لم يصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة باستئناف القصف الجوي على مواقع الإرهابيين في حلب السورية، ممددا بذلك الهدنة الإنسانية.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس في معرض تعليقه على طلب توجهت به هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إلى الرئيس بشأن استئناف الضربات الجوية على التنظيمات المسلحة غير الشرعية في أحياء حلب الشرقية: "الرئيس الروسي يعتبر استئناف الغارات الجوية في حلب أمرا غير مفيد في الوقت الراهن".
وشدد على أن هذه الهدنة الإنسانية المتمثلة في تعليق تحليق الطيران الروسي والسوري، تشمل حلب فقط.
وكانت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي قد أعلنت أنها طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، السماح باستئناف الضربات الجوية على الإرهابيين في حلب السورية.
وأوضح الفريق سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان أن هذا القرار اتخذ بسبب استمرار سفك دماء المدنيين، ومسارعة الإرهابيين إلى استئناف الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية. وذكر بأن تعليق تحليق الطيران الروسي والسوري فوق حلب مستمر منذ 10 أيام.
وقال: "توجهنا إلى القائد الأعلى للقوت المسلحة بطلب استئناف الضربات الجوية على التشكيلات المسلحة غير الشرعية في حلب الشرقية".
وشدد رودسكوي قائلا: "لليوم العاشر على التوالي، يستمر تعليق طلعات طائرات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو السوري في منطقة عمقها 10 كيلومترات حول حلب. وعلى الرغم من ذلك، يبقى الوضع حول المدينة صعبا جدا".
وذكر رودسكوي بأن الإرهابيين استغلوا هذا التعليق، وشنوا في الساعة 11.20 صباح يوم الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول، هجوما باتجاه أكاديمية الأسد العسكرية في منطقة الحمدانية. وأوضح أن 3 مجموعات للمسلحين شاركت في الهجوم، انطلاقا من مناطق غربي المدينة، بدعم 20 دبابة و15 مدرعة، ووابل من نيران المدفعية والراجمات.
من جانب آخر، شن المسلحون المحاصرون في أحياء حلب الشرقية، هجوما متزامنا باتجاه أحد الممرات الإنسانية المفتوحة لخروج المدنيين من تلك الأحياء.
وأكد رودسكوي أن هذا الهجوم أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وعسكريي الجيش السوري. وأكد أنه تم صد كافة الهجمات، بالإضافة إلى تدمير 8 دبابات و5 مدرعات.
وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن عمليات القصف من جانب المسلحين في حلب، أدت خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى مقتل 43 شخصا وإصابة 96 آخرين في أحياء حلب الغربية.
وأكد رودسكوي أن كافة الممرات الإنسانية التي سبق أن فتحت لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية، مازالت مفتوحة وتعمل على مدار الساعة.
وشدد على أن سبب فشل العملية الإنسانية في شرق حلب، يعود إلى ضعف الإجراءات التمهيدية لها من جانب الأمم المتحدة، وإخفاق واشنطن والدول المعنية الأخرى في الاستفادة من تأثيرها على "المعارضة المعتدلة" في حلب الشرقية.
وأضاف أن الجانبين الروسي والسوري، مستعدان، رغم كل ذلك، لإعلان فترات تهدئة جديدة في المدينة ولإحلال نظام وقف إطلاق النار.
وشدد قائلا: "إننا نتخذ كافة الإجراءات لاستعادة استقرار الوضع. ونحن مستعدون للنظر في أي مقترحات حول تحسين الوضع الإنساني بحلب، بما في ذلك إعلان فترات تهدئة إنسانية، شريطة عدم استخدامها من قبل المسلحين لتحقيق أغراضهم".
وكشف أن الخبراء الروس يعملون مع نظرائهم من الولايات المتحدة وعدد من دول منطقة الشرق الأوسط من أجل وضع مقترحات جديدة حول استعادة استقرار الوضع في حلب.
الأركان الروسية: تنامي حصيلة القتلى المدنيين مع تكثيف غارات التحالف على الموصل
كما كشف رودسكوي عن تكثيف التحالف الدولي بقيادة واشنطن للغارات الجوية في محيط الموصل، بما في ذلك باستخدام قاذفات "بي-52" الاستراتيجية. ورجح أن يؤدي ذلك إلى تنامي الخسائر في صفوف السكان المدنيين.
وذكر أن طائرة حربية أمريكية شنت في 24 أكتوبر/تشرين الأول غارة على مدرسة في تلكيف شمالي الموصل، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين. وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول، وجهت طائرات أمريكية ضربة بما لا يقل عن 5 صواريخ موجهة إلى حي سكني في مدينة الشورة جنوبي الموصل.
وأكد أن وزارة الدفاع الروسية تقدم كافة البيانات المتوفرة لديها حول تلك الغارات لوسائل الإعلام، معربا عن أمله في أن تفي واشنطن بوعدها الخاص بإجراء تحقيق في تلك الحوادث.
أرسل تعليقك