اعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اثناء مشاركته الاولى في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسل، ان بلاده ستواصل القيام ب"دور قيادي" في اوروبا رغم قرارها الخروج من الاتحاد.
وانعقد مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد في حضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وهي سابقة في التكتل الاوروبي، ووسط اجواء متازمة اصلا في اوروبا نتيجة البريكست، تفاقمت بسبب التهديد الارهابي والاحداث الاخيرة في تركيا.
وصرح جونسون الذي كان احد متصدري حملة بريكست لصحافيين "علينا ان ننصاع لارادة الشعب وان نغادر الاتحاد الاوروبي... لكننا لن نتخلى باي شكل عن دورنا القيادي في اوروبا".
وقال انه اجرى "حديثا جيدا جدا" بهذا الشأن مع وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني التي "وافقت على ان على بريطانيا ان تواصل القيام بدورها".
وحرص جونسون على التصرف بحذر وبلطف مع زملائه، وهو المعروف بطبعه الصاخب، وقد اثار غضب شركائه في الحملة السابقة للاستفتاء البريطاني عندما قارن سعي الاتحاد الاوروبي الى تحسين الاندماج الاوروبي بمساعي ادولف هتلر قبل تسلمه الحكم.
وشكل تعيين جونسون وزيرا للخارجية مفاجأة مذهلة للكثيرين في اوروبا.
- فرنسا "صريحة" مع بريطانيا -
وصرحت موغيريني انها أجرت "تبادل افكار جيدا بشأن المسائل الرئيسية على جدول الاعمال اليوم" مع جونسون.
الا انها كررت ان اي مفاوضات لن تجري مع بريطانيا بشأن مغادرتها الاتحاد، قبل ان تبلغ لندن رسميا الاتحاد الاوروبي برغبتها بمغادرته، عبر تفعيل بند بهذا الشان في المادة 50 من معاهدة لشبونة المؤسسة للاتحاد.
واضافت ان بريطانيا تبقى عضوا في الاتحاد حتى الانتهاء من المفاوضات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت من جهته انه اجرى حديثا هاتفيا "صريحا ومفيدا" مع جونسون.
واضاف لصحافيين "هناك كثير من الامور التي يجب العمل عليها مع بريطانيا، وساتحدث دوما مع بوريس جونسون باكبر قدر من الصدق والصراحة".
وجدد ايرولت دعوة بريطانيا الى اطلاق المفاوضات في اسرع وقت، قائلا "يجب تجنب دخول اوروبا في اجواء من التشكك. كلما بدأت المفاوضات باكرا، كلما كان ذلك افضل".
ورجحت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي اطلاق المفاوضات في اواخر العام الجاري او مطلع 2017 كاقرب موعد، وليس قبل تحديد لندن طبيعة العلاقة التي تريدها في المستقبل مع الدول الاعضاء الاخرى في الاتحاد.
- تركيا ومواضيع الارهاب -
وطغى موضوع محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا، الشريك الاساسي للاتحاد الاوروبي، والاعتداء الدامي في الاسبوع الفائت في نيس في جنوب فرنسا على مضمون محادثات الوزراء الاوروبيين.
ووجه كيري نداء مشتركا من بلاده والاتحاد الى الحكومة التركية من اجل "الحفاظ على الهدوء والاستقرار في البلاد" مضيفا "ندعوها ايضا الى احترام المؤسسات الديموقراطية للامة واحترام دولة القانون".
وسارعت موغيريني الى تحذير تركيا من مخاطر القمع الموسع. وقالت في مؤتمر صحافي اثر الاجتماع الوزاري، "لا يمكن لاي بلد ان ينضم الى الاتحاد الاوروبي اذا كان يطبق عقوبة الاعدام".
كما بحث المجتمعون في سبل تعزيز مكافحة الارهاب.
ووقفوا دقيقة صمت على ارواح ضحايا اعتداء نيس ال84 في الوقت ذاته الذي وقفت فيه كل فرنسا هذه الدقيقة حدادا على ضحايا الاعتداء الدامي.
وقال آيرولت "سنسعى الى توسيع عملنا المشترك على المستويين الاوروبي والعالمي".
كما سيبحث الوزراء الاوروبيون في الاوضاع في اميركا اللاتينية، لا سيما العلاقات مع فنزويلا حيث ينوون تعيين موفد خاص لهم في هذا البلد هو رئيس الحكومة الاسباني السابق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، بالاضافة الى العلاقات المستقبلية مع كوبا وعملية السلام في كولومبيا.
وعلى جدول الاعمال ايضا موضوع الصين وبحر الصين الجنوبي بعدما دعا الاتحاد الاوروبي بكين ومانيلا الى حل نزاعهما "سلميا"، وازمة الهجرة قبل قمة الامم المتحدة المقررة حول هذه المسالة في 19 ايلول/سبتمبر في نيويورك.
أرسل تعليقك