واشنطن - العرب اليوم
في العام 1988 عندما التقطت صورة جو بايدن وأندريه غروميكو كان عمر المترجم الواقف بينهما 33 عاما، وبحلول ذلك الوقت، كان يملك خبرة أكثر من 10 سنوات.فقد عمل فيكتور بروكوفييف بدوائر الأمم المتحدة، وفي وزارة الخارجية السوفيتية من 1984 إلى 1994. وطوال تلك السنوات ترجم لرؤساء الدول والحكومه اتغور باتشوف، يلتسين، تشيرنوميردين، شيفرنادزه، نزارباييف، ريغان، كلينتون، بوش الأب، تاتشر، ميتران، راجيف غاندي، ولي كوان يو.
حين زار بايدن موسكو عام 1988 كان آنذاك رئيسا للجنة العلاقات الخارجية الخارجية بمجلس الشيوخ، وزار اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية للقاء أندريه غروميكو، رئيس هيئة رئاسة مجلس السوفيت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية حينها، وقبل ذلك بفترة وجيزة ترك منصب وزير الخارجية، بعد أكثر من 40 عاما في المنصب الذي حصل بسببه على نعت "مستر نيت" في الصحافة الغربية واستحق لقب الخادم الأمين عندما أعلن غورباتشوف وفاته في يوليو من العام 1989 عن ثمانين سنة.
باشر مجلس السوفيت الأعلى في التصديق على معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، وطار بايدن للتفاوض مع الرجل الذي قاد عملية التصديق على المعاهدة السوفيتية الأمريكية.مثل بايدن الحكومة الأمريكية ومجلس الشيوخ الأمريكي، وكان غروميكو، عمليا، رئيسا للدولة والمسؤول عن قضايا التصديق على المعاهدات مع الدول الاجنبية.يروي المترجم بروكيفييف البالغ من العمر اليوم 65 عاما تفاصيل اللقاء في من مقابلة مع موقع "ميدوزا" الاخباري:
- في ذلك الوقت، كان الجانب الأمريكي عادة يصطحب مترجمهم، ولا أدري لأي سبب، لكن ممثلي الولايات المتحدة حضروا ذلك الاجتماع بدونه. فالمعروف أن لدى وزارة الخارجية الأمريكية ممارسة تتمثل في استخدام إما مترجمين داخليين أو متعاقدين خارجيين، أشخاص ليسوا موظفين في وزارة الخارجية، لكن يتم تعيينهم على أساس مؤقت. في روسيا على حد علمي، لا توجد مثل هذه الممارسة - فقط موظفو وزارة الخارجية يعملون مع رؤساء الدول.
في ذلك الاجتماع لم يكن هناك مترجم ثان، لذلك ترجمت كل ما قاله أندريه أندرييفيتش غروميكو إلى الإنجليزية، وكل ما قاله بايدن إلى الروسية.
- ما هو الانطباع الذي تركه بايدن؟
من وجهة نظر مترجم ولغوي فان بايدن يتمتع بأسلوب لطيف في التحدث، وعرض جيد وليس من الصعب ترجمته.لقد جاء لإجراء مفاوضات مع ابنه كان أمرا غير عادي للغاية بالنسبة لتلك السنوات وتلك البيئة.
وماذا عن غروميكو ؟
- كان يتحدث الإنجليزية بشكل جيد، وكان ناقدا صارما ويستمع بعناية إلى الترجمة. وعموما، فقد أعرب غالبا عن عدم رضاه وقام بتصحيح المترجمين. لم يصب غضبه علي قط، كان معي هادئا، وربما تذكرني منذ أن كان وزيرا للخارجية وقمت بترجمته. إلا أنه كان كالعادة متعجرفا.
- في عام 1988، على الأرجح، لم ينظر أحد إلى بايدن على أنه الرئيس المستقبلي. ما هو شعورك تجاه رؤساء الدول؟
- عندما يعمل المترجم، فإنه يركز بشكل أساسي على النص. تنظر إلى المتحدث على أنه مصدر النص ويجب أن يترجم هذا النص حصريا بتركيز ودقة مع نقل المشاعر والتعبيرات العامية.عدة مرات في لندن خلال جلسات المحاكم، اضطررنا إلى ترجمة الكلمات البذيئة. إذ يتعين رسميا تدوين كل الأقوال في السجل المختزل. يطلبون منا أن نترجم بالضبط كيف يتحدث رجال الأعمال وبأي أسلوب وبالنسبة للمترجم، هؤلاء الأشخاص هم في الأساس مصدر للكلمات. وعندما ينتهي التوتر بعد العمل، تبدأ في التفكير في ماهية الأقوال والعبارات التي قمت بترجمتها.
قد يهمك أيضاّ :
"تويتر" يعلن تسليم الحساب الرسمي الخاص بالرئاسة الأميركية إلى بايدن
مساعد بايدن يبدي قلقه على مجموعة حقوقية في مصر
أرسل تعليقك