أعنف موجة عنف منذ 1994غضبة الزولو تهز جنوب إفريقيا
آخر تحديث GMT02:12:51
 العرب اليوم -

أعنف موجة عنف منذ 1994"غضبة الزولو" تهز جنوب إفريقيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أعنف موجة عنف منذ 1994"غضبة الزولو" تهز جنوب إفريقيا

كيب تاون _ العرب اليوم

قتل نحو 76 شخصا وأصيب أكثر من 340 في موجة عنف هي الأكبر في جنوب أفريقيا منذ العام 1994 والتي اندلعت السبت في مدينة ديربان، وانتشرت في عدة مدن أخرى احتجاجا على حكم قضى بسجن رئيس البلاد السابق جاكوب زوما.

وفيما سعت الحكومة لاتخاذ إجراءات أمنية وسياسية لتطويق الأزمة، يقول شهود عيان أن حالة من التوتر الأمني المخيف، وأعمال السلب والنهب والفوضى الشديدة تسود جوهانسبرغ وديربان التي تعتبر المعقل الرئيسي لقبيلة الزولو التي ينحدر منها زوما.

وشنت السلطات حملات اعتقالات واسعة طالت نحو 1700 شخص في ولايات كوازولو والكاب الشمالية، واتهمت ابنة زوما، دودوزيل زوما بتحريض أفراد قبيلتها الذين يشكلون نحو 30 في المئة من التركيبة السكانية في البلاد.

ووفقا للطبيب والناشط السياسي السوداني عادل الليثي المقيم في جنوب افريقيا منذ أكثر من 15 عاما، فإن السلطات الأمنية تواجه صعوبة كبيرة في السيطرة على الأوضاع في ظل امتداد موجة العنف وانتشارها في عدة مدن واتخاذها لطابع قبلي عنيف.

ويبدي الليثي مخاوف جدية من أن تؤدي موجة العنف الحالية إلى المزيد من التشظي في النسيج المجتمعي الهش للبلاد. ويوضح "حقيقة هناك دولتان في جنوب أفريقيا الأولى تحاكي الغرب والأخرى نموذج حقيقي للدولة الفقيرة وتظهر في الأحياء الشعبية التي تنقصها الخدمات العامة، مما يزيد من الاحتقان المؤجج للصراع".

وفي محاولة لاحتواء الموقف فرضت السلطات المحلية في ديربان ومدن أخرى حظرا للتجوال من الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا.

نظرا لأهمية مدينة "ديربان"- مركز موجة العنف الحالية- كميناء رئيسي للبلاد تدور مخاوف من آثار اقتصادية كبيرة برزت ملامحها في تخلص الأجانب من معظم الأسهم التي يمتلكونها، مما أدى إلى هجمة شرسة على الدولارات هبطت بالعملة الوطنية "الراند" الثلاثاء إلى أضعف مستوى منذ أبريل قبل أن تعاود التحسن قليلا صباح الأربعاء واستقر الراند يوم ليبلغ سعر الدولار 14.6130 راند.

ووفقا لليثي، فإن الشركات العربية أقل تأثرا نظرا لتمركزها في مناطق أكثر أمنا، كما أن معظمها في مجال العقارات.

ويؤكد لليثي أن التردي الأمني وعمليات النهب دفعت إلى حالة من الركود الاقتصادي في نحو 60 في الملة من مناطق البلاد. ومع اشتداد موجة العنف وتعرضت المئات من الشركات للنهب والسلب والتحطيم؛ أغلقت العديد من الأسواق والمحال التجارية الكبرى أبوابها، واضطر أصحابها لدفع مبالغ طائلة للشركات الأمنية من أجل توفير الحماية.

رغم أن البعد القبلي كان الغالب عند اندلاع أعمال العنف الحالية؛ إلا أنها القت بظلال قاتمة على الأوضاع السياسية في البلاد.

وعلى الرغم من اعتقال دودوزيل زوما؛ إلا أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم والذي ينتمي إليه زوما نأى بنفسه عن أعمال العنف الحالية.

ومن الصعب التكهن بالمدى الذي يمكن أن تصل إليه الأوضاع الحالية في جنوب افريقيا؛ لكن المؤكد أن المآلات ستكون خطيرة؛ وفقا لليثي.

وفي الواقع هنالك جناحان هما الأكثر حسما للأمور وتحديد مسارها. الجناح الأول إصلاحي ويتزعمه ماتاميلا سيريل رامافوزا- النائب السابق لزوما- إضافة إلى الرئيس الأسبق تابو إيمبيكي.

أما الجناح الثاني فيمثله مجموعة من مناصري التحول الاقتصادي الراديكالي، مثل زوما نفسه ومعه عدد من النقابات العمالية التي ترى ان الفقراء أصبحوا اكثر فقرا في ظل هيمنة الصفوة التي استفادت من قوانين تمكين البيض والراسمالية والشركات العالمية من مفاصل الاقتصاد.

وتبدو ورقة مناصرة الفقراء هي الورقة الرابحة التي يعتمد عليها أنصار زوما في حسم الأزمة الحالية؛ حيث يتميز زوما، الذي حكم جنوب أفريقيا من مايو 2009 حتى استقالته في فبراير 2018؛ بشعبية كبيرة وسط الفقراء الذين يشكلون الأغلبية الساحقة.

قد يهمك ايضا

مشروع قانون عن تعدد الأزواج للنساء يثير غضب المحافظين في جنوب أفريقيا

السجن 15 شهرا للرئيس السابق لجاكوب زوما لرفضه المثول أمام لجنة مكافحة الفساد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعنف موجة عنف منذ 1994غضبة الزولو تهز جنوب إفريقيا أعنف موجة عنف منذ 1994غضبة الزولو تهز جنوب إفريقيا



GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab