القدس المحتلة_ العرب اليوم
فيما صعّد الفلسطينيون لغتهم، محذرين إسرائيل من تجاوز الخطوط الحمراء عبر السماح لمتطرفين يهود بإدخال قرابين إلى المسجد الأقصى في عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ الجمعة، حاولت الحكومة الإسرائيلية تخفيف الاحتقان ونفت أن هناك يهوداً ينوون فعل ذلك، واتخذت إجراءات على الأرض.
وقال عوفر جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمس (الأربعاء)، إن «المزاعم التي ادعت بأن هناك يهوداً ينوون ذبح القرابين في الحرم الشريف كاذبة تماماً». وأضاف على صفحته على «تويتر»: «هذه المزاعم روّجتها تنظيمات فلسطينية ووجهات أخرى بغية التحريض وتأجيج الخواطر وارتكاب عمليات». وأردف: «نصون الوضع القائم في الأماكن المقدسة ولن نسمح بالإخلال بالأمن والنظام العام في أي مكان».
وجاءت تغريدة جندلمان بالعربية، بعد تحذيرات فلسطينية وأردنية متصاعدة. وكانت الرئاسة الفلسطينية قد حذرت من تصعيد خطير لا يمكن السيطرة عليه إذا مسّ المتطرفون بالأقصى، فيما أعلنت الخارجية الفلسطينية أمس، بدء حراك سياسي ودبلوماسي مع نظيرتها الأردنية على المستويات كافة «لتوفير الحماية للمسجد الأقصى ومواجهة العدوان الإسرائيلي، الهادف إلى تغيير الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم في القدس». واتهمت الخارجية الحكومة والمنظمات الإسرائيلية المتطرفة، بتبادل الأدوار في كافة جوانب الحرب المفتوحة على الفلسطينيين، وجرّ ساحة الصراع نحو دوامة عنف لا تحمد عقباها.
وحمّلت «الخارجية» الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الدعوات التحريضية العنصرية التي أطلقتها المجموعات التخريبية، وتضمنت رصد «جوائز مالية» لمن يتمكن من إدخال «قرابين» إلى داخل باحات الأقصى، خلال احتفالات اليهود بعيد «الفصح». وقالت إن نتائج ذلك ستكون خطيرة على ساحة الصراع والمنطقة برمتها.
وانضمت الخارجية الأردنية للتنديد الشديد، وحذرت إسرائيل من السماح للمتطرفين بالقيام بممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين. وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول، ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، ووقف جميع الإجراءات التي تُعيق إمكانية وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المُبارك. وشدد أبو الفول على ضرورة وقف كافة الإجراءات الاستفزازية والأحادية التي من شأنها أن تؤدي إلى تأجيج الصراع وتغذي ثقافة الكراهية والعنف.
ويستعد الفلسطينيون لأيام متوترة في الأقصى بعدما نشرت مجموعات الهيكل، دعوة لإدخال القرابين للمسجد، ووعدت بمكافأة مالية تصل إلى 10 آلاف شيكل إسرائيلي، لمن ينجح بذلك، و«800 شيكل» لمن يدخل القربان إلى الأقصى ولا ينجح بذبحه، و400 شيكل لمن يحاول ويفشل.
وقالت الجماعات: «إن تقديم القربان هو الرد الطبيعي على الإرهاب». وجاء في منشوراتهم «لا (حماس) ولا الأردن يقرران ما يحصل في الأقصى». وردّت «حماس» أمس بتحذير إلى قادة الاحتلال والجماعات الصهيونية من تنفيذ مخطط ذبح القرابين في عيد الفصح، وممارسة طقوسهم الاستفزازية في باحات المسجد الأقصى المبارك. وعقدت «حماس» أمس اجتماعاً مع باقي الفصائل في مكتب قائد الحركة في غزة يحيى السنوار. وقال مسؤولون إن الاجتماع هدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل، إن غزة لا يمكن أن تنأى بنفسها للدفاع عن المسجد الأقصى. وأكد القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي» داود شهاب: «إن الاعتداء على المسجد الأقصى لن يمر، وليس للاحتلال عند الفلسطينيين إلا القتال ابتداءً من الصاروخ حتى الحجر».
وبالإضافة إلى تصريح جندلمان، أصدرت الشرطة لإسرائيلية بياناً، قالت فيه إنها لن تسمح للمتطرفين بالوصول إلى الأقصى والتصرف بشكل غير قانوني. وجاء في البيان: «كما هو الحال في كل عام خلال شهر رمضان الفضيل تهدف هذه المنشورات إلى إثارة الفتنة والتحريض وتضليل الجمهور عمداً. الشرطة في القدس وفي باقي المناطق الأخرى تعمل مع هيئات أمنية أخرى، على مدار الساعة، ضد أي شخص يحاول خرق النظام العام أو القانون أو التعليمات المتبعة والقائمة في الحرم القدسي وسائر الأماكن المقدسة الأخرى في المدينة».
وأضاف البيان أنه «سيتم فحص الحوادث والمنشورات التي يشتبه فيها التحريض على ارتكاب أعمال عدائية والتعامل معها وفقاً لذلك. وسيتم التعامل مع خارقي القانون والمخالفين من أي نوع بحزم ودون هوادة وتساهل، وفتح تحقيقات جنائية وإبعاد مثيري الشغب أو خارقي القانون من المنطقة كما هو مطلوب». ونوّه البيان إلى أن مشتبهاً فيه كان مسؤولاً عن نشر دعوات تدعو إلى العمل بما يخالف القانون، تم إبعاده من قبل قوات الأمن من منطقة البلدة القديمة في القدس، وفقاً للقانون، حتى منتصف الشهر المقبل.
وأكد بيان الشرطة على أن الأنظمة المتبعة في الحرم القدسي الشريف وفي الأماكن المقدسة الأخرى في مدينة القدس، كانت وستبقى محفوظة في جميع الأوقات، ولن يسمح للمتطرفين والمجرمين بانتهاكها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك