برلين - العرب اليوم
طالبت صحيفة ألمانية، دول الاتحاد الأوروبي بمراجعة سياستها تجاه إيران، اعتداداً بأن فظائع نظامها وأدوارها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط لا يجب أن تمر دون موقف حاسم.
وشددت صحيفة «تاجست بوست» الألمانية، على سذاجة الطرح الأوروبي الألماني الحالي في التعاطي مع إيران بمنطق «منح الفرص والتشجيع»، فيما تثبت الوقائع والأحداث صحة وجهة نظر المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية، أوجست هانينج، بأنه «لا مجال لأي سلام دائم في الشرق الأوسط إلاَّ بتغيير النظام في طهران».
ونقلت الصحيفة عن الدكتور بهروز خسروزاده، عالم السياسة الألماني إيراني الأصل، الباحث في جامعة جوتنجن قوله، إن أربعة عقود من «الحوار النقدي» مع طهران لم تسفر عن شيء، لا في قضايا حقوق الإنسان ولا بشأن سلوكها الخارجي. ومن ثم من الخطأ أن نصبح «حلفاء» لذلك النظام لإنقاذ الصفقة النووية التي تمت بدورها على نحو خاطئ أيضًا.
وحسب رؤية خسروزاده فإن جماعات الضغط الإيرانية في أمريكا وأوروبا تمارس خطة خداع استراتيجي ضخمة، بنقل صورة خيالية عن إيران؛ ويستهدف ذلك اللوبي إقامة العلاقات التجارية ونقل التكنولوجيا والاعتراف الدبلوماسي من قبل المجتمع الدولي، ومن ثم إظهار أعداء إيران، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وكأنهم هم اللذين يتصرفون بشكل غير طبيعي.
وكشفت الصحيفة الألمانية خدعة ضخمة روجت لها طهران مؤخرًا لكسب ود المجتمع الدولي ومؤسساته المالية الكبيرة، وفي الوقت ذاته لتحقق مزيد من التعاطف الشعبي في الداخل والخارج، حيث استخدم وزير الخارجية جواد ظريف أزمة كورونا لممارسة سياسة صاخبة تندد بالعقوبات الأمريكية لدى الأوساط الأوروبية، ووصف الأمر بأنه عمل لا إنساني تقوم به واشنطن تجاه الأبرياء في بلاده، وعقبة كبيرة تعرقل جهود بلاده في مكافحة تفشي الوباء القاتل.
غير أن الصحيفة تعود لتؤكد أن خدعة ظريف وسياسة الكذب والتلفيق الإيرانية سرعان ما انكشفت، فحينما تقدم بطلب لصندوق النقد الدولي للحصول على 5 مليارات دولار في شكل قروض للمساعدة في مكافحة الجائحة، تبين أن أصول المؤسسات وإمبراطوريات الشركات في عهد المرشد الأعلى علي خامنئي وحدها تتجاوزت عدة مئات من المليارات من الدولارات، ما يعني أن طهران ليست بحاجة لمساعدات مالية، ويمكنها أن تستخدم جزء صغير من أصولها الداخلية للقضاء على الوباء، وأنه قد تم تضليل السياسيين الأوروبيين على نطاق واسع وبسهولة شديدة.
وترى الصحيفة أن الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في العام 2018، بينما لا تزال أوروبا تتمسك به لأسباب اقتصادية وأمنية تخصها، لم يغير سلوك طهران إلى الأفضل، ولم يدفعه بعيدًا عن سياستها المعتادة في استخدام «التقية» والخداع والكذب، كما أن رفع العقوبات عن طهران بموجب الاتفاق لم يغير سياستها الخارجية العدوانية، ولم يجر إصلاحات محلية، وبالإضافة إلى نظامها نفسه.
وأضافت الصحيفة الألمانية، أن الشعب الإيراني في ظل ذلك الحكم، يغرق أكثر فأكثر في الفقر والبؤس. بينما لا يزال السياسيون الأوروبيون السذج وبعض الخبراء يعتبرون الاتفاق النووي بادرة طيبة من إيران ويستنكرون خروج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من الصفقة النووية التي تعاني من عجز فعلي.
قد يهمك ايضاً:
بنك إنجلترا يؤكّد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يقسّم أسواق المال
الاتحاد الأوروبي يدعو إلى التوافق بشأن ملء "سد النهضة" الأثيوبي
أرسل تعليقك