علقت موسكو بسخرية على معلومات وردت في وسائل الإعلام تشير إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، سيطلب من اليونان، خلال زيارته المقررة لها، غلق موانئها أمام السفن الحربية الروسية.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في تعليق لها في حسابها على موقع "فيس بوك" الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني: "هذا ليس أقصى مدى (يمكن أن يتفوه به أوباما)، على سبيل المثال، من الوارد جدا أن يطلب إغلاق (ساحة) بوشكين أمام الحمام! أو أن يمنع ألواح الخشب عن المسامير!.. أيها الأصدقاء! ماذا بوسع أوباما أن يطلب إغلاقه أيضا؟!".
ومن جانبه، أكد دميتري بيليك، النائب في مجلس الدوما الروسي في وقت سابق من الأحد، أن دخول سفن البحرية الروسية إلى الموانئ اليونانية يحمل طابعا إنسانيا وثقافيا وتجاريا وليس عسكريا.
وقال بيليك، وهو نائب عن مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم الروسية، إن السفن الروسية تدخل الموانئ اليونانية للاحتفال المشترك مع اليونانيين بالتواريخ المهمة، وليزور البحارة الروس المقدسات (الأرثوذكسية) في جبل آثوس.
جاء تصريح النائب الروسي في معرض تعليقه على معلومات ظهرت في وقت سابق من الأحد، في وسائل الإعلام تشير إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، سيطلب من اليونان خلال زيارته المقررة لها، غلق موانئ البلاد أمام السفن البحرية الروسية.
ووفقا لبيليك، فإن ما يربط روسيا واليونان في المقام الأول الحياة الثقافية والدينية المشتركة، قائلا: "بحارتنا يذهبون إلى الموانئ اليونانية ليست من أجل إظهار قدراتهم العسكرية، بل في المقام الأول من أجل المشاركة في الأعياد اليونانية أو للاحتفال معهم بتحرير الأميرال الروسي فيودور أوشاكوف جزيرة كورفو اليونانية، كما إن البحارة الروس غالبا ما ينزلون في الموانئ اليونانية لزيارة الآثار الدينية المقدسة في جبل آثوس".
وأكد: "لا يمكن لأي قيود تحطيم العلاقات الودية بين الشعبين الروسي واليوناني".
وكانت البوابة العسكرية "Militaire" اليونانية، خلصت في مقال، في وقت سابق من الأحد، إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، سيطلب من اليونان خلال زيارة مقررة لها، غلق موانئ البلاد أمام سفن البحرية الروسة.
ونشرت البوابة مقالا، قالت فيه إن صندوق "Heritage Foundation" الأمريكي (معهد بحوث استراتيجية في الولايات المتحدة متخصص بالدراسات الخارجية)، كشف هدف زيارة أوباما إلى اليونان، مضيفا أن موظفي معهد الدراسات عرضوا على الرئيس الأمريكي الضغط على أثينا من أجل أن تصوت الأخيرة لمصلحة استمرار العقوبات ضد روسيا ومنع سفنها (الحربية) من الدخول إلى الموانئ اليونانية، بالإضافة إلى السماح لجمهورية مقدونيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لإنهاء نزاع طويل الأمد بين اليونان ومقدونيا حول الأسم الذي تحمله الأخيرة (مقدونيا) الذي تعترض عليه اليونان.
وتعترض اليونان على إطلاق اسم "مقدونيا" على هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، نظرا لكون المنطقة الشمالية لليونان والمحاذية ليوغوسلافيا السابقة تسمى مقدونيا، ويدفع هذا الخلاف اليونان إلى استخدام حق الاعتراض(الفيتو) على قبول مقدونيا في عضوية الناتو والاتحاد الأوروبي.
يشار إلى أن مقدونيا واحدة من الدول التي نشأت بعد تفكك يوغوسلافيا، معلنة استقلالها في عام 1991، وأصبحت عضوا في الأمم المتحدة عام 1993.
ووفقا لوكالة "نوفوستي" الروسية، تنتظر الحكومة اليونانية أن تحصل خلال زيارة أوباما لها يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني، على دعم واشنطن في مسألة التخفيف من عبء الديون الخارجية التي تصل قيمتها إلى نحو 320 مليار يورو، والتي تشكل خدمتها حملا ثقيلا على كاهل الاقتصاد اليوناني.
وكانت سلطات مالطا رفضت السماح لحاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" والسفن الحربية المرافقة لها بالتزود بالوقود في موانئها، وذلك بعد رفض مماثل من الحكومة الإسبانية السماح للسفن الروسية بزيارة ميناء سبتة والتزود بالوقود هناك. وتراجعت إسبانيا تحت ضغوط حلفائها في حلف شمال الأطلسي، بعد أن كانت قد وافقت على هذه الزيارة.
أرسل تعليقك