بدأ العالم الأسترالي ديفيد غودال رحلة حول العالم لإنهاء حياته. ولا يعاني عالم البيئة والنباتات مرضا خطيرا، ولكنه يتمنى الموت ويقول:" لست سعيدا لبلوغ هذا العمر، أريد أن أموت وذلك أمر غير محزن، بل المؤلم هو الحرمان من ذلك".
و"الموت الرحيم" مقبول قانونيا في ولاية استرالية واحدة فقط، ولكن يشترط في الشخص الراغب بإنهاء حياته أن يعاني من مرض عضال.
ويقول غودال إنه سيرحل إلى سويسرا لإنهاء حياته طوعا، حيث يسمح القانون للشخص باتخاذ قرار إنهاء حياته، ولكنه أعرب عن امتعاضه لاضطراره لمغادرة أستراليا لتحقيق ذلك.
حياة نشطة
وقد عاش غودال الأكاديمي المولود في لندن في شقة صغيرة في بيرث غربي أستراليا حتى أسابيع مضت.
وكان قد تخلى عن العمل بدوام كامل في عام 1979، ولكنه واصل نشاطه البحثي والأكاديمي.
ومن بين منجزاته في السنوات الأخيرة إصداره سلسلة كتب حول النظام البيئي في العالم.
وفي عام 2016 كسب معركة من أجل استمرار العمل في جامعة إديث كوان في بيرث كباحث شرفي بدون أجر.
ويرافق غودال في رحلته صديقته كارول أونيل وهي ممثلة جمعية تؤيد حق اختيار "الموت" على المستوى الدولي.
بداية النهاية
وتقول أونيل إن معركته من أجل الاستمرار في العمل عام 2016 أثرت عليه كثيرا.
وكان النزاع قد بدأ عندما أعربت الجامعة عن قلقها إزاء سلامته بما في ذلك قدرته على أن يستقل المواصلات العامة من وإلى الجامعة.
وأضافت أونيل قائلة إن هذا الأمر تزامن أيضا مع منعه من قيادة السيارة والتمثيل في المسرح وإجباره على العمل قرب منزله.
وقالت لبي بي سي:"إنها كانت بداية النهاية".
وتابعت: "لقد حرم من رؤية زملائه وأصدقائه في مقر العمل القديم، لقد فقد روحه ولم يعد سعيدا أبدا".
رجل مستقل
ثم جاء تصدع خطير في شقته الشهر الماضي ليسرع من وتيرة اتخاذه القرار فقد اختفى ليومين. ولاحقا قال الأطباء إنه بحاجة لعناية مكثفة أو النقل لدار لرعاية المسنين.
وقالت أونيل:"إنه رجل مستقل ولا يريد أناسا غرباء حوله طول الوقت بذريعة العناية به. إنه لا يريد ذلك، فهو يريد إجراء حوارات ذكية، ومازال قادرا على أن يستقل الحافلة في مدينته."
ونشر التماس على الإنترنت لجمع نحو 15 ألف دولار للعالم من أجل تمويل رحلته الأخيرة لأوروبا حيث سيزور عائلته أولا في فرنسا قبل التوجه لسويسرا مع أقرب أفراد أسرته.
يذكر أن سويسرا تسمح بإنهاء الشخص لحياته منذ عام 1942 ،وهناك دول أخرى تسمح بالمساعدة على إنهاء الحياة ولكنها تشترط الإصابة بمرض خطير.
أرسل تعليقك