هاجمت مجموعة مسلحة تابعة لحركة طالبان باكستان الجمعة مسجدا للشيعة مكتظا بالمصلين في بيشاور في شمال غرب البلاد ما ادى الى مقتل 16 شخصا على الاقل.
ووقع الهجوم بعد اسبوعين على تفجير انتحاري استهدف مسجدا آخر للشيعة في جنوب باكستان اودى بحياة 61 شخصا.
واوضحت الشرطة ان مسلحين القوا قنابل يدوية قبل ان يقتحموا مسجد "الامامية" الواقع في حي حياة آباد في بيشاور، اهم مدن شمال غرب باكستان.
وقال وزير الصحة في ولاية خیبر بختونخوا، وعاصمتها بيشاور، لوكالة فرانس برس ان الهجوم اسفر عن مقتل 19 شخصا من بينهم المهاجمين الثلاثة، كما اصيب 67 شخصا.
وتبنت حركة طالبان باكستان الهجوم في بريد الكتروني، مشيرة الى انه نفذ انتقاما لتنفيذ حكم الاعدام احد عناصرها المعروف بالطبيب عثمان أو عقيل، في كانون الاول.
وادين الطبيب عثمان بشن هجوم ضد مقر الجيش في راولبندي في العام 2009، وتم اعتقاله بعد تعرضه للاصابة.
وجاء في البيان ان "هذه سلسلة من الدم مقابل الدم، وستستمر. يجب على الحكومة ان تتوقع المزيد وما هو اعنف".
وروى المسؤول في الشرطة معان سعيد ان الهجوم بدأ حين دخل المسلحون المسجد قادمين من مبنى قريب. واضاف في حديث الى فرانس برس انهم "كانوا يرتدون سترات مفخخة ويحملون قنابل واسلحة كلاشينكوف".
وتابع ان "فجر احدهم نفسه فيما اطلقت الشرطة النار على آخر"، مشيرا الى ان "العملية داخل المسجد انتهت ولكننا نجري عملية بحث في المباني المحيطة".
ومن جهته اوضح رئيس شرطة الولاية نصير دوراني لفرانس برس ان احد المقاتلين فجر نفسه في شرفة المسجد، فيما قتلت الشرطة آخر في قاعة المسجد. واشار الى انه "تم القبض على الثالث وقتل لاحقا".
ونقلت مشاهد تلفزيونية اشخاصا يحاولون الهرب من موقع الهجوم، بعضهم يحمل مصابين، فيما كانت الشرطة تطلق النيران كما وضعت حاجزا لتفتيش المارة.
وروى احد الشهود محمد رضا لفرانس برس ان "حصل انفجار ضخم، ورأيت العديد من المصابين على الارض امامي". ونقل آخر انه شاهد الجنود وعناصر الشرطة يتوافدون الى المكان.
ويقع المسجد المستهدف في مكان قريب من عدة مبان حكومية من بينها مكاتب وكالة التحقيقات الفدرالية.
وفي حديث الى محطة "جيو" التلفزيونية، قال مشتاق غني وزير الاعلام في ولاية خیبر بختونخوا، وعاصمتها بيشاور، ان الهجوم جاء للرد على الحملة التي يقودها الجيش الباكستاني ضد حركة طالبان في المنطقة القبلية على الحدود الافغانية.
وشن الجيش الباكستاني منذ حزيران الماضي حملة عسكرية ضخمة ضد معاقل طالبان ومجموعات مسلحة اخرى في المنطقة القبلية في شمال وزيرستان، القريبة من بيشاور.
ويقول الجيش الباكستاني ان حملته نجحت حتى الآن وقد اودت بحياة الفي مقاتل، الا انه لا يمكن التأكد بشكل مستقل من عدد وهوية القتلى.
وتعاني باكستان من تصاعد التوتر المذهبي في السنوات الاخيرة، المتمثل اساسا في هجمات تشنها مجموعات سنية متطرفة ضد الاقلية الشيعية في البلاد.
وادى تفجير انتحاري استهدف مسجدا في اقليم السند في جنوب البلاد في 30 كانون الثاني الى مقتل حوالى 61 شخصا على الاقل، ليكون الهجوم المذهبي الاكثر دموية منذ شباط 2013 حيث قتل 89 شخصا في تفجير استهدف سوقا في مدينة كويته في جنوب غرب البلاد.
وعززت باكستان من حملتها ضد المسلحين المتطرفين منذ المجزرة التي ارتكبتها حركة طالبان في مدرسة في بيشاور في كانون الاول، حيث قتل مسلحون اكثر من 150 شخصا، غالبيتهم من الاطفال.
أ ف ب
أرسل تعليقك