تعهدت واشنطن بكشف ملابسات "متلازمة هافانا" وهو مرض غامض يصيب دبلوماسيين أميركيين في جميع أنحاء العالم.وعين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دبلوماسيين مخضرمين هما جوناثان مور المكلف تنسيق رد وزارة الخارجية، ومارغريت أويهارا، التي ستتولى التأكد من أن كل شخص تظهر عليه عوارض الإصابة يتلقى عناية طبية مناسبة.
ودعا بلينكن كل دبلوماسي معني إلى كشف وضعه من دون خوف من "انتقادات" أو من "تداعيات سلبية".
وقال بلينكن: "كلنا في حكومة الولايات المتحدة وخصوصا في وزارة الخارجية عازمون على كشف أسباب ومرتكبي هذه الحوادث ورعاية المتضررين وحماية زملائنا".
وأضاف الوزير الأميركي: "نعتمد على كل قدرات أجهزتنا المخابراتية.. نقوم بتوظيف أفضل العقول العلمية داخل الإدارة وكذلك خارجها".
وتابع أن الضحايا المفترضين تتم رعايتهم منذ الشهر الماضي في مستشفى جامعة جونز هوبكنز وهو منشأة معروفة في بالتيمور بالقرب من واشنطن.
وأوضح أن بعض الدبلوماسيين يخضعون الآن لفحوصات عصبية وسمعية وطب العيون متعمقة قبل مغادرتهم للعمل في الخارج "من أجل الحصول على أساس للمقارنة إذا أبلغوا لاحقًا عن حادث صحي غير طبيعي".
وظهرت هذه "الحوادث الصحية غير الطبيعية" كما يسمونها في المصطلحات الإدارية للمرة الأولى في كوبا في 2016، بعدما سمع دبلوماسيون أمريكيون أصوات حادة جدا وبدأوا يعانون من صداع شديد ودوار أو غثيان.
ومنذ ذلك الحين، سجلت حالات من هذا النوع في الصين وألمانيا وأستراليا وروسيا والنمسا وحتى في واشنطن.
وترفض وزارة الخارجية ذكر أي تقديرات لعدد المتضررين، فيما قال مصدر قريب من الملف مؤخرا "ذكر رقم مئتين"، مؤكدة أو مشتبه بها.
وكان بعضهم اشتكوا علنا في الماضي لكنهم لم تؤخذ تصريحاتهم على محمل الجد.
وبدأ المسؤولون الأميركيون مترددين في البداية إذ قلل بعضهم من خطورة أعراض تنسب أحيانا إلى الإجهاد، فيما أشار آخرون خصوصا إلى هجمات موجات لاسلكي محتملة ويشتبهون في دول مثل روسيا.
لكن هذه الفرضية تثير تساؤل بعض العلماء أيضا الذين يعتبرون أن وجود سبب مشترك لكل الحالات التي سجلت أمر غير مرجح.
يأتي ذلك فيما قالت مصادر إن هذا المرض ناجم عن "هجمات صوتية" ينسبها البعض إلى روسيا.
ومعروف أن متلازمة هافانا هي حالة غامضة تم الإبلاغ عنها لأول مرة في عام 2016 عندما عانى موظف في السفارة الأميركية في كوبا من الصداع وفقدان السمع ومشاكل في الذاكرة وأعراض أخرى.
وسبق أن أفادت السلطات الأميركية بأن حوالي 40 من دبلوماسييها في هافانا تعرضوا منذ نوفمبر/ تشرين ثاني 2016 لتأثير خارجي مجهول وصفته وسائل الإعلام بالهجمات الصوتية.
وفي سبتمبر/ أيلول 2017، خفضت واشنطن عدد موظفي سفارتها في هافانا بنسبة 60 بالمائة، لكن لاحقا تم تسجيل حالات مرضية مماثلة بين مسؤولين أمريكيين في كل من الصين وروسيا وحتى داخل الولايات المتحدة.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك