واشنطن - العرب اليوم
مع اقتراب ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الانتهاء، وتسلّم الرئيس المنتخب جو بايدن سدة الرئاسة في يناير المقبل، بدأ الحزب الجمهوري يعد العدة لاختيار المرشح الذي سينافس بايدن في انتخابات 2024. ويعتبر نائب الرئيس الحالي مايك بنس، أبرز مرشحي الحزب لهذه الانتخابات. ولكن ظفره الترشيح، مرتبط بالعديد من العوامل، في مقدمها ترمب ولفت تقرير لموقع "ذا هيل" الأميركي، إلى أن بنس هو خيار واضح للحزب الجمهوري، إذ عمل نائب الرئيس بإخلاص إلى جانب ترمب على مدار السنوات الأربع الماضية، حتى وإن كان سلوكه الشخصي بعيد كل البعد عن سلوك الرئيس.
وأضاف، أنه من الناحية النظرية، سيتمكن بنس من الاحتفاظ بقاعدة ترمب الشعبية، في وقت أنه يتمتع بجاذبية أكبر بين أوساط الناخبين الأميركيين، مشيراً إلى أن أنصار بنس، يعتقدون أن تأثيره سيكون أكبر لدى الناخبين البيض المتعلمين الذين يعيشون في الضواحي، وانفصلوا عن ترمب كما يرى بعض المحللين، أن فرص بنس قوية، ويعتبر ورقة أساسية في الحزب. وأعرب مات ماكوفياك، رئيس الحزب الجمهوري في مقاطعة تكساس، عن اعتقاده بأن بنس "سيكون عاملاً رئيسياً في انتخابات 2024، إذ يتمتع بمكانة وطنية، ويستطيع جمع الأموال، كما سيتمكن من الاحتفاظ بجزء كبير من قاعدة ترمب" من جهته، اعتبر المحلل في الحزب الجمهوري، فورد أوكونيل، أن بنس يعتبر "مرشحاً قوياً جداً"، مضيفاً أنه من الواضح أن بنس يحظى بدعم المحافظين الاجتماعيين والماليين، بالإضافة إلى شغله منصب نائب الرئيس لأربع سنوات، و"هو ما يعطيه ميزة إضافية"، مستدركاً أن "الأمر كله مرتبط بترشح ترمب".
شكوك
ولكن على المقبل الآخر، هناك الكثير من الشكوك داخل الحزب في ما يتعلق بفوز بنس بالانتخابات. وتدور الشكوك بشكل رئيس حول قدرة بنس على جذب ناخبي ترمب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، خصوصاً إذا كانت المواجهة مع مرشحين آخرين ينافسون على نفس الفئة، على غرار عضو مجلس الشيوخ تيد كروز أو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ويضيف التقرير، أن جذور بنس العميقة في الحركة الإنجيلية، هي ميزة في الانتخابات التمهيدية، ولكن نزعته الدينية المحافظة اجتماعياً، يمكن أن تضعف جاذبيته عند الناخبين المعتدلين في الحزب.
كما هناك أسئلة عدة في شأن ما إذا كان بنس يتمتع بالجاذبية والحيوية لتقديم حملة رئاسية ناجحة خاصة به، خصوصاً بالنظر إلى مسيرته، إذ فاز بست فترات كعضو في مجلس الشيوخ عن ولاية إنديانا، وخدم لفترة واحدة كحاكم للولاية، لكن أداؤه في تلك الانتخابات التي أجريت على مستوى الولاية عام 2012، لم يكن مذهلاً، وفق التقرير ولفت أحد المحللين في الحزب الجمهوري، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن الانتخابات التمهيدية ستكون "حقلاً مزدحماً حقاً"، وبنس لم "يميز نفسه حقاً، ولم يذهل أحد" وأضاف أن بنس "ليس شعبوياً على غرار ترمب"، وما يميزه أنه "مسيحي محافظ"، مشيراً إلى أن تيد كروز "اقترب في المرة الأخيرة من الفوز بهذه التذكرة، لذا على بنس إثبات أنه يستطيع التفوق على كروز في لعبته، وهو ليس بالأمر السهل".
غضب ترمب
يمثل ترمب التحدي الأكبر أمام فرص بنس بالظفر بترشيح الحزب الجمهوري، خصوصاً أنه لا يزال يتمتع بقاعدة شعبية واسعة، من المرجح أن تدعمه في انتخابات 2024. وفي الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن، والتي حصدت أعلى نسبة مشاركة منذ عام 1900، حاز ترمب على 46.8 في المئة من الأصوات، وهو ما مجموعه 74.22 مليون صوت، وهو عدد أصوات يفوق عدد الأصوات التي فاز بها أي مرشح رئاسي آخر، باستثناء بايدن الذي حصل على 81.28 مليون صوت وحتى اللحظة، لم يعترف ترمب بنتائج الانتخابات، ويواصل محاولاته لإثبات التزوير فيها. ولم يشارك بنس بهذه المعركة بقوة، مكتفياً بإبداء دعمه للرئيس في ما يزعمه، وهو ما أثار غضب الرئيس. ولفت موقع "أكسيوس" الثلاثاء الماضي، إلى أن ترمب شعر بالاستياء من العديد من الأشخاص في دائرته الداخلية، ومن بينهم بنس، نظراً لأنهم لا "يقاتلون بما يكفي لأجله".
ترشح ترمب
وفي أوائل الشهر الجاري، لفت ترمب إلى وجود نية لديه بالترشح إلى انتخابات 2024. وقال في حفل استقبال داخل البيت الأبيض في الأول من ديسمبر، إنها "كانت أربع سنوات مميزة، ونحن نحاول البقاء لأربع سنوات أخرى. وإذا لم ننجح، سأراكم بعد أربع سنوات" وفي نوفمبر الماضي، أخبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستشاريه نيته الترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024، بعد إعلان وسائل إعلام فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، وفق ما كشفه مصدران مطلعان على هذه المحادثات لموقع "أكسيوس" الأميركي وأشار إلى أن مستشارين لأعضاء الحزب الجمهوري ممن يعوّلون على الترشح لانتخابات 2024 "يخشون من احتمال ترشح ترمب"، بسبب "النفوذ الاستثنائي الذي يتمتع به على ملايين الناخبين في الحزب الجمهوري".
أسماء أخرى
ونقل موقع "ذا هيل" عن المحلل في الحزب الجمهوري الذي رفض الكشف عن اسمه، أن هناك توقعات بترشح شخصيات أخرى خدمت في إدارة ترمب، وهو ما يمكنه أن يزيد من مشكلات بنس. ولفت إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، من الأسماء التي غالباً ما يتم ذكرها عند الحديث عن انتخابات 2024. وأعرب عن اعتقاده بأن بنس سيترشح، ولكن السباق سيتضمن أسماءً مثل هايلي وبومبيو، و"سيكون مثل نهاية رئاسة جورج بوش الابن، وترشح وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، ونائب الرئيس السابق ديك تشيني".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المحكمة العليا الأميركية تبحث طعون ترمب بعد يومين من تنصيب بايدن
ترمب يحذر طهران من عواقب مقتل أي أميركي في العراق
أرسل تعليقك