بعد الدفع الدبلوماسي بين لندن وبروكسل الذي شمل محادثات مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في لوكسمبورغ، يجري رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون محادثات مع زعماء أوروبيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، هذا الأسبوع، في إطار حملته لضمان التوصل لاتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية أكتوبر (تشرين الأول).
وكان قد أعلن الوزير البريطاني المكلف شؤون «بريكست» ستيفن باركلي، أول من أمس (الجمعة)، بعد لقائه نظيره الأوروبي أن هناك «اندفاعة» في محادثات «بريكست»، رغم تحذيرات أوروبا من أن الاتفاق بين الطرفين لا يزال بعيد المنال.
وقال باركلي بعد لقائه كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه في بروكسل: «أعتقد أن الطرفين يريدان التوصل إلى اتفاق، ونقوم بعمل شاقّ لتحقيق ذلك»، وأضاف: «نتقدم وهناك اندفاعة، والمناقشات ستتواصل الأسبوع المقبل بين الفرق التقنية».
وسيلتقي جونسون رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فارادكار، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يومي الاثنين والثلاثاء.
ويعقد اللقاء بين جونسون وتوسك في مرحلة حساسة من المحادثات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، حيث يواجه الطرفان صعوبة في التوصل إلى اتفاق بشأن خروج لندن في الوقت المحدد. ودخلت بريطانيا في سباق مع الزمن مع اقتراب استحقاق خروجها في 31 أكتوبر (تشرين الأول) من الاتحاد الأوروبي، فيما لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق بعد حول شروط «بريكست»، كما أنها تواجه مخاطر حصول خلل اقتصادي، بعدما أقرَّت الحكومة باحتمال حصول نقص في المواد الغذائية واضطرابات أهلية.
وبحث باركلي وبارنييه ثلاث أوراق قدّمتها لندن تتضمن أفكاراً حول استبدال بنود «شبكة الأمان» المتعلقة بآيرلندا في «اتفاق بريكست»، الذي أبرمته السنة الماضية رئيسة الحكومة السابقة تيريزا ماي، ورفضه النواب البريطانيون. وقالت باركلي بعد المحادثات: «لا يزال هناك كثير من العمل للقيام به لكن هناك محادثات جدية تجري».
ووعد جونسون بخروج من التكتل؛ سواء باتفاق أو دون اتفاق، ويسعى إلى إدخال تعديلات على الاتفاق، الذي توصلت إليه تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مع بروكسل.
وتبادلت بريطانيا، الأسبوع الماضي، وثائق فنية مع بروكسل تحدد الأفكار المتعلقة بمعالجة القضية المثيرة للجدل المتعلقة بالحدود بين آيرلندا الشمالية وآيرلندا، ولكن لم تكن تلك المقترحات الخطية الرسمية التي طلبتها بروكسل. وقال المسؤول البريطاني إن محادثات نيويورك ستكون فرصة لبحث الأفكار التي وردت في تلك الوثائق، والتي غطّت الأغذية الزراعية والجمارك والسلع المصنعة، لكن المفوضية الأوروبية أعطت صورة قاتمة أكثر عن المفاوضات، مشددةً على أن الأوراق البريطانية «ليست سوى مجموعة أولى من المفاهيم والمبادئ والأفكار».
وكانت هناك أجواء تشاؤم أكثر من دبلن، حيث قال وزير الخارجية الآيرلندي سايمون كوفيني لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنه رغم أن الأجواء المحيطة بالمحادثات قد تحسَّنت، فإن التوصل إلى اتفاق «ليس قريباً»، وأن المقترحات البريطانية غير مناسبة.
ويشدد جونسون على أن شبكة الأمان التي ستبقي بريطانيا مؤقتاً في الاتحاد الجمركي الأوروبي، لتجنب إعادة فرض حدود فعلية بين مقاطعة آيرلندا الشمالية وجمهورية آيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي هو غير مقبول بالنسبة للندن. وقالت المفوضية: «من الضروري أن يشمل اتفاق خروج (بريطانيا) حلّاً قابلاً للعمل بشكل كامل، ويكون عملانياً في الشق القانوني». وأضافت: «نبقى راغبين ومنفتحين لدراسة أي مقترحات تتناسب مع كل أهداف شبكة الأمان»، التي تخصّ الحدود الآيرلندية.
وفي سياق متصل، بدأ حزب العمال البريطاني المعارض أمس (السبت)، مؤتمره السنوي في ظل انقسامات عميقة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي مثل الانقسامات الموجودة في حزب المحافظين الحاكم الذي ينتمي إليه جونسون.
وسيتعرض الزعيم اليساري للحزب جيريمي كوربن، وسياسته الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبي، للتدقيق الشديد. وكان الحزب قد واجه خلافاً، الليلة الماضية، بعد أن طرح يساريون اقتراحاً لإلغاء منصب نائب رئيس الحزب، الذي يتولاه توم واتسون، وهو وسطي، يعارض بشكل علني كوربن حول خروج بريطانيا من التكتل وقضايا أخرى.
ومن المتوقَّع أن تهيمن على المؤتمر مناقشات بشأن كيفية خروج بريطانيا، وما إذا كان يتعين عليها أن تخرج من الاتحاد الأوروبي، وكيف يجب أن يعمل الحزب مع التوقعات بإجراء انتخابات مبكرة في الأشهر الثلاثة المقبلة. ويبدأ «مؤتمر حزب العمال» المعارض، في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد حكم المحكمة العليا بشأن قرار جونسون المثير للجدل بتعليق عمل البرلمان، وسط مخاوف متزايدة من الخروج من الاتحاد الأوروبي، من دون اتفاق. وكان الاقتراح لإلغاء منصب نائب زعيم الحزب قد تم سحبه بعد أن تدخل كوربن، لكن قال واتسون لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) إنه هجوم «طائفي مباشر» على «حزب يؤيد التفسير الليبرالي للإنجيل». وذكر أنه أظهر أن حزب العمال أصبح «نوعاً مختلفاً من المؤسسات، حيث لا يتم التسامح مع التعددية».
وقال واتسون للـ«بي بي سي» إنه يعتقد أنه تم طرح الاقتراح من قبل نشطاء من جماعة الضغط (مومينتم) اليسارية، الذين أغضبتهم معارضته لموقف كوربن بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
عواقب تصريحات بوريس جونسون ضد النقاب تزيد الكراهية ضد المسلمات
بوريس جونسون يرى أن بريطانيا قادرة على فعل ما هو أفضل بكثير من صفقة تريزا ماي
أرسل تعليقك