أنقرة - العرب اليوم
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستتعامل «بشكل مختلف مع التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا»، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مضيفا أن تركيا «ستحاربها بقوة».
وجدد إردوغان، في تصريحات أمس (الجمعة)، اتهاماته للولايات المتحدة وأطراف أخرى، لم يسمها، بتقديم الدعم العسكري للقوات الكردية، قائلا إن «التنظيمات في شمال سوريا تتلقى دعماً عسكرياً مباشراً من الولايات المتحدة وأطراف أخرى... حربنا متواصلة ضد التنظيمات الإرهابية ولن يوقفنا أحد».
وصعدت تركيا تهديداتها بالتوجه إلى التصعيد العسكري ضد قوات «قسد»، التي تعتبرها الولايات المتحدة الحليف الأوثق في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي بينما تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا وامتدادا لحزب العمال الكردستاني، بعد هجمات، الأسبوع الماضي، تسببت في مقتل 3 عناصر من القوات التركية في مارع شمال حلب، حيث تقع منطقة «درع الفرات»، التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل السورية الموالية. وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أول من أمس، إن بلاده ستقوم باللازم في المكان والزمان المناسبين لوقف «الهجمات الإرهابية» شمال سوريا. وشدد الوزير التركي على أن بلاده لم ولن تسمح إطلاقاً بإنشاء ممر إرهابي، وأنه سيتم القضاء على كل من يسعى للقيام بذلك.
وجاءت تهديدات أكار في سياق تصريحات متكررة للمسؤولين الأتراك في الأيام الأخيرة بشأن التصعيد في شمال سوريا رداً على هجمات «قسد».
وقال إردوغان إن كفاح تركيا في سوريا «سيستمر بشكل مختلف للغاية» في الفترة المقبلة، لافتا إلى أن الوحدات الكردية «تصول وتجول ليس في الشمال السوري فقط بل في عموم سوريا، وتلقى الدعم من قوات التحالف الدولي للحرب على داعش، وفي مقدمتها الولايات المتحدة».
وأضاف أن «التنظيمات المذكورة (حزب العمال الكردستاني وامتداداته) تمارس إرهابها باستخدام الأسلحة والذخائر والمعدات التي قدمتها تلك الأطراف بذريعة مكافحة «داعش»... سنخوض جميع أشكال الكفاح اللازم ضد تلك التنظيمات الإرهابية والقوات المدعومة أميركيا هناك، وكذلك ضد قوات النظام السوري، ونحن عاقدون العزم في هذا الخصوص».
في السياق ذاته، نقلت «رويترز»، أمس، عن مسؤولين تركيين، لم تحددهما بالاسم، أن بلادهما تستعد لاحتمالية شن عمل عسكري جديد ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تمثل العمود الفقري لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إذا فشلت محادثات متعلقة بالأمر مع الولايات المتحدة وروسيا، وأنه من الضروري تطهير المناطق في شمال سوريا، وخصوصاً منطقة تل رفعت التي تنطلق منها هجمات ضد القوات التركية باستمرار.
ويتزايد التوتر في إدلب، شمال غربي سوريا، إثر تبادل القصف بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة، وفصائل المعارضة من جهة ثانية، ودفع الطرفين تعزيزات عسكرية ضخمة إلى خطوط التماس في جنوب إدلب، والقوات التركية ترسل أرتال عسكرية قوامها دبابات ومدافع ثقيلة وناقلات جنود إلى مناطق محاذية لمدينة عين العرب الخاضعة لسيطرة القوات الكردية شمال شرقي حلب.
من جهته قال أحمد عرابي من ريف حلب الشمالي، إن رتلين عسكريين تابعين للقوات التركية وصلا فجر الجمعة 15 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى قرية سروج المحاذية لمدينة عين العرب شمال غربي حلب، الخاضعة لسيطرة القوات الكردية. وأضاف، أن الرتل الأول ضم عدداً كبيرا من عناصر القوات الخاصة التركية، بينما الرتل الثاني يضم دبابات وناقلات جنود وعربات تحمل معدات لوجيستية وعربات مصفحة.
ولفت، إلى أنه أجرى عدد من ضباط هيئة الأركان في الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا بقيادة العميد عدنان الأحمد (نائب رئيس هيئة الأركان)، جولة ميدانية على عدد من المواقع العسكرية التابعة لفصائل المعارضة قريبة من خط التماس مع القوات الكردية في منطقة الباب بريف حلب الشمالي الغربي، وتفقد الجاهزية العسكرية والقتالية للفصائل.
وفي سياق آخر، قتل وجرح أكثر من 13 عنصرا من قوات النظام والميليشيات المساندة بهجوم مباغت لعناصر يعتقد أنهم من (تنظيم داعش)، وبانفجار لغم أرضي في بادية حماة وسط سوريا.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك