تظاهر مئات آلاف الأتراك اليوم، في مدينة اسطنبول، ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المتمثل بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي، تحت شعار "القدس للإسلام".
وشارك في التظاهرة التي اقيمت في ميدان "بني كباتي"، والتي نظمها حزب السعادة التركي، (أسسه رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان)، بالتنسيق والتعاون مع أكثر من 120 حزبا ومنظمة أهلية، السفير الفلسطيني لدى تركيا فائد مصطفى، الى جانب عدد كبير من ممثلي الأحزاب والفعاليات التركية، والجالية الفلسطينية والعربية في مدينة اسطنبول.
ورفع المشاركون في التظاهرة التي قدر مراقبون عددهم بنحو 400 الف متظاهر ومناصر للقضية الفلسطينية، الاعلام الفلسطينية الى جانب الاعلام التركية، ورددوا هتافات رافضة لقرار ترامب حول القدس، وأخرى تضامنية مع شعبنا.
وفي الطرف الآسيوي لإسطنبول، استقل المتظاهرون من منطقتي "أوسكدار" و"قاضي كوي"، السفن التي نقلتهم على متنها إلى منطقة "إمينونو" بالطرف الأوروبي للمدينة.
ورفع المتظاهرون الأتراك -الذين اصطحبوا أطفالهم وعائلاتهم معهم-، فوق السفن، العلمين التركي والفلسطيني، إلى جانب صور المسجد الأقصى المبارك.
وتزيّنت شوارع وميادين منطقة الفاتح في إسطنبول، بالشعارات المكتوب عليها "القدس للإسلام"، والتي تحمل شعار "التجمع الحاشد"، إضافة إلى صور المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وخريطة فلسطين.
وهتفت حناجر المتظاهرين على متن السفن، ومن نوافذ السيارات، المكتظة حول الميدان بالهتاف لفلسطين.
وردّد المحتجون، شعارات منها، "فلسطين والقدس إسلامية"، و"القدس خط أحمر"، و"بالروح بالدم نفديك يا قدس".
وتخلل التظاهرة الضخمة مهرجان خطابي القيت خلاله العديد من الكلمات الحماسية.
وقال السفير الفلسطيني لدى أنقرة، فايد مصطفى، في كلمته امام المحتشدين، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب "أراد دخول تاريخ الحركة الصهيونية من خلال قراره الأخير بشأن القدس وسيذهب وعده وقراره الى مزبلة التاريخ، وإن مصير القدس لا تقرره مراسيمه الباطلة.
واعتبر مصطفى أن "ترامب بقراره هذا دخل التاريخ من أسوأ أبوابه".
وأضاف "القدس ليست عاصمة إسرائيل. بل إنها استولت على الجزء الشرقي منها بالحرب والقوة والاحتلال".
وقال مخاطبا ترامب: فليذهب قرارك إلى مزابل التاريخ، لأن القدس كانت وما زالت وستبقى لنا (كفلسطينيين)، ولن تقرر مراسيمك وقراراتك مصيرها".
وتابع "تجاهلك لهذه الحقيقة محاولة مبيتة لإخفاء الوقائع التي يعلمها ويقبلها كل العالم؛ إلا أنت والمتطرفين اليمينيين في إسرائيل وأمريكا".
وشكر السفير الفلسطيني "شعب تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان على مواقفه الصلبة في الدفاع عن فلسطين والقدس".
كما شكر الأحزاب التركية وللمنظمات والجمعيات والاتحادات وممثلي المجتمع المدني، "على مواقفهم الواضحة في رفض القرار".
كما وألقى عدد من المسؤولين الأتراك كلمات حماسية، أكدت جميعها على رفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالوا في كلماتهم: إن هذه التظاهرة تأتي من أجل الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية التي تقف بلا مدافع عنها.
وشدد المتحدثون على أن "الموقف التركي كان دائمًا في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية، وأن القدس خط أحمر، لأنها قضية دينية تخص المسلمين كلهم وليس أهل فلسطين وحدهم.
وأكدوا على أن "القدس كانت وستبقى عاصمة لفلسطين، وحرما لكل المسلمين".
وتأتي المظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية، في عدة ولايات تركية تنديدًا بقرار واشنطن، وقبيل أيام من القمة الاسلامية التي ستعقد في اسطنبول.
أرسل تعليقك