فتحت الشرطة البورمية النار مساء الثلاثاء في غرب البلاد على متظاهرين غاضبين من القوميين البوذيين ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص في ولاية راخين التي تشهد توترا شديدا وكانت مسرحا لاعمال عنف بحق اقلية الروهينغا المسلمة.
ووقع ذلك لدى تجمع نحو خمسة آلاف بوذي في وقت متأخر الثلاثاء في اطار مناسبة قومية في مراوك بو، وهي بلدة لم تشملها الحملة الأمنية الدامية التي شنها الجيش ضد أقلية الروهينغا المسلمة.
وقال ميو سوي المتحدث باسم الشرطة ان "سبعة اشخاص قتلوا و13 اصيبوا بجروح في مروك يو" في راخين، الولاية الواقعة في غرب البلاد والتي تشهد منذ آب/اغسطس اعمال عنف استهدفت خصوصا الروهينغا.
ولم يتضح بعد سبب اندلاع أعمال عنف خلال التجمع. لكن لطالما كان هناك عداء بين المتحدرين من اتنية راخين، الذين يعاني عدد كبير منهم من الفقر والتهميش، والحكومة البورمية التي يهيمن عليها البرماويون.
وجاءت الاشتباكات في نفس اليوم الذي تم فيه توقيع اتفاق بين بورما وبنغلادش للبدء بإعادة نحو 665 ألفا من اللاجئين الروهينغا المسلمين إلى بلادهم من المخيمات المكتظة عبر الحدود.
ويعتبر أفراد الراخين الروهينغا مهاجرين "بنغاليين" غير شرعيين استقروا في أرض بوذية.
واتهم ناطق باسم الشرطة الحشد بـ"البدء بالعنف" عبر إلقاء الحجارة واقتحام مقر حكومي في المنطقة ورفع علم ولاية راخين.
وأظهرت الصور الجثث ملقاة على الأرض في مشرحة مؤقتة في مراوك يو الاربعاء فيما بدت ملابس الضحايا ملطخة بالدماء.
وترفع عمليات إطلاق النار منسوب التوتر في المنطقة.
وقال النائب عن بلدة مراوك يو من حزب اراكان الوطني أو هلا سو "لا يمكن الصفح عن مسألة استخدامهم (الشرطة) للأسلحة النارية"، مؤكدا عدد القتلى وواصفا تصرف الشرطة بـ"الجريمة".
من جهته، أفاد شاهد عيان يدعى نيي نيي كانت (29 عاما) أنه كان من الممكن تجنب وقوع المواجهات لو أن الشرطة تدخلت في وقت أسرع.
وقال لوكالة فرانس برس "كان لدى الشرطة الوقت الكافي للتحضير لمنع الحشد قبل وصوله إلى المبنى (...) كان بإمكانهم إغلاق الشارع لكنهم لم يقوموا بذلك".
- نزاعات أهلية -
وتقع مراوك يو، التي تضم مجمعا بوذيا قديما من مخلفات آخر مملكة للراخين على بعد بضع عشرات الكيلومترات من مركز العنف الذي تسبب بفرار مئات الآلاف من الروهينغا إلى بنغلادش منذ آب/اغسطس الفائت.
وقاد الجيش حملة أمنية كبيرة استهدفت الروهينغا بعدما شن مسلحون هجمات على مواقع أمنية أسفرت عن مقتل نحو عشرة عناصر من الشرطة.
ويتهم الروهينغا قوات الأمن المدعومة بعصابات متشددة من عرقية راخين بإحراق مئات القرى التابعة للأقلية المسلمة ودفع أفرادها إلى الفرار.
وحمل اللاجئون القادمون إلى بنغلادش معهم روايات متطابقة عن تعرض الأقلية إلى القتل والاغتصاب والحرق في أعمال عنف اعتبرها الجيش بمثابة رد شرعي على هجمات المسلحين.
وتضم ولاية راخين التي تمزقها النزاعات الأهلية أصلا جيشا بوذيا متمردا يدعى "جيش آراكان" ويقاتل الجيش البورمي.
والاشتباكات الأخيرة تندرج في اطار اعمال عنف تشهدها الولاية وخصوصا بحق الروهينغا في بلد تنشط فيه عدة حركات تمرد عرقية أكبر.
لكن مراقبين حذروا من أن العنف الذي وقع الثلاثاء قد يفتح فصلا جديدا من الاضطرابات في الولاية.
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن "أسفها" جراء سقوط قتلى وحثت على فتح تحقيق في "أي استخدام غير متناسب للقوة".
أرسل تعليقك