حشد الحوثيون بمساعدة إيرانية دوريات بحرية لتأمين موانئ الحديدة، بهدف تطوير الأعمال الإرهابية وإعادة شبح القرصنة بالبحر الأحمر. ونشّطت إيران عددا من البؤر الخطرة في شريط ساحلي يمتد لأكثر من 200 كيلومترات ويخضع لسيطرة الحوثيين في مدينة الحديدة ومديرياتها الشمالية (غرب)، بواسطة خبرائها العاملين في تطوير قدرات المليشيا البحرية.
ويخشى خبراء يمنيون من أن يتحول هذا الشريط الساحلي وموانئ الحديدة الثلاثة منصة لنشر الإرهاب وتحويل البحر الأحمر إلى "ساحة حرب" أخرى للحرس الثوري الإيراني، كأن تساهم برفع الحوثيين وتيرة أعمالهم العدائية وإعادة شبح القرصنة والاختطافات للسفن التجارية.
وفي فبراير/شباط الماضي، اختطفت مليشيا الحوثي سفينة شحن صغيرة إثر جنوحها بسبب الرياح إلى سواحل الحديدة الخاضعة لسيطرتهم.
وعلمت من مصادر حقوقية يمنية، إن مليشيا الحوثي اعتقلت طاقم السفينة المؤلف من 20 بحارا من جنسيات عربية وأجنبية وحولتهم لرهائن وترفض إطلاق سراحهم وتساوم للحصول على مكاسب سياسية مقابل الإفراج عنهم.
وفيما أشارت المصادر إلى أن مليشيا الحوثي وضعت السفينة المعروفة التي تحمل اسم "الراهية" تحت التصرف العسكري لتموين عناصرها في ميناء الصليف شمال الحديدة، أوضحت أنها نقلت الرهائن إلى صنعاء وتعتقلهم منذ 10 أشهر في ظروف صحية حرجة.
وتمارس مليشيا الحوثي منذ انقلابها عمليات قرصنة بحرية ضد السفن التجارية لتهديد الملاحة الدولية، حيث تعرضت العديد من طواقم السفن للاعتقال والإخفاء القسري بعد دخولهم بالخطأً إلى المياه الإقليمية اليمنية قبالة الحديدة إثر الرياح.
حوثنة دوريات الموانئ
وبإشراف خبراء من الحرس الثوري الإيراني يتحصنون في مواقع مدنية بالحديدة، غربي اليمن، حولت المليشيا الحوثية مؤخرا دوريات وزوارق بحرية قدمت ضمن مساعدات دولية لتأمين الموانئ الحيوية، خصوصا ميناء الحديدة، إلى مراكب شراعية مدججة بالأسلحة المضادة للسفن لرفع وتيرة التهديدات البحرية.
وحسب مصادر أمنية يمنية تحدثت فإن المليشيات الانقلابية نهبت عشرات الدوريات من ميناء الحديدة، أكبر الموانئ اليمنية لإمداد الشعب، ومينائي الصليف ورأس عيسى النفطي وذلك بعد مرور أكثر من عامين من رعاية الأمم المتحدة لاتفاق ستوكهولم.
ونقلت المليشيات الانقلابية هذه الدوريات إلى سواحل تبعد أكثر من 60 كيلومترا شمالي مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الإرهاب الحوثي وعملت بإشراف خبراء إيرانيون إلى شحنها بالصواريخ المضادة للسفن والمدفعية الرشاشة لإجراء أول تجارب حربية لتهدد الملاحة البحرية، وفقا للمصادر.
في محاولة لاستعراض قدراتها الإرهابية البحرية، أجرت مليشيا الحوثي منتصف نوفمبر الجاري، استعراضا عسكريا للدوريات البحرية المنهوبة وزوارق مزودة بالمتفجرات، وذلك بعد أيام من هجوم إرهابي استهدف ميناء جازان السعودي على البحر الاحمر.
ونشرت مليشيا الحوثي مشاهد جوية لعرض بحري يضم العديد من الدوريات المسلحة والزوارق المتفجرة في تهديد يحدث لأول مرة منذ الانقلاب قبل 6 سنوات.
ويقول خبراء يمنيون إن الاستعراض الحوثي، رسالة إيرانية لابتزاز المجتمع الدولي بتهديد النقل البحري في البحر الأحمر وتعيد وبشكل خطر شبح قرصنة واختطاف سفن الشحن، خصوصا بعد قرصنة المليشيات لعدد من سفن الشحن الصغيرة عند اقترابها إثر الطقس السيء من السواحل اليمنية.
زوارق مفخخة وضفادع
وحولت مليشيا الحوثي ميناء الحديدة والسواحل الخاضعة لسيطرتها إلى بؤرة انطلاق خطرة للزوارق المفخخة للأعمال العدائية في الملاحة الدولية والموانئ الحيوية في السعودية، أحدثها الشهر الجاري باطلاق زورقين مفخخين على منصة جازان النفطية.
وقالت مصادر في خفر السواحل اليمنية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي اتخذت من ميناء الحديدة وموانئ مدنية، تعد مصدر رزق لآلاف الصيادين ومواقع تابعة للدفاع الساحلي سابقا في مدريتي "الصليف" و"اللحية" كبؤر لتسير الزوارق الإيرانية المسيرة المشحونة بالمتفجرات.
وأوضحت المصادر أن خبراء إيرانيين يقومون بصناعة هذه الزوارق بذات أحجام زوارق الصيادين داخل ورش ومزارع تنتشر شمالي الحديدة، قبل أن تشحنها بالمتفجرات وتطلقها من مواقع تمركز مليشيا الحوثي، أهمها سواحل "الجبانة" و"العلوي" و"الخوبة".
وخلال أعوام 2015 وحتى 2018، نجح التحالف العربي في دك عدد من ورش تصنيع الزوارق المفخخة الإيرانية على السواحل اليمنية، كما أحبط بتدخلات محدودة في أوقات زمنية متقطعة مخططات عدائية للحوثيين بواسطة الزوارق، بالرغم من سريان التهدئة الأممية في 18 ديسمبر/كانون الأول 2018.
ومنتصف العام الجاري، نشر التحالف مشاهد حية توثق تفخيخ مليشيا الحوثي للزوارق المسيرة في تجارب حية لتنفيذ عمليات إرهابية بمضيق باب المندب وقبالة موانئ الحديدة الثلاثة.
في سياق متصل، حذرت المصادر من تحركات مشبوهة لقيادات حوثية وخبراء من الحرس الثوري الإيراني كثفت من التدريبات العسكرية للمقاتلين العقائديين على إثر وقف التحالف للطلعات الجوية في الحديدة التزاما بالتهدئة الأممية.
وطبقا للمعلومات الأولية التي حصلت عليها "العين الإخبارية"، فأن عدد من خبراء إيران يشرفوا منذ أسابيع على تدريبات في مواقع مدنية ومزارع ومعسكرات شمالي المدينة الساحلية لمجاميع تتبع مليشيا الحوثي على الغوص لإعداد كتائب إرهابية تعمل كـ "ضفادع بشرية".
وتزايدات خطورة التهديدات الحوثية في البحر الأحمر منذ الظهور العلني لضابط الحرس الثوري الإيراني في صنعاء، حسن إيرلو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول الحكومة اليمنية إن تصعيد مليشيا الحوثي في البحر الأحمر يعد أحد أخطر "الأعمال الإرهابية" التي يتولى التخطيط لها النظام الإيراني لتهديد خطوط الملاحة الدولية وممر باب المندب المائي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
فهد كفاين يؤكد أن مليشيا الحوثي الانقلابية تُعرقل حل مشكلة خزان صافر
أرسل تعليقك