تل أبيب - العرب اليوم
بعد أن استخدم رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كل قوته الحزبية ونفوذه السياسي عندما كان رئيس حكومة لتمرير قانون يمس بمكانة السكان العرب وتخفيض مكانة اللغة العربية، باشر الإعداد لطرح مشروع قانون جديد يقضي بتحويل تعليم اللغة العربية في المدارس الثانوية من موضوع اختياري إلى موضوع إلزامي. جاء هذا الاقتراح ضمن سلسلة مشاريع يخطط نتنياهو لطرحها على جدول أعمال الكنيست، كلها تخص قضايا المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48). وهو لا يطرحها حباً في العرب أو برغبة حقيقية لخدمة العرب، بل الهدف هو مناكفة الحكومة الحالية، التي يقودها نفتالي بنيت، رئيس حزب «يمينا»، وتشارك فيها «القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية» بقيادة النائب منصور عباس. وقالت مصادر مقربة منه إنه يستهدف بالأساس إرباك الحكومة، فهو يقدر بأن تحظى هذه المشاريع بتأييد حزبه «الليكود» وحلفائه في تكتل اليمين البالغ عددهم 52 نائباً، ويقدر بأن تنضم إليهم «القائمة المشتركة للأحزاب العربية» برئاسة النائب أيمن عودة، المؤلفة من 6 نواب. وعندها، سيحتاج إلى تأييد «الإسلامية» (4 نواب) حتى يحظى المشروع بأكثرية تزيد عن 60 مقعداً (من مجموع 120). فإذا أيدت «الإسلامية» مشروع نتنياهو تكون قد خرجت عن الائتلاف الحكومي، وإذا التزمت بالائتلاف وعارضت المشروع وتسببت في إسقاطه، فإنها تدخل في أزمة مع الحكومة من جهة ومع الشارع العربي وقوى اليسار من جهة ثانية. وفي كل الأحوال يتسبب الأمر في أزمة أخرى للائتلاف الحكومي.
المعروف أن اللغة العربية كانت تعد في إسرائيل لغة رسمية حتى سنة 2017، عندما مررت حكومة نتنياهو قانون القومية، الذي خفض مكانتها إلى لغة ثانية. وحتى ذلك الوقت، كانت أحزاب اليسار ومعها النواب العرب يسعون لجعل تعليم اللغة العربية إلزامياً في جميع المراحل الدراسية (الابتدائية والإعدادية والثانوية)، يفرض وجودها لغة رسمية إلى جانب اللغة العبرية في جميع المؤسسات والمعاملات الحكومية. وكانت اللغة العربية تدرس بشكل إلزامي فقط في المدارس الابتدائية في منطقة الشمال، وحتى هذا على حساب جمعيات وحركات وبتمويل جزئي من وزارة المعارف.
وقد تصدت حكومات بنيامين نتنياهو لمسار تحسين وضعية اللغة العربية بشدة، طيلة 12 عاماً، وأسقطت كل المشاريع التي طرحت بهذا الشأن في الكنيست. ومررت قانون القومية الذي يجعل القوانين الإسرائيلية تفضل اليهودي على العربي بشكل صارخ. ولكن نتنياهو لا يتورع عن الظهور حالياً كمن يسعى لتحسين مكانة العرب، فقط لكي يحرج الحكومة. وحسب مصدر مقرب منه، فإنه يخطط لطرح مجموعة مشاريع قوانين تخص المجتمع العربي بشكل مباشر، وليس فقط قانون إلزام تعليم اللغة العربية في المدارس الثانوية.
قد يهمك ايضا
إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يطلب إخضاع نتنياهو وعائلته لعلاج نفسي
إعلام إسرائيلي القضاء يرفض تأجيل محاكمة نتنياهو
أرسل تعليقك