في اطار قمة مركوسور في الارجنتين بدعم اعلان ضد الولايات المتحدة بسبب هذه العقوبات.

وبعد بضع ساعات تغيرت اللهجة بشكل ملحوظ فقال "ان بادرة اوباما شجاعة وضرورية للتاريخ".

ورأى مكتب الاستشارات الاميركي ستراتفور "ان الصعوبات الاقتصادية المتزايدة التي تمر بها فنزويلا والاضطرابات المحتملة قد تحثه الى اعتبار تحسن العلاقات هذا تهديدا ممكنا على المدى الطويل".

ولمعالجة هذا الوضع قد يسعى الى الاقتداء براوول كاسترو. واضاف المكتب "ان مادورو قد يكون لديه دافع اضافي للسعي الى تحقيق تقاربه الخاص مع الولايات المتحدة"، مذكرا بان محادثات قد جرت في الاشهر الاخيرة لكنها لم تفض الى اي نتيجة حتى الان.

المصدر: أ ف ب




 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنزويلا في عزلة بعد التقارب الكوبي الأميركي التاريخي فنزويلا في عزلة بعد التقارب الكوبي الأميركي التاريخي



GMT 03:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج ضخم للمسيرات المتفجرة بأمر من كيم جونغ أون

GMT 03:29 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيلون ماسك يلتقي سفير إيران لدى الأمم المتحدة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab