واشنطن ـ العرب اليوم
تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بنشاط إلى التوصل إلى صفقة كبرى في الشرق الأوسط، تهدف إلى الحصول على موافقة إسرائيلية على إقامة دولة فلسطينية مقابل اعتراف السعودية بإسرائيل.ومع ذلك، يواجه هذا الجهد الدبلوماسي الطموح تحديات كبيرة، خاصة بسبب المعارضة الإسرائيلية.
وفقا لنيويورك تايمز، الصفقة المقترحة، التي تم طرحها في البداية بعد عامين من ولاية بايدن، تعثرت وسط الصراع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر الماضي. ومع ذلك، تكثفت المحاولات الأخيرة لإحياء المفاوضات، حيث يمارس المسؤولون الأميركيون والسعوديون الضغوط من أجل الحصول على تنازلات من إسرائيل، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة وإحراز تقدم ملموس نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
وشاركت شخصيات رئيسية في إدارة بايدن، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، في مناقشات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدفع الاتفاقية المقترحة. ومع ذلك، لا يزال القادة الإسرائيليون، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مترددين في تبني الاقتراح، مشيرين إلى المخاوف الأمنية والمقاومة من الجمهور الإسرائيلي.
وتعتبر إدارة بايدن أن الدولة الفلسطينية أمر بالغ الأهمية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده، حيث يُنظر إلى إذعان إسرائيل على أنه ضروري لحشد دعم واسع النطاق للصفقة، خاصة في ضوء إحجام المملكة العربية السعودية عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون إحراز تقدم على هذه الجبهة.
وفي حين طرح بعض محللي السياسات السعوديين والأمريكيين فكرة التوصل إلى اتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية كخيار احتياطي، يواصل المسؤولون السعوديون التأكيد على أهمية الالتزام الإسرائيلي بإقامة الدولة الفلسطينية. ومع ذلك، أحرزت المفاوضات تقدماً ملحوظاً، حيث أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن تفاؤله بشأن الاتجاه العام للمحادثات.
ويزداد الوضع تعقيداً بسبب العنف المستمر في غزة، حيث تصاعدت العمليات العسكرية الإسرائيلية، الأمر الذي يثير الشكوك حول إمكانية التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بشأن التداعيات السياسية الداخلية للتطبيع مع إسرائيل بالنسبة للسعودية، لا سيما في ضوء التجارب السابقة لدول عربية، مثل الإمارات والبحرين، في ظل اتفاقيات إبراهيم.
بالنسبة للرئيس بايدن، يمثل التوصل إلى صفقة كبرى في الشرق الأوسط خروجًا عن موقفه السابق بشأن سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية. ويتضمن الاتفاق المقترح إنشاء اتفاق دفاع مشترك مماثل لتلك المبرمة مع حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، وهو ما يعكس تحولاً استراتيجياً في سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة.
في الختام، في حين أن جهود إدارة بايدن للتوسط في صفقة كبرى في الشرق الأوسط تبشر بالخير، فإنها تواجه عقبات كبيرة، بما في ذلك المقاومة الإسرائيلية والتعقيدات الجيوسياسية الإقليمية. وستكون لنتائج المفاوضات الجارية آثار بعيدة المدى على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إسرائيل تعترض هدفين «مجهولين» فوق مدينة حيفا وآخر في شفاعمرو
إسرائيل تستعيد السيطرة على الحدود مع غزة وتحشد قواتها تمهيدا لشن هجوم بري محتمل
أرسل تعليقك