قيادي عمّالي يحرض البريطانيين على مجابهة تيريزا ماي والمحافظين
آخر تحديث GMT10:16:11
 العرب اليوم -

قيادي "عمّالي" يحرض البريطانيين على مجابهة تيريزا ماي والمحافظين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قيادي "عمّالي" يحرض البريطانيين على مجابهة تيريزا ماي والمحافظين

اللورد جون بريسكوت
لندن ـ العرب اليوم

دعا اللورد جون بريسكوت، القيادي بحزب العمال ‏ونائب رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، البريطانيين إلى مجابهة رئيسة الوزراء تيريزا ماي وحزب ‏المحافظين، مثلما تصدوا لحزب اتحاد الفاشيين البريطانيين قبل ثمانين عاما ‏في ثلاثينيات القرن الماضي.
‏ واستهل بريسكوت مقالا بصحيفة "ذا ميرور" عائدا بالأذهان إلى شهر أكتوبر عام ‏‏1936، عندما نزل المئات من البريطانيين رجالا ونساءً إلى منطقة الطرف الشرقي من لندن لاتخاذ ‏موقف؛ حيث تجمعوا للتصدي لمسيرة نظمها حزب اتحاد الفاشيين البريطانيين في ‏شارع "كيبل ستريت" بقيادة أوزوالد موزلي.

وأكد بريسكوت "هؤلاء الشجعان الذين كان بينهم أناسٌ من ذوي البشرة البيضاء والسوداء ومن ‏البريطانيين والأوروبيين والأفارقة والكاريبيين – جميعا اتخذوا موقفا في مواجهة ‏التعصب الأعمى الذي مثله أولئك الفاشيون آنذاك".
‏وعاد بريسكوت أدراجه إلى الزمن الحاضر، راصدًا إعلان وزيرة الداخلية "أمبر رود" في مؤتمر حزب المحافظين مؤخرا في ‏برمنجهام -بعد ثمانين عاما من أحداث "كيبل ستريت"- إعلانها عن سياسة جديرة بأن تنال ‏إعجاب الفاشيين: وهي أن الشركات البريطانية ينبغي أن يتم تصنيفها بالسلب تبعا لمدى ‏توظيفها لعمال أجانب.‏

ورصد القيادي العمالي كذلك، تصريحا أدلى به الوزير السابق ليام فوكس الذي ‏أعادته تريزا ماي لتفنيط اتفاقيات التجارة الدولية – قال (فوكس) فيه إن الأوروبيين ‏الذين يعيشون ويعملون في بريطانيا هم بمثابة "ورقة مساومة" للاستخدام في ‏المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي حول بريكسيت.‏

كما صرحت تريزا ماي نفسها بأن بريطانيا قد تنسحب من جزء من الاتفاقية ‏الأوروبية الخاصة بحقوق الإنسان، لتنضم المملكة المتحدة بذلك إلى منارات للديمقراطية.‏
ونوه اللورد بريكسوت عن أن هذه الاتفاقية (التي تنسحب منها رئيسة الوزراء) هي ‏ذاتها الاتفاقية التي صاغها المحافظون في أعقاب الحرب العالمية الثانية للحيلولة ‏دون نشوب صراع عالمي ثالث، للاحتفاظ بحق الإنسان في أن يعيش وتحريم ‏التعذيب.‏
وفوق ذلك كله، أكدت تريزا ماي على أن الأطباء والممرضين الأجانب قد يبقوا في ‏بريطانيا فقط ريثما يتسنى لنظرائهم من البريطانيين أن يحلوا محلهم في وظائفهم بعد أن ‏يحصل هؤلاء على كفايتهم من التدريب.
‏ وقال اللورد بريسكوت إن "تريزا ماي جعلت اسمها رمزًا دالاً على أن المحافظين ‏قد بات "حزبا قذرا" ولقد حاولت (ماي) عبثا أن تقول إن حزب العمال قد ‏بات كذلك.‏‎ ‎
وأضاف بريسكوت أن تريزا ماي منذ أن جاءت إلى السلطة مع ديفيد كاميرون عام ‏‏2010، وحكومتها تحاول أن تبذر بذور الانقسام والكراهية، بدءا من ضريبة غرف ‏النوم وانتهاء بالإعادة الجماعية لتقييم ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بأمراض ‏مزمنة للخصم من مستحقاتهم – جاعلين بذلك أضعف فئات المجتمع غرضا ‏لسهامهم، على أن يستفيد أصحاب المليارات من تلك الاستقطاعات من حقوق المقعدين والمرضى.

ولفت اللورد بريسكوت إلى أن تريزا ماي قد شجعت اللافتات التي تقول "اذهبوا ‏إلى أوطانكم" الملصقة على الشاحنات السائرة في شوارع بريطانيا، تحريضا على مغادرة ‏المهاجرين غير الشرعيين للأراضي البريطانية.‏
ونبه بريسكوت إلى أن تلك الحكومة منذ 2010 هي التي قادت إلى استفتاء مرير ‏ومقسّم للأوروبيين، والذي جاءت نتيجته بمثابة الضوء الأخضر للعنصريين ‏والمصابين برهاب الأجانب لكي يستهدفوا المهاجرين سواء الوافدين من دول الاتحاد ‏الأوروبي أو من غيرها.
‏ورصد صاحب المقال إصدار مجلس أوروبا مؤخرا تقريرا حول العنصرية في ‏المملكة المتحدة جاء في بيانه أنه "ليس من قبيل المصادفة أن العنف العنصري يشهد ‏ازدهارا في المملكة المتحدة في الوقت نفسه الذي تظهر فيه دلائل مقلقة على العنف ‏والكراهية على صفحات الجرائد، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وحتى بين ‏السياسيين البريطانيين"‏.
ورأى ريسكوت أنه لا سبيل للعجب من استقالة دايان جيمس من قيادة حزب ‏استقلال المملكة المتحدة بعد 18 يوما فقط من توليها المنصب؛ بعد أن همشت تريزا ماي أهميتها.‏
‏ كما رأى الكاتب أن شعار المرحلة بقيادة تريزا ماي هو "نحو غد أكثر مرارة"، وأن هذا ‏هو التغيير المرتقب في ظلها، مرارة إخبار أطفال في عامهم الحادي عشر بأنهم ‏فشَلة؛ مرارة استخدام أناس لم يولدوا في بريطانيا كـأوراق للمساومة في ‏مفاوضات تجارية؛ مرارة إخبار أطباء وممرضين ينقذون الأرواح كل يوم بأنهم ‏هنا فقط لملء فراغ ريثما يتأهل أطباؤنا وممرضونا ليأخذوا وظائفهم، مؤكدا ‏أن بريطانيا في ظل تريزا ماي لن تكون "بلدا صالحا للجميع".‏
واختتم اللورد قائلا "بعد ثمانين عاما من أحداث شارع "كيبل ستريت"، يجب على ‏أخيار بريطانيا من الرجال والنساء مرة أخرى أن يتخذوا موقفا ضد التعصب الأعمى ‏وعدم التسامح، وعلى غرار "أوزوالد موزلي" زعيم الفاشيين البريطانيين، تفتقر تريزا ماي ‏إلى تفويض انتخابي.. الفارق هو أن المحافظين لا يرتدون "قمصانا سوداء" كما ‏كان الفاشيون يرتدون، لقد حان الوقت لكي نتوحد ونتصدى لهم"‏.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادي عمّالي يحرض البريطانيين على مجابهة تيريزا ماي والمحافظين قيادي عمّالي يحرض البريطانيين على مجابهة تيريزا ماي والمحافظين



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

عقار "الفياغرا" قد يساعد في الوقاية من الخرف

GMT 08:55 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ارتفاع كبير في حالات حمى الضنك من حول العالم

GMT 06:08 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

الحل في ليبيا بإخلائها من الميليشيات

GMT 23:59 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

ليون الفرنسي يُبرم أغلى صفقة في تاريخه

GMT 10:43 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

جوجل يحتفل بالذكرى الـ 62 لاستقلال الجزائر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab