تصاعدت حدة المعارك في جوبا الاحد بين القوات النظامية السودانية الجنوبية والمتمردين السابقين، وامتدت لتشمل احياء عدة من العاصمة ومحيط المطار، بعد يومين من اندلاع هذه المواجهات التي اوقعت حتى الان اكثر من 150 قتيلا.
وتحدثت الامم المتحدة الاحد عن استخدام مدافع هاون وقاذفات قنابل و"اسلحة هجومية ثقيلة". ورصدت ايضا مروحية قتالية فوق جوبا. ودفعت هذه التطورات الامنية سكان العاصمة الى البقاء في منازلهم او الهروب الى خارج المدينة، بحسب ما افاد شهود.
واعلنت السفارة الاميركية ان "الوضع شهد تدهورا كبيرا في جوبا"، ودعت الاميركيين الى ملازمة منازلهم.
واضافت على صفحتها على فيسبوك ان "معارك كثيفة تدور بين القوات الحكومية والمعارضة، خصوصا في ضواحي المطار ومواقع بعثة الامم المتحدة في حي جبل وفي مختلف مناطق جوبا"ولم تقدم اي معلومات بعد حول عدد الضحايا المحتملين الاحد.
ويتواجه في هذه المعارك الجنود التابعون للرئيس سلفا كير والجنود التابعون لزعيم المتمردين السابق ونائب الرئيس الحالي رياك مشار.
وكانت المواجهات بدات الخميس اثر اشتباك بين الطرفين اوقع خمسة قتلى، ثم استؤنفت مساء الجمعة واسفرت عن "اكثر من 150 قتيلا" كما قال رومان نيارجي المتحدث باسم رياك مشار. وسمع اطلاق النار من اسلحة رشاشة ومدفعية ثقيلة في عدد من انحاء العاصمة، واستمر نحو نصف ساعة. وما لبث ان توقف بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه.
وفي اطار الاتفاق على تقاسم السلطة العام الماضي، عاد مشار مع كتيبة قوية من الرجال المسلحين، في نيسان/ابريل الى جوبا، حيث اعيد تعيينه نائبا للرئيس وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية.
وتتولى الامم المتحدة ادارة مخيم يقيم فيه نحو 28 الفا من النازحين جراء الحرب الاهلية المستمرة منذ كانون الاول/ديسمبر 2013 بين الطرفين.
ويتمركز جنود من الجانبين قرب مخيم الامم المتحدة الذي لجأ اليه سكان من المنطقة. وتوجه مدنيون ايضا مع الاطفال وما تمكنوا من حمله الى قاعدة اخرى للامم المتحدة قريبة من المطار.
وامتدت المواجهات الاحد الى مناطق اخرى من العاصمة بينها حي غوديلي وحي تونغبينغ قرب مطار جوبا الدولي.
وعلقت شركة الطيران الكينية رحلاتها الى جوبا بسبب "الوضع الامني المضطرب" بحسب بيان للشركة.
وألقى المتحدث باسم مشار مسؤولية المواجهات الاخيرة على الجنود الحكوميين. وقال جيمس غاتيت داك ان "قواتنا تعرضت لهجوم في قاعدة جبل" وصدته. واضاف ان مروحيات قتالية ودبابات قد استخدمت لقصف قاعدة مشار.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية نصحت رعاياها السبت ب"عدم السفر الى جنوب السودان" كما دعت الموجودين هناك الى المغادرة وألقت المواجهات بظلالها القاتمة السبت على ذكرى الاستقلال الذي انتزع من السودان بعد حرب طويلة.
وخلافا للسنوات السابقة، لم ينظم اي احتفال بذكرى الاستقلال، بسبب نقص الاموال، كما اعلن رسميا. وكان يوم الذكرى هادئا، لكن التوتر استمر حادا في العاصمة.
ومنذ كانون الاول/ديسمبر 2013، اسفرت المعارك بين القوات الموالية لكير وتلك الموالية لمشار، عن عشرات الاف القتلى في صراع تزيد من تعقيداته المعارك بين الاثنيات والصراعات على المستوى المحلي.
وقد نجمت عنها ازمة انسانية ارغمت نحو ثلاثة ملايين شخص على الهرب من منازلهم، ونحو خمسة ملايين، اي اكثر من ثلث السكان، على الاعتماد على مساعدة انسانية عاجلة.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون عن "قلقه" هذا الاسبوع من وضع "يؤكد مرة اخرى تراخي الالتزام الحقيقي للاطراف بعملية السلام.
أرسل تعليقك