باريس ـ العرب اليوم
يحظى رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون بفرصة كبيرة فيما يبدو للحصول على ترشيح حزبه المنتمي ليمين الوسط لخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل. ويشارك فيون ومنافسه آلان جوبيه في آخر تجمعات الحملة الانتخابية التمهيدية يوم الجمعة.
وفي خطاب حماسي أمام مؤيديه في باريس لعب فيون (62 عاما) على وتر المشاعر الوطنية وتعهد بوقف "تراجع فرنسا" الذي حدث أثناء حكم الاشتراكيين من خلال التمسك بما وصفه ببرنامج واقعي يشمل إنهاء قانون العمل لمدة 35 ساعة في الأسبوع وتوفير مبالغ ضخمة من خلال خفض الإنفاق العام.
في حين دافع جوبيه (71 عاما) عن سياساته الأكثر اعتدالا وقال لمناصريه "لن أشارك في أي إجراءات غرضها الإبهار ضد خدماتنا العامة. أريد أن أديرها لا أن أشوه سمعتها."
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (أوبنيون واي) يوم الجمعة أن فيون يعتبر الأوفر حظا بالفوز في الانتخابات التمهيدية للمحافظين للحصول على ترشيح حزبه بحصوله على 61 بالمئة من الأصوات مقابل حصول منافسه جوبيه على 39 بالمئة.
والتصويت الذي سيجرى يوم الأحد سيدفع بأحد المرشحين المحافظين المخضرمين لخوض معركة انتخابية تقول استطلاعات الرأي إنها ستقتصر في النهاية على سباق ثنائي مع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.
وخالف فيون التوقعات وظهر كفائز مفاجئ في أول جولة من الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين التي أجريت يوم الأحد الماضي. ومن المتوقع أن يفوز فيون بالجولة الثانية بثلثي الأصوات. كما عزز أداؤه المقنع في مناظرة تلفزيونية يوم الخميس من موقفه.
ومع انعقاد المؤتمرات الانتخابية الأخيرة أعاد المدعي العام في باريس التذكير بالتهديد الأمني الذي يخيم على البلاد منذ قتل إسلاميون متشددون 130 شخصا في هجمات في باريس في نوفمبر تشرين الثاني 2015.
وحقق حزب لوبان المناهض للهجرة ولأوروبا تقدما ضد أحزاب اليسار واليمين التقليدية في الوقت الذي تكافح فيه فرنسا مع معدل بطالة بلغ عشرة بالمئة ونمو اقتصادي متواضع. كما زادت مذبحة باريس وهجمات أخرى شنها متشددون من شعبية حزب لوبان.
وفي ظل الاضطراب الذي يشهده حزب الاشتراكيين الحاكم بزعامة الرئيس فرانسوا أولوند واستطلاعات الرأي التي تظهر أن أغلب الناخبين يعارضون وصول اليمين المتطرف للسلطة يعتبر العديد من خبراء استطلاعات الرأي فيون الأوفر حظا ليصبح الرئيس القادم لفرنسا.
لكن استطلاعات الرأي بشكل عام فقدت مصداقيتها منذ الفوز المفاجئ لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومنذ التصويت المفاجئ بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك