مهنة العرافة مهددة في الصين من الأرياف إلى المدن
آخر تحديث GMT13:14:54
 العرب اليوم -

مهنة العرافة مهددة في الصين من الأرياف إلى المدن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مهنة العرافة مهددة في الصين من الأرياف إلى المدن

مهنة العرافة مهددة في الصين
كيوكا - شنخوا

يرتدي عراف صيني ثوبا واسعا فضفاضا ويعتمر قبعة سوداء ويحمل كتابا للسحر ذا صفحات متهالكة، وهو يدعي القدرة على التنبؤ بالمستقبل، فهو ما زال يمارس مهنة يبدو انها في طور الزوال في الصين.

ويقول هذا العراف البالغ 74 عاما واسمه زهاو فوشينغ لمراسل وكالة فرانس برس "ينبغي اتمام الطقوس القديمة حتى يتمكن المرء من رؤية الارواح".

وهو يدعي انه على تواصل مع عالم الاموات منذ نشأته في احدى غابات مقاطعة غوانغشي الجبلية في جنوب الصين.

وهو واحد من مشعوذين كثيرين منتشرين في المنطقة يلجأ اليهم منذ قرون طويلة السكان المحليون من ابناء الجماعات العرقية الصغيرة هناك.

ويقول زهاو "في حال تعرض احدهم لاي خطر، او كان طالعه سيئا، فانا اقدر على معالجة ذلك".

ويضيف "واذا كان الطبيب غير قادر على علاج احدهم من مرض ما، اقوم بذلك مستعينا بالارواح".

في قرية كيوكا النائية التي لا يمكن الوصول اليها سوى من طريق واحد موحل، يستقبل زهاو طوابير من سكان الجوار المؤمنين بقدراته الخارقة.

وقدم زهاو نفسه على انه معالج وقارئ للمستقبل.

وهو يطلب من زبائنه تاريخ الولادة ثم يبدأ في تقليب صفحات تقويم صيني قمري ويجري بعض الحسابات ويتصفح كتاب السحر الذي تكاد صفحاته تتفتت بين اصابعه.

ويقول للزبون "عندما ستبلغ سن التاسعة والثلاثين لن تكون حياتك سهلة"، مضيفا بعد لحظات من الصمت "لكن لا شيء يدعو الى الخوف".

في حقبة "الثورة الثقافية" الشيوعية بين العامين 1966 و1967، قتل كثير من المشعوذين او تعرضوا للاضطهاد باسم "مكافحة الخرافات الاقطاعية".

وفي قرية كيوكا، يقول العرافون انهم اخفوا كتبهم الى حين خبا اندفاع تلك الموجة الدامية.

ومع التغيرات الاقتصادية الي شهدتها الصين في الاعوام الاخيرة، ولا سيما الارتفاع الصاورخي لكلفة الطبابة، عاد الزبائن يتدفقون من جديد الى العرافين.

ومع ان قرية كيوكا لم يعد فيها سوى بضع مئات من السكان، الا ان فيها عددا لا بأس به من العرافين المرموقين بين السكان.

حتى ان بعض العائلات تطلق على اطفالها اسم العراف نفسه تيمنا به، على غرار زهاو ديكينغ ابن الثلاثة عشر عاما، والذي يؤمن بقدرة الارواح على التأثير على الاحياء.

لكن هذا الفتى وكثيرين غيره يحلمون بالرحيل عن القرية الى احدى المدن المجاورة، في ظاهرة باتت تعتبر اكبر حركة هجرة في العالم، الهجرة من الريف الصيني الى المدن الكبرى وقوامها 300 مليون مهاجر في الاعوام الخمسة عشر الماضية.

فالشباب يكادون ينعدمون في تلك المناطق الريفية النائية، اذ يتوجهون بعد اتمام دراساتهم المدرسية الى المدن حيث الاجور اعلى.

وعلى ذلك، فان الهجرة من الريف الى المدينة مرشحة للاستمرار، مع توقع 300 ميلون مهاجر اضافي في السنوات العشر المقبلة. اي ان قرى بأكملها مرشحة لتصبح خاوية.

ويطرح هذا التغير الديمغرافي تهديدا على مهنة العرافين مع انتقال معظم السكان الى المدن، وهو ما بدأ يسجل فعلا في الوقت الحالي.

ويقر زهاو فوشينغ انه يتلقى اعداد اقل من الزبائن، لكنه يعزو ذلك الى سبب آخر "الارواح رحلت عن المنطقة، ولذلك بات التواصل معها اقل من ذي قبل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهنة العرافة مهددة في الصين من الأرياف إلى المدن مهنة العرافة مهددة في الصين من الأرياف إلى المدن



GMT 06:20 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعيّن كارولين ليفيت متحدثة باسم البيت الأبيض

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab