واشنطن _ العرب اليوم
في أول اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين منذ وصول جو بايدن و إلى البيت الأبيض، بحث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، ملفات «حقوقية وعسكرية»، فضلاً عن تناول «عملية السلام» في المنطقة وعدد من القضايا الإقليمية من بينها ليبيا. وبحسب إفادة للخارجية الأميركية، فإن «الوزيرين سلطا الضوء على أهمية الشراكة الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة ومصر، ولا سيما في مجال الأمن والتعاون المستمر في مكافحة الإرهاب، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية».
ووفق ما نقلت الخارجية الأميركية، فإن بلينكن أثار ما وصفه بـ«المخاوف المتعلقة بقضية حقوق الإنسان في مصر، والتي ستكون - بحسب ما أكد - محورية في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ومصر، وكذلك شراء مصر المحتمل لطائرات مقاتلة من طراز سو - 35 من روسيا». ونقلت وسائل إعلام روسية، ومنها موقع «روسيا اليوم»، معلومات في عام 2019 عن «اتفاق لتزويد القاهرة بـ20 مقاتلة (سوخوي - 35)، مقابل مليار دولار»، فيما لم تعلن القاهرة وموسكو رسمياً عن أي صفقة بهذا الشأن. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، اعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية والعسكرية، آنذاك، آر.
كلارك كوبر، أن «شراء مصر طائرات مقاتلة روسية يعرضها لخطر العقوبات الأميركية، كما يهدد مشترياتها من العتاد الأميركي في المستقبل». ووصف برلمانيون مصريون حينها تصريحات كوبر بأنها «تدخل غير مقبول في شأن يتعلق بسيادة الدول».
وقدر مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور جمال عبد الجواد أن ما ظهر من الاتصال يمكن اعتباره
«محدداً للمناخ العام الذي سيحكم إدارة العلاقات في الفترة المقبلة ومجالات اهتمامها، دون أن يكون هناك مجال لمناقشة القضايا التفصيلية التي سيكون محلها اتصالات لاحقة». وجاء الاتصال بين الوزيرين المصري والأميركي، بعد يوم واحد من استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الفريق أول كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، في القاهرة، وأكد الأول ««خصوصية العلاقات الاستراتيجية الراسخة» بين القاهرة وواشنطن.
عبد الجواد قال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك مسارات متعددة للعلاقات بين مصر والولايات المتحدة، فهناك الخارجية التي تعكس التغيرات التي تجري في البيت الأبيض، بينما المسار الأكثر استقراراً يتعلق عادة بالجيش الأميركي والعلاقات العسكرية مع القاهرة، وفي هذا السياق تأتي زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية، وإتمام صفقة صواريخ أميركية لمصر قبل أسبوع تقريباً». ووافقت إدارة بايدن في 17 من فبراير (شباط) الجاري على صفقة بيع صواريخ بقيمة 197 مليون دولار لمصر.
وخلص عبد الجواد إلى وضع كل هذه الإشارات والتطورات في سياق، يمكن أن نفهم منه أن «هذه الإدارة ستعمل في قضايا الأمن والدفاع كما لو لم يكن هناك قضايا حقوق الإنسان، وكذلك ستتعاطى مع الملف الحقوقي كما لو لم تكن هناك علاقات عسكرية وأمنية»، واستطرد: «هذه ربما تكون صيغة مستحيلة، لكن أتصور أن هذا هو الطموح لهذه الإدارة». وقال بيان الخارجية المصرية إن المحادثة الهاتفية بين شكري وبلينكن «عكست تلاقي رؤى الدولتين في العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، ونقاشاً حول آخر التطورات على الساحة الليبية والقضية الفلسطينية، فضلاً عن ضرورة مواصلة العمل المشترك من أجل مكافحة الإرهاب، وغيرها من التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة».
وبحسب الخارجية المصرية، فإنه «تم التأكيد على الشراكة التاريخية القائمة على أُسس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وتنمية العلاقات في جميع مناحيها السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذا جهود البلدين في مجال حقوق الإنسان بما يحقق مصلحتيهما، ومواصلة التنسيق والتشاور خلال المرحلة القادمة حول جميع القضايا التي تحظى باهتمام مصر والولايات المتحدة».
وقبل أسبوعين، وصف شكري، في تصريحات تلفزيونية، العلاقات مع الولايات المتحدة، بأنها «وثيقة واستراتيجية على مدار 4 عقود، وبها الكثير من مجالات التعاون والمكاسب المشتركة سواء للقاهرة أو لواشنطن»، وعندما سُئل عن وجود «أي قلق داخل الخارجية المصرية من التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة»، أجاب: «القلق ليس في إطار العلاقات الدولية، والإدارة لم توضح مواقفها إزاء العديد من القضايا الإقليمية، وعلينا أن نستكشفها، ولم أرَ أي مجال للقلق بالتأكيد، وليس هناك مجال لأي تفاؤل، وإنما هي إدارة علاقات بشكل طبيعي».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الرئيس الأميركي جو بايدن يمدد عقوبات ترامب ضد كوبا
أرسل تعليقك