تعرض مقر قيادة الجيش الاوكراني في شرق البلاد الثلاثاء للقصف للمرة الاولى منذ بدء النزاع، عشية قمة رباعية في مينسك يبحث خلالها قادة روسيا والمانيا وفرنسا واوكرانيا خطة سلام لانهاء حرب مستمرة منذ عشرة اشهر.
وبعد بضع ساعات من هذا الهجوم الذي اسفر عن مقتل 15 مدنيا وعسكريا، بدأ ممثلو الحكومة الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا مشاوراتهم في مينسك في حضور ممثلين لروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا، وفق مراسل فرانس برس.
ويشكل هذا الاجتماع المغلق والذي لن تعقبه تصريحات للصحافة تمهيدا لقمة الاربعاء التي تستضيفها عاصمة بيلاروسيا وتجمع الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني بترو بوروشنكو والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
وفي اتصال هاتفي مساء الثلاثاء، امل بوروشنكو والرئيس الاميركي باراك اوباما في احراز "تقدم" خلال هذه القمة بحسب الرئاسة الاوكرانية.
ميدانيا، اسفرت اعمال العنف عن 37 قتيلا في 24 ساعة وتركزت في مدينة كراماتورسك التي استعادها الجيش الاوكراني من المتمردين في تموز/يوليو. وهي تضم اليوم مقر هيئة اركان الجيش في الشرق والادارات الاقليمية التابعة لكييف.
ويبدو ان الجيش الاوكراني والمتمردين الموالين لروسيا يسعون الى السيطرة على اكبر قدر من المناطق للجلوس الى طاولة المفاوضات في موقع قوة.
وفي جنوب خط الجبهة، اعلنت القوات الاوكرانية انها شنت هجوما مضادا واستعادت السيطرة على ثلاث قرى شرق ميناء ماريوبول، اخر مدينة كبيرة في المنطقة الخاضعة لسيطرة كييف.
وفي دوكوتشايفسك على بعد 35 كلم جنوب دونيتسك، سمع صحافي الثلاثاء دوي قصف مدفعي وتحدث عن وقوع معارك عنيفة في المنطقة.
وتحدث مسؤول انفصالي عن مقتل سبعة مقاتلين من الانفصاليين في الساعات ال24 الاخيرة.
وتبدو الساعات المقبلة مصيرية على الصعيد الدبلوماسي اثر مبادرة فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل اللذين حضرا الى موسكو وعرضا لفلاديمير بوتين خطتهما للسلام بعد عرضها امام الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو.
ومذذاك، كثف القادة الاربعة مشاوراتهم الهاتفية في موازاة جهود مكثفة يبذلها مستشاروهم للتوصل الى تسوية.
واكد هولاند الثلاثاء انه سيتوجه مع المستشارة الالمانية الى مينسك الاربعاء مع "ارادة حازمة" للتوصل الى اتفاق.
وافاد مصدر قريب من وزارة الخارجية الالمانية ان المشاورات بين دبلوماسيين كبار التقوا الاثنين في برلين ستتواصل "هذا المساء في مينسك".
بدوره، تشاور وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير هاتفيا بعد ظهر الثلاثاء مع نظيريه الروسي والاوكراني "للدعوة الى تسوية في القضايا الصعبة"، بحسب المصدر نفسه.
ومساء الثلاثاء، دعا شتاينماير مختلف الاطراف المعنيين بالمواجهات في اوكرانيا الى عدم تخريب قمة مينسك.
وتهدف الخطة الفرنسية الالمانية الى ضمان تطبيق اتفاقات السلام التي تم التوصل اليها في ايلول/سبتمبر في مينسك وتلحظ توسيع الحكم الذاتي في مناطق المتمردين مع ابقاء خط الجبهة الحالي واقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض خمسين الى سبعين كلم قبالة الخط المذكور.
لكن كييف رفضت مرارا ابقاء خط الجبهة الحالي، علما بان الانفصاليين احتلوا 500 كلم مربعة اضافية منذ ايلول.
وثمة بند خلافي اخر يتصل بـ"وضع الاراضي" التي سيطر عليها الانفصاليون. ففي حين تشدد موسكو على تشكيل اتحاد ترفض كييف هذا الامر وتعتبره محاولة من الكرملين لفرض هيمنة على قرارات كييف.
واحدى النقاط الرئيسية الاخرى في خطة السلام الاوروبية هي مراقبة الحدود الاوكرانية الروسية في الاراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون. فكييف تطالب بالسيطرة عليها بالتعاون مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا لكن موسكو تريد من اوكرانيا الاتفاق مع المتمردين حول هذه النقطة بحسب مصدر حكومي اوكراني.
لكن مصدرا دبلوماسيا فرنسيا اعرب الاثنين عن ثقته بانعقاد القمة. وصرح لفرانس برس "قبل ثمانية ايام لم يكن (الروس والاوكرانيون) يتحدثون معا. اليوم سنضعهم حول طاولة واحدة".
أ ف ب
أرسل تعليقك