روسيا حسمت الحرب بعد المائة يوم الأولى والأسلحة الغربية تتكسر كحبات اللوز
آخر تحديث GMT04:20:00
 العرب اليوم -

روسيا حسمت الحرب بعد المائة يوم الأولى والأسلحة الغربية تتكسر كحبات اللوز

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - روسيا حسمت الحرب بعد المائة يوم الأولى والأسلحة الغربية تتكسر كحبات اللوز

من القصف الصاروخي الروسي ضد أهداف في الأراضي الأوكرانية
موسكو-العرب اليوم

قال الصحفي والمحلل السياسي المصري عبد الحليم قنديل إنه لم يعد أحد يجادل كثيرا في هوية من انتصر ومن انهزم بعد المئة يوم الأولى من حرب أوكرانيا.

وأضاف: "زادت خسائر ما تبقى من الجيش الأوكراني، وبلغ عدد أسراه ما يزيد على ستة آلاف ونصف الألف، نحو نصفهم من المقاتلين الأوكران الأشد تطرفا، من عينة كتائب "آزوف" و"الجناح الأيمن" من الجماعات النازية، حيث تلقوا هزائم في "ماريوبول" وفي مصنع "آزوف ستال" بالذات، والتي كان لها أثرها في تواري مبالغات الدعاية الغربية الأطلسية عن أساطير المقاومة الأوكرانية، كذا خفوت صوت "الفيلق الدولي" الداعم للرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" ، وقد كان يضم عشرين ألفا من عتاة اليمين المتطرف الأوروبيين والأمريكيين، وتتسابق عناصره اليوم للفرار من جحيم الهجوم الروسي.

ويقول "ما من شك في طبيعة الحرب الجارية، فهي ليست حربا إقليمية محصورة بالجغرافيا الأوكرانية، بل حرب ذات طابع عالمي، أو قل إنها حرب عالمية تحت المستوى النووي، تواجه فيها روسيا ثلاثين دولة عضو بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، إضافة لدول حليفة وتابعة، بينها للأسف أطراف عربية، وتستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والعقوبات غير المسبوقة في التاريخ الإنساني".

ويتابع "هدف أمريكا إضعاف روسيا وهزيمتها ، كما تم الإعلان مرارا وبالفم الملآن، وبأقصى صور التعبئة التي تستطيعها الإدارة الأمريكية، وهي تخوض حربا شاملة ضد روسيا، يصدق عليها وصف المفكر الأمريكي اليساري نعوم تشومسكي، الذي رأى أن واشنطن تخوض حربا ضد موسكو (حتى نهاية آخر أوكراني)، فليس هناك وجود لقوات أمريكية معلنة الحضور في الميدان الأوكراني، وإن كانت المشاركة الأمريكية المباشرة محمومة في معارك السلاح، بتخصيص 40 مليار دولار حتى الآن لدعم أوكرانيا ، إضافة لدعم أوروبي مماثل"

ويوضح "قد يقفز حجم الإنفاق الغربي إلى نحو 100 مليار دولار، مع تدفق جنوني للسلاح الفتاك المحارب لروسيا، والتحول إلى الأسلحة الهجومية، من صواريخ "ستينغر" و"جافلين"، إلى راجمات صواريخ "إم 270" البريطانية و"هيمارس" الأمريكية، وإلى أحدث أنواع المسيرات الأمريكية ومدافع "الهاوتزر" والألغام الألمانية الذكية، وإلى استنزاف مخازن السلاح السوفيتي القديم بدباباته وطائراته في دول أوروبا الشرقية، ومن بولندا بالذات، مع وجود آلاف المدربين الأمريكيين والأطلسيين على الأرض، والدعم الاستخباراتي اللحظي وعبر الأقمار الصناعية من أمريكا وبريطانيا بالذات".

ويتابع "وقد أغراهم ما جرى في الأسابيع الأولى من فك القوات الروسية لطوق حصار العاصمة الأوكرانية "كييف"، وصورت وقتها التقارير اليومية للبنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية والمخابرات الأمريكية والبريطانية، أن روسيا وقعت في الفخ المنصوب بعناية، وعلى مدى ثماني سنوات مضت قبل انطلاق "العملية العسكرية الروسية الخاصة" في 24 فبراير 2022 ، وأن موسكو تنتظر الهزيمة المؤكدة في حرب تستمر لعشر سنوات".

ويضيف قنديل "لكن مع تحول التكتيكات الروسية، بدأت الرياح تأتي بما لا تشتهى سفن الغرب الأمريكي والأوروبي، وتباعد شبح إمكانية هزيمة الجيش الروسي، ودفعت روسيا إلى الميدان بأسلحة جديدة على نحو متدرج، من "كاليبر" والصواريخ فرط الصوتية إلى الأسلحة الحرارية ومدافع الليزر، وصارت تلتقط أحدث أجيال الأسلحة الأمريكية، وتكسرها كما "حبات الجوز" بتعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خيب الظنون الغربية، ولم يعلن الحرب على أوكرانيا رسميا إلى اليوم، ولم يلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العسكرية العامة، واكتفى بدفع عشرات آلاف الجنود، مع حسن استثمار أدوار القوات الحليفة من كتائب الشيشان وقوات جمهوريتي "الدونباس" في الشرق الأوكراني".

ويوضح قنديل أن بوتين "تعامل بثبات عصبي مذهل، يثق أن الحروب بخواتيمها، وأن أهدافه في أوكرانيا كلها قابلة للتحقق، وقد تصل في حدها المنظور إلى ضم ثلث مساحة أوكرانيا، بما فيها إقليم دونباس كله، إضافة إلى خيرسون وزابوريجيا، وربما خاركيف وميكولايف، وصولا إلى أوديسا، وفرض خرائط جديدة، تفقد فيها أوكرانيا أراضيها ومدنها الصناعية الكبرى، وينقطع فيها اتصال ما يتبقى من أوكرانيا بالبحر الأسود، بعد أن تحول "بحر آزوف" بكامله إلى بحيرة روسية داخلية".

ويضيف "كل ما سبق مهمات حربية مباشرة، قد تتدحرج مواعيد إتمامها كما نقدر إلى نهايات الصيف ومطالع الخريف على الأقل. ولكل حرب كما هو معروف روايتان، كذا في حرب أوكرانيا الجارية فصولها، تسترت الرواية الأمريكية الغربية وراء حق أوكرانيا المفترض في وحدة أراضيها ودفع ما تقول أنه العدوان الروسي عنها، لكن العوار الذى يصادف هذه الرواية، أنها تصدر عن آخر طرف يحق له الحديث عنها، فقد شنت واشنطن عشرات الحروب على سيادة دول تبعد عنها آلاف الأميال، بينما الرواية الروسية لها منطق مختلف".

ويقول المفكر المصري "فأوكرانيا عند بوتين ليست دولة أخرى وحق قومي منفصل، وأوكرانيا برواية بوتين، لم تكن لها دولة قبل قيام الاتحاد السوفيتي، وكانت من أملاك الإمبراطورية الروسية، والروس هم الذين أضافوا حوض "دونباس" ومدن الشرق والجنوب وشبه جزيرة "القرم" إلى أوكرانيا السوفيتية سابقا، وضمان الأمن القومي الروسي، يستلزم رد الأرض إلى أهلها الروس، خصوصا بعد تمادى القوميون الأوكرانيون في الالتحاق بالغرب وأطماع "الناتو" في تفكيك روسيا".

ويؤكد قنديل "ومع هذه الرواية الروسية، فقد لا يجدى الدفع بالمنطق الدولي الصوري، وباعتراف روسيا السابق بأوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فقد عاد الروس لتملك القوة العسكرية بالذات، ولا يريدون أن يفلتوا لحظة تاريخ تبدو لهم مواتية، ويهدفون لإنهاء عقود الاستخفاف الغربي بروسيا، وتصويرها كقوة إقليمية لا كقوة عالمية، وهو ما كان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ينطق به ضد روسيا".

ويضف "لكن تحركات بوتين العسكرية في جورجيا والقرم وسوريا قلبت الموازين، وجعلت واشنطن تدرج موسكو كعدو عالمي ثان بعد الصين في استراتيجيات الأولوية الأمريكية، خصوصا بعد نجاح بوتين في توثيق علاقة "بلا حدود" مع الصين، قبل عشرين يوما من بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، وهو ما منح موسكو مرونة هائلة في الحركة، وفي امتصاص صدمات سلاسل العقوبات الأمريكية الأوروبية، التي بلغت حتى اليوم ما يزيد على عشرة آلاف عقوبة، إضافة لحملات الشيطنة ونشر الكراهية لكل ما هو روسي".

ويتابع قنديل "ومع ما بدا من جبروت ظاهر في العقوبات الجزافية، فقد ارتد السحر على الساحر، ودخلت اقتصادات الغرب الكبرى في ركود تضخمي، فيما أبدى الاقتصاد الروسي ـ متوسط الحجم ـ صمودا عكس التوقع، وصار الروبل الروسي أفضل عملات العالم أداء باعتراف المؤسسات الأمريكية المالية ذاتها، وبدأ العمل في روسيا على بناء هيكل اقتصاد جديد، يكافئ مواردها المعدنية والطاقية والزراعية اللامتناهية".

ويؤكد قنديل "بوسع روسيا مع الحرب وبعدها، أن تحول محنة العقوبات إلى منحة فريدة، وبالذات مع تبين فشل خطة أمريكا العبثية في عزل روسيا، وتبين حيازة موسكو لتأييد صريح وضمني من قوى العالم الجديد الصاعدة، والتكون الفعلي لعالم متعدد الأقطاب، لم تنشئه الحرب الأوكرانية، بل كشفت وتكشف حقائقه باطراد، وكان أول ما سقط ويسقط فيه، هو تلك الهيمنة الأمريكية الأحادية على مصائر الكون، فلن تعود أمريكا أبدا إلى مكانة القطب الأوحد، ولا إلى امتياز "القوة العظمى" الوحيدة بألف ولام التعريف، وبوسعها فقط، أن تكون "قوة عظمى" بين متعددين، لن تصبح أولهم مع صعود المارد الصيني إلى عرش الاقتصاد والتكنولوجيا، وربما تكون مخاوف أمريكا الغريزية مما جرى ويجري، هي التي دفعت مفكرا استراتيجيا بوزن هنري كيسنجر على عتبة عامه المئة، أن ينصح واشنطن بالتنازل لروسيا بما تريده في أوكرانيا، وفض الاشتباك معها تفرغا لمواجهة التنين الصيني.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

موسكو تعطي القوات الأوكرانية الباقية في مارببول مهلة جديدة للتخلّي عن سلاحها

العالم في صدمة من صور فضائية ترصد ما حدث في بوتشا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا حسمت الحرب بعد المائة يوم الأولى والأسلحة الغربية تتكسر كحبات اللوز روسيا حسمت الحرب بعد المائة يوم الأولى والأسلحة الغربية تتكسر كحبات اللوز



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab