دونالد ترامب وإعلان إنهاء مُهمّة وزير الخارجية الأميركية في لبنان
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

دونالد ترامب وإعلان إنهاء مُهمّة وزير الخارجية الأميركية في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دونالد ترامب وإعلان إنهاء مُهمّة وزير الخارجية الأميركية في لبنان

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
واشنطن - العرب اليوم

تحدّث وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، من بيروت عن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران وحزب الله، وجاء قرار رئيسه دونالد ترامب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري ليلقي ظلالاً على نتائجها، وهو أمر يدفع إلى البحث عمّا تريده الإدارة الأميركية للمنطقة. فهل من تصور واضح المعالم؟ وما هي حصّة لبنان مما يجري؟

ليس سهلا على المراقبين الدبلوماسيين الربط السريع بين جولة بومبيو في المنطقة، والتي شملت لبنان للمرة الأولى، وبين الحدث الذي أعقبه باعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل. فالموضوع لم يُطرح في الأمس القريب، هو حلم إسرائيلي مضى عليه نصف قرن، وكل ذلك قائم بمعزل عن الترددات المُنتظرة لهذا القرار والحديث عن قانونيته بكل المفاهيم والتفاهمات والمواثيق الدولية والإقليمية، التي تجعل منه قراراً وهمياً، لأنه يتناقض وواقع الحال لأسباب عدة، منها ما يتصل بطبيعة المنطقة وموازين القوى بين إسرائيل وجيرانها العرب، لا سيما الأردن وسورية ولبنان، المعنيين مباشرة بما جرى ولو بأشكال ونِسب مختلفة، وهو ما يعني لبنان، تقول المصادر القانونية والدستورية اللبنانية، إنّ على المسؤولين اللبنانيين قبل السوريين بدء احتساب المرحلة التي سيُصار فيها إلى اعتبار تلال كفرشوبا وشبعا من الأراضي التابعة للجولان المحتل، طالما أنّ لبنانيتها لم تُثبت بعد في الخرائط الدولية المودعة في الأمم المتحدة، عملاً بما تقول به الاتفاقات الدولية، فالجانب اللبناني لم يتمكن في السنوات الماضية من إثبات لبنانية هذه المزارع، واقتصر الأمر على بعض الدراسات والآراء التي عبّر عنها خبراء في التاريخ والجغرافيا، وأخرى متصلة بالتفاهمات الجمركية الموقّعة بين السلطات المختصة في لبنان وسوريا، التي أدرجت التلال المُشار إليها إلى أراضٍ لبنانية مودعة موقتاً لدى السلطات الجمركية السورية لإدارة المنطقة واستيفاء الرسوم التي كانت تجبى على أنّها من المعابر الواقعة عند مثلث الأراضي اللبنانية ـ السورية ـ الفلسطينية قبل أن تتحول أراضي محتلة.

ولا يمكن لأي من المتابعين لهذا الملف قراءة الإجراء الذي اتخذه القاضي العقاري في النبطية أحمد مزهر، وطلب فيه إجراء مسح للأراضي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل في خراج بلدتي كفرشوبا وشبعا المحاذيتين للجولان السوري المحتل، تمهيداً لمسح تلك الأراضي على اسم الجمهورية اللبنانية وأسماء المالكين اللبنانيين استنادا إلى الخرائط الجوية المودعة لدى مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش وبعض الدوائر اللبنانية المعنية، وهو إجراء ليس الأول من نوعه، فقد سبقه قراران قضيا بمسح الأراضي المحتلة في بلدتي بليدا والعديسة في منطقة مرجعيون، من دون ان يتغيّر شيء في واقع الأمور بالنسبة إلى الأراضي والعقارات المحتلة.

وأيا كانت النتائج التي يمكن أن ينتهي اليها قرار ترامب في شأن الجولان، فإن قرار القاضي العقاري سيبقى حبراً على ورق ما لم يُسجل لدى الدوائر المختصة في الأمم المتحدة لينال الموافقة الدولية والإعتراف به شكلاً ومضموناً، علما بأنّ مثل هذا الإجراء لم ينفع دمشق سابقاً في تغيير مجرى المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، التي تناولت مصير هضبة الجولان المحتل بوساطة اميركية، بعدما ظهر خلاف حاد نتيجة الخرائط السورية التي وضعت الضفة الشرقية من بحيرة طبريا على حدودها الغربية، الأمر الذي رفضته إسرائيل، فانتصر منطق القوة على منطق الحق بكل أبعاده القانونية والدستورية والديبلوماسية ولو موقتا، الى ان جاء القرار الأميركي مع ما يحمله من التباسات قانونية ودولية واممية. لكن ذلك لن يغيّر شيئاً على أرض الواقع. فالنظام السوري لم يسترجع سيطرته بعد على نحو ثلث اراضيه قبل البحث في مصير الجولان، وعلى هذه الخلفيات بات على اللبنانيين أن يستشعروا المخاطر بالنسبة الى ضمّ مزارع شبعا الى السيادة الإسرائيلية في اي لحظة. وهو امر كان محتسباً في المشاورات التي جرت مع بومبيو خلال زيارته الأخيرة لبيروت، فالمفاوضات حول الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل التي أجراها معه المسؤولون اللبنانيون تتناول شبعا وكفرشوبا. فهي من النقاط المتحفّظ عليها لبنانياً عند البحث في ترسيم الخط الأزرق كما هو عليه الآن.

وتقول مصادر دبلوماسية إنّ التردّد في استعادة المفاوضات مع إسرائيل حول حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة، البحرية والبرية منها، ستصطدم بالواقع الجديد متى ضمّت اسرائيل اراضي المزارع الى اراضي هضبة الجولان، لتُضاف نقطة معقّدة وصعبة الى لائحة القضايا المطروحة على المفاوضات متى استُؤنفت بين الطرفين.

وكشف من التقوا بومبيو في الساعات الأخيرة التي سبقت مغادرته بيروت، انه لم يكن مطمئناً الى ما يمكن ان يؤدي اليه التشدّد اللبناني في بعض القضايا، فهو ابدى تفهماً للإصرار على إعادة النازحين السوريين الى بلادهم. والمح الى انّ موقف بلاده واضح منها، ولا يمكن توفير برامج تفيض عمّا يدبّر الى اليوم، في ظل رفض النظام السوري استعادة ابنائه جميعاً واصراره على التمييز بين من يشملهم هذا الحق ومن يفتقدونه وهم كثر، بالإضافة الى حجم الدمار الذي غيّر معالم قرى ومدن سورية كبيرة في عدد من المناطق ولا تتوافر فيها ظروف العودة بأبسط مقوماتها، ملمحاً الى انّ موسكو وعواصم غربية ودولية أخرى تشاطره الرأي في هذا الملف، لكن بومبيو لم يتفهم عدم وجود موقف موحّد من عملية ترسيم الحدود بين البر والبحر، بمعزل عن البحث في مصير المزارع. فالعملية تشمل آلاف الكيلومترات الحدودية البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل، وانّ التردّد في خوض المفاوضات قد لا يعود على لبنان بما يأمله من نتائج. فمنطق القوة فُرض وما زال أمراً واقعاً جديداً قد يُكرّس لاحقاً بأشكال أخرى، وما جرى في الجولان أمس خير دليل على ما عبّر عنه بومبيو قبل عودته الى بلاده، وقياساً الى ضرورة الفصل بين زيارة بومبيو وما جرى في الجولان، فانّ التوصل الى فهم ما تريده الإدارة الأميركية ليس سهلاً. فكل ما سوَّق له بومبيو من عدائية مطلوبة تجاه ايران و«حزب الله» والسعي الى تشويه صورتهما أنهاه ترامب في لحظات.

وجاء القرار بضمّ الجولان ليعطي ايران و«حزب الله» والنظام السوري ومعهم كل المحور الممانع، اوراقاً تعزّز طروحاتهم شعبياً وتُحرج من يبدي من العرب تفهماً للموقف الأميركي، مع الإشارة الى انّ كل المواجهات المفتوحة على كل السيناريوهات المحتملة بين الطرفين مبنية على فرضيات، طالما انّها لا تتمتع بالقوة الكافية لإنهاء الواقع المؤلم نتيجة ما شهدته العواصم العربية من تدمير وتخريب، ودمشق واحدة منها، فيما تعيش بيروت على وقع هذا النزاع بلا أفق واضح أو معلوم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ترامب يشكر ناويرت على خدمتها للولايات المتحدة الأميركية

ترامب يأمر بقطع المساعدات المالية لدول السلفادور وهندوراس وجواتيمالا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دونالد ترامب وإعلان إنهاء مُهمّة وزير الخارجية الأميركية في لبنان دونالد ترامب وإعلان إنهاء مُهمّة وزير الخارجية الأميركية في لبنان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab