اوباما يغادر البيت الابيض على وقع تغريدات ترامب اللاذعة
آخر تحديث GMT10:19:55
 العرب اليوم -

اوباما يغادر البيت الابيض على وقع تغريدات ترامب اللاذعة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اوباما يغادر البيت الابيض على وقع تغريدات ترامب اللاذعة

الرئيس الاميركي باراك اوباما
واشنطن ـ العرب اليوم

كان باراك اوباما يعتقد ان الامور ستكون مختلفة: ففي اعقاب ثماني سنوات في السلطة، يغادر البيت الأبيض بعد فترة انتقالية حادة على وقع التغريدات اللاذعة لدونالد ترامب الذي يستعد لمسح انجازاته.

وحتى لو كان في استطاعته التباهي بنسبة شعبية عالية تضعه على قدم المساواة مع رونالد ريغان وبيل كلينتون لدى مغادرتهما البيت الابيض، يشعر بالمرارة الرئيس الديموقراطي الذي سيلقي الثلاثاء في شيكاغو حيث بدأت مسيرته السياسية، خطابه الوداعي.

وشكلت الاجواء الهادئة التي سادت اللقاء الاول في المكتب البيضاوي بين الرجلين اللذين تختلف مسيرتهما ومزاجهما اختلافا جذريا، مفاجأة. لكن هذا الهدوء يبدو الان بعيد المنال.

وقد تبادل الرئيس الرابع والاربعون وترامب الذي سيصبح عما قريب الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة، الاتصالات الهاتفية منذ هذا اللقاء الاول، لكن ملامح التوتر تزداد وضوحا يوما بعد يوم.

وقال لاري ساباتو من جامعة فيرجينيا، ان "الهوة بين مواقفهما السياسية وشخصية كل منهما كبيرة جدا بحيث يتعذر مرور هذه الفترة الانتقالية من دون صدامات".

وحول بعض الملفات، مثل اصلاح التأمين الطبي (اوباماكير) او التصدي لارتفاع حرارة الارض، يبدو الاتجاه واضحا: فخليفته الجمهوري سيسير في الاتجاه المعاكس عبر المراسيم او الكونغرس، لكل المبادرات المتخذة في السنوات الثماني الاخيرة.

وحول ملفات اخرى، وخصوصا على صعيد السياسة الخارجية، يلقي الغموض بظلاله: ماذا سيحل في الاشهر المقبلة بمسالتي الانفتاح على كوبا او الاتفاق حول الملف النووي الايراني؟

ولن يوفر رجل الاعمال البالغ السبعين من العمر، وسيكون اكبر رئيس يدخل البيت الابيض، الرئيس المنتهية ولايته (55 عاما). او سيعتمد بالتالي سياسة مزدودجة على غرار ما يفعل مع عدد من منافسيه او حلفائه.

وقال في تغريدة اواخر كانون الاول/ديسمبر "سأبذل قصارى جهدي لتجاهل عدد كبير من العقبات او التصريحات النارية للرئيس اوباما. كنت اعتقد ان المرحلة الانتقالية ستتم بسلاسة. لكن لا".

وردا على سؤال بعد ساعات حول هذا الموضوع، اكد ان العملية ستتم "بسلاسة كبيرة جدا". وارفق اجابته بابتسامة عريضة.

-الخروج على التقليد-

وقال ديفيد كلينتون من جامعة بايلور ومؤلف كتاب حول الفترات الانتقالية، "وجهت في السابق انتقادات الى الادارة المنتهية ولايتها، لكنها كانت تقتصر عموما على تعليقات مغفلة من الفريق الجديد. واستخدام ترامب التغريدات لهذه الغاية مسألة جديدة جدا".

ولا يركز رجل الاعمال المبتدىء في السياسية ضرباته على الملفات الانية.

فقد اعلن اوباما عقوبات على موسكو المتهمة بأنها حاولت التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية. فاشاد ترامب ب "ذكاء" الرئيس الروسي فلاديمير.

وألمحت السلطة التنفيذية الى نقل معتقلين جددا من غوانتانامو الى بلدان اخرى. وحذر الرئيس المنتخب من هذا المسعى، مشددا على التهديد الذي يشكله "اشخاص بالغو الخطورة".

واعتبر ساباتو ان "دونالد ترامب تصرف كما لو انه رئيس مشارك او بصفته رئيسا تسلم مهامه على الأرجح".

واطلق اوباما من جهته مجموعة من المبادرات في اللحظة الاخيرة تمهيدا لوصول ترامب: الامتناع عن التصويت على قرار للامم المتحدة ضد الاستيطان الاسرائيلي، ومراسيم تعرقل اي عملية حفر جديدة عن الغاز او النفط في مناطق شاسعة في المحيط المتجمد الشمالي.

وبتأكيده في لقاء مع مستشاره السابق دايفيد اكسلرود انه اذا استطاع ان يترشح من جديد فانه سيفوز على ترامب، كان يعرف من جهة اخرى انه يصيب في الصميم خلفه الذي لا تحتاج حساسيته الى دليل.

ولا يتسم تاريخ الفترات الانتقالية الرئاسية بالسلاسة دائما.

فالفترة الانتقالية اواسط القرن الماضي بين هربرت هوفر وفرانكلين دي. روزفلت، ستبقى في كتب التاريخ واحدة من الاكثر صخبا، اذ ان كلا من الرئيسين رفض التحدث الى الاخر خلال حفل التسليم والتسلم.

وفي نهاية الثمانينيات، كان انتقال السلطة بين الديموقراطي جيمي كارتر والجمهوري رونالد ريغان، متوترا، على خلفية ازمة الرهائن الاميركيين في طهران التي حلت يوم تسلم الجمهوري مهام منصبه.

اما التسليم والتسلم بين جورج دبليو. بوش وباراك اوباما، اواخر 2008/مطلع 2009، فغالبا ما يطرح على انه مثال نموذجي.

ودائما ما يشيد اوباما بسلفه ليؤكد تمسكه بانتقال السلطة "بسلاسة" باعتبارها "احدى سمات ديموقراطيتنا".

وقد يبقى انتقال السلطة المقبل على الارجح واحدا من اغربها على الاطلاق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اوباما يغادر البيت الابيض على وقع تغريدات ترامب اللاذعة اوباما يغادر البيت الابيض على وقع تغريدات ترامب اللاذعة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab