نشبت معارك ضارية الاحد بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا حيث لا تزال اعمال البحث جارية عن بقايا ضحايا الطائرة الماليزية التي اسقطت بصاروخ في هذه المنطقة.
وافادت السلطات المحلية ان عشرة مدنيين على الاقل قتلوا خلال 24 ساعة في هذه المواجهات. وبعد ان تمكنت القوات الاوكرانية من تحقيق انتصارات على الارض خلال الاسابيع القليلة الماضية كثفت جهودها لعزل الانفصاليين المتحصنين في مدينة دونيتسك عن الانفصاليين الموجودين في لوغانسك وعلى طول الحدود مع روسيا.
ففي دونيتسك قتل ستة مدنيين واصيب 13 اخرون في حي بتريفيسكي جنوب غرب المدينة، حسب ما افاد فرانس فرنسا مساعد رئيس بلدية المدينة كونستانتين سافينوف.
وقال الرجل الثاني في "جمهورية دونيتسك" المعلنة من طرف واحد فلاديمير انتيوفييف خلال زيارته لمكان تجمع للنازحين ان "المدينة تحت الحصار" مضيفا "ننتظر مساعدة سياسية من روسيا التي تبذل ما باستطاعتها لوقف القصف وافساح المجال لكم للمغادرة الى روسيا".
وفي لوغانسك قتل ثلاثة مدنيين حسب ما نقلت بلدية المدينة الاحد والتي كانت حذرت السبت بان الوضع على شفير "كارثة انسانية".
وكانت هذه المدينة تعد نصف مليون نسمة قبل الاحداث، وتعاني حاليا من انقطاع الماء والكهرباء ومن نقص حاد في المواد الغذائية والوقود.
وفي مدينة غورليفكا التي تقع ايضا تحت سيطرة الانفصاليين سقط قتيل و16 جريحا.
ومنذ بدء هجوم القوات الاوكرانية في مطلع نيسان/ابريل الماضي على شرق اوكرانيا سقط ما لا يقل عن 1100 قتيل.
وتواجه القوات الاوكرانية مقاومة شرسة من الانفصالييين. وقالت قيادة الاركان الاوكرانية ان مواقع تابعة لها تعرضت لقصف مدفعي ليلة السبت الاحد وبعضه من داخل الاراضي الروسية.
وفي منطقة تحطم الطائرة الماليزية لا تزال تسمع اصوات تبادل القصف المدفعي رغم تعهد طرفي النزاع بالالتزام بوقف لاطلاق النار في هذه المنطقة لتسهيل عمل الخبراء الاجانب.
وارتفع عدد الخبراء الهولنديين والاستراليين الاحد من سبعين الى مئة وواصلوا اعمالهم التي بداوها الجمعة بحثا عن بقايا بشرية لضحايا الطائرة المنكوبة.
وقال رئيس البعثة الهولندية بيتر جاب البرسبرغ في تصريح صحافي "انهينا عملنا في احدى المناطق الخمس التي كنا حددناها في موقع تحطم الطائرة".
ومن المتوقع نقل البقايا البشرية التي تم العثور عليها الاثنين الى هولندا لاجراء الفحصوصات اللازمة عليها لتحديد هويات اصحابها.
وكانت الطائرة الماليزية اسقطت بصاروخ في السابع عشر من تموز/يوليو الماضي ما ادى الى مقتل 298 شخصا كانوا على متنها بينهم 193 هولنديا.
واتهمت السلطات الاوكرانية الانفصاليين باطلاق الصاروخ وكذلك فعلت دول غربية عدة فرضت عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا المتهمة بتقديم الدعم الكبير للانفصاليين.
وصعد حلف شمال الاطلسي الاحد لهجته مدينا "العدوان الروسي" على اوكرانيا، الا ان هذا الخطاب الحربي اثار انقساما في المنظمة التي يسعى بعض اعضائها الى تفادي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الهروب الى الامام في هذه الازمة.
وقال الامين العام للحلف الاطلسي الدنماركي اندرس فوغ راسموسن في حديث لصحيفة "ميدي ليبر" الفرنسية ان "العدوان الروسي على اوكرانيا يبرر وضع خطط دفاعية جديدة".
واضاف "الامر يدعو للقلق لانني اعتقد ان هدف الرئيس بوتين هو خلق مساحة نفوذ في المنطقة المجاورة" واكد ان "روسيا تنظر الى الحلف الاطلسي على انه خصم".
وفي كييف دعا وزير الداخلية الاوكراني ارسيني افاكوف الدول الغربية والولايات المتحدة الى "الانتقال من سياسة ضبط النفس بما يتعلق بالشؤون العسكرية الى تقديم مساعدة عسكرية كبيرة الى اوكرانيا" محذرا من تحول الوضع في شرق اوكرانيا الى "حرب عالمية ثالثة".
أ ف ب
أرسل تعليقك