. رأى خبيران سودانيان أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن، ستتعاطى بشكل مغاير نوعا ما مع قضايا منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ومع السودان على وجه الخصوص، وتوقعوا أن تنجز الإدارة الجديدة اتفاقا مع إيران، وتدعم حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، بالإضافة إلى رفع العقوبات المفروضة عن الخرطوم.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث عن اتفاق بشأن السودان في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في واشنطن،
وقال أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام المهدي بالخرطوم، الدكتور أبوبكر الباشا، "السياسة الخارجية للولايات المتحدة، من حيث المبدأ دائما تتسم بقدر من الثبات كما هو معروف خاصة في الملفات غير الاستراتيجية، ولكن سبق لبايدن أن عاب على الرئيس دونالد ترمب، ابتزازه لدولة فقيرة كالسودان وفرض مبالغ مالية كبيرة عليها لاجل تعويض عائلات الضحايا الأمريكيين (ضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام والمدمرة يو إس إس كول)، لذلك أتوقع من بايدن أن يتعامل بشكل مرن مع السودان والمضي قدما باتجاه رفع اسمه من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب".
وأوضح الباشا أن "سياسة الديمقراطيين كانت موالية إلى حد ما للكيانات الإسلاميين عموما، ولكن تغير الأمر بعد سقوط تجربتهم في السودان وبدء خطوات التحول الديمقراطي وتحقيق خطوات مهمة في السلام، لذا أتوقع أن تمضى الإدارة الأمريكية الجديدة فى دعم السودان لأسباب سياسية وأمنية، تتصل بالمصالح الأمريكية في المنطقة والصراع على النفوذ وفي كل ذلك لابد من استقرار السودان لأن تبنى استراتيجية الفوضى الخلاقة التي نادى بها الديمقراطيون سابقا ودعموا بموجبها الربيع العربي أثبتت فشلها".
وحول الملف النووي الإيراني، قال الباشا "الملف الإيراني أصبح أكثر تعقيدا جراء سلسلة العقوبات الأمريكية التي فرضت على إيران خلال فترة رئاسة ترامب، بالإضافة إلى التنافس الروسي الأمريكي في سوريا وصلة إيران أيضا بالموضوع فضلا عن العلاقة المتميزة بين روسيا وإيران وعلاقة الأخيرة بنظام الحكم في فنزويلا وغيرها".
وأضاف "كل هذه الملفات سوف تدخل فى إطار تحديد السياسة الأمريكية الجديدة في العلاقة مع إيران".وتابع" لذا، لا أتوقع تغييرا دراماتيكيا في هذه العلاقة، ستفتح قنوات للحوار مع إيران، ولكن سيكون بطيئا لأن خطوات التطبيع بين إسرائيل والعرب في الخليج مشروطة بالموقف الأمريكي الصارم تجاه إيران على سبيل المثال".
وفي السياق ذاته، قال الخبير في الشؤون الدولية، محمد الحاكم، لوكالة سبوتنيك، "الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات، ويحكمها مجلس الشيوخ ومجلس النواب إلى جانب القضاء، إلا أن الرئيس دونالد ترامب لم يكن ملتزما بذلك، وظل منخرطا في خلافات مستمرة مع تلك المؤسسات ما دفع جو بايدن لأن يصرح خلال حملته الانتخابية بأنه سيراجع كل قرارات ترامب السابقة".
وحول صفقة القرن والأوضاع في الشرق الأوسط، قال الحاكم "أعتقد أن الديموقراطيين وعلى رأسهم بايدن لن يلتزموا بما فعله ترامب بل سيتمسكون بسلام جديد يجعل من القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين مقابل الاعتراف الكامل بدولة إسرائيل، وفي ذلك غالبا ما يعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، أما بالنسبة للاتفاق النووي مع إيران، أرى أن الولايات المتحدة ستكون قريبة من الرؤية الخاصة بالاتحاد الأوروبي وأن تلتزم إيران بقرارات الأمم المتحدة".
وحول توقعاته للسياسة التي سيتبعها الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إزاء الخرطوم، قال حاكم "الديمقراطيون هم من رفع العقوبات عن السودان، في أواخر فترة (الرئيس الأمريكي الأسبق باراك) أوباما، وبالتالي فمن المؤكد رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب بدون ابتزاز كما فعلت إدارة ترامب".
وتابع "سيراجع الديموقراطيون جميع قرارات ترامب السابقة، بما فيها ذلك بناء الجدار الذي يفصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، وعموما نجد المواطن الأمريكي خصوصا ذوي الدخل المحدود في وضع أفضل في المسائل المتعلقة بالضمان الاجتماعي والضرائب التي فرضها عليهم ترامب واستثني منها الشركات الكبرى".
وأعلن المرشح الديمقراطي جو بايدن، أمس السبت، فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقال إنه يتشرف بأن "اختاره الأمريكيون لقيادة البلاد". وأضاف أن العمل الذي ينتظره رئيسا للبلاد "ليس سهلا"، مؤكدا أنه سيكون رئيسا لجميع الأمريكيين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أسباب انهزام دونالد ترامب أمام جو بايدن
"حفل وداع" للرئيس الأميركي دونالد ترامب في نيويورك
أرسل تعليقك