واشنطن ـ العرب اليوم
فيما لم يُعلن البيت الأبيض رسميًا سبب وفاة الشقيق الأصغر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن روبرت ترامب توفي مساء أمس السبت جراء نزيف في الدماغ، عن عمر ناهز 71 عامًا. وكان ترامب، الذي زار أخاه قبل وفاته بمستشفى في نيويورك يوم الجمعة، كتب في بيان " بقلب مُثقل، أعلن رحيل أخي الرائع، روبرت، الليلة بسلام. لم يكن أخي فقط، بل كان أعز أصدقائي. سنفتقده كثيرًا، لكننا سنلتقي مُجددًا. ذكراه ستبقى في قلبي إلى الأبد. روبرت، أحبك. أرقد في سلام". ونعى إريك ترامب، نجل الرئيس الأمريكي، عمه: "روبرت ترامب كان رجلًا استثنائيًا، قويًا، وعطوفًا، ومخلصًا حتى النخاع. سيترك فراغا كبيرا في وجدان العائلة كلها". ونقلت الصحيفة عن صديق مُقرّب للعائلة إن روبرت ترامب أُصيب بنزيف في المخ مؤخرًا. وذهب الرئيس الأمريكي إلى مانهاتن بنيويورك يوم الجمعة لزيارته في المستشفى، غير أنه لم يمكث بجانبه سوى أقل من ساعة واحدة فقط. وأضاف المصدر، الذي لم تُسمه الصحيفة، أن ترامب بدا حزينًا متأثرًا وهو يترقب وفاة شقيقه الوشيكة، بعد تدهور وضعه الصحي بشكل كبير. وعقد مؤتمرًا صحفيًا أمس السبت دون أن يلفت خلاله الذكر إلى صحة شقيقه روبرت. وقال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الجمعة قبل مغادرته لزيارة شقيقه بالمستشفى: "لديّ أخ رائع. لقد ربطتنا علاقة رائعة لفترة طويلة". وفي الواقع، ذكرت الصحيفة أن الأخوين انفصلا لسنوات قبل ترشّح السيد ترامب لرئاسة أمريكا. وبحسب "نيويورك بوست"، قضى روبرت أكثر من أسبوع في وحدة الرعاية المركزة بمستشفى ماونت سيناي بمانهاتن في شهر يونيو. وروبرت الأصغر بين خمسة إخوة، وهو يصغر الرئيس ترامب بعامين. ليس لديه أطفال، لكنه ساعد في تربية كريستوفر هوليستر ترامب-ريتشين، نجل زوجته الأولى، بلين ترامب، حتى أنه منحه اسمه الأخير. إلى جانب شقيقه الرئيس، فمن بين أفراد أسرته الذين لا زالوا على قيد الحياة؛ زوجته الثانية آن ماري بالان، وشقيقته ماريان ترامب باري، وإليزابيث ترامب غراو. فيما توفي شقيقه فريد جونيور ترامب في عام 1981. وخلافًا لإخوته الكبار، لم يخضع روبرت لضغوط كبرى من الأب فريد ترامب الذى كان صارمًا، ولم يجد نفسه مضطرا إلى الدخول فى أعمال شركة العقار الخاصة بالعائلة. بعد تخرجه من جامعة بوسطن، قضى روبرت معظم حياته المهنية في وول ستريت بالعمل في شركة عقارات العائلة، حتى وصل إلى درجة مدير تنفيذي كبير بمنظمة ترامب. وبخلاف أخيه، لم يكن روبرت يسعى للشهرة، وعاش شبه مُتقاعد في ولاية نيويورك.
قالت جويندا بلير، كاتبة السيرة الذاتية لعائلة ترامب: "عندما كان يعمل في منظمة ترامب، كان يُعرف باسم ترامب اللطيف". مُضيفة "روبرت كان الشخص الذي سيحاول التدخل حال حدثت مشكلة". فيما وصفه مايكل دي أنطونيو، كاتب سيرة ترامب، بأنه "أهدأ شخص في عائلة ترامب. وكان سعيدًا ببقائه بعيدًا عن دائرة الضوء"، وفق الصحيفة. وتذكّره جاك أودونيل، المدير التنفيذي السابق لمؤسسة ترامب والذي عمل عن كثب مع عائلة ترامب، كشخص "عفوي ويتمتع بحِس دُعابة يفتقر إليها شقيقه الأكبر". وقال أودونيل: " لقد كان محترمًا، وهادئًا، ومستمعًا جيدًا، وشخص يسهل العمل معه. لم يكن نرجسيًا. كان مرتاحًا جدًا لكونه شقيق دونالد ترامب وليس مثله". ومع سطوع نجم ترامب، كافح روبرت من أجل العمل لصالح شقيقه- الذي كثيرًا ما كان يُلقي باللوم عليه إزاء أي كارثة- مُحاولًا إثبات أنه يختلف عنه، بحسب أصدقاء للعائلة. ووفق أودونيل، صرخ دونالد ترامب بوجه شقيقه روبرت في أحد الاجتماعات، وألقى باللوم عليه بالكامل في كارثة إفلاس ملاهيه الليلية بأتلانتيك سيتي، والتي عيّنه مشرفًا عليها، وما كان من روبرت إلا أنه "نهض بهدوء، وغادر الغرفة، وهذه آخر مرة رأيته فيها على الإطلاق". كتب دونالد ترامب في كتابه الأكثر مبيعًا في عام 1987 بعنوان "فن الصفقة": "أعتقد أنه من الصعب أن يكون لدي أخ ، لكنه لم يقل شيئًا عن ذلك أبدًا ونحن قريبون جدًا". وأضاف: "روبرت يتماشى مع الجميع تقريبًا، وهو أمر رائع بالنسبة لي لأنني في بعض الأحيان يجب أن أكون الرجل السيئ".بعد توتر وانفصال عن شقيقه الأكبر لسنوات، تصالح روبرت مع دونالد عندما قرر الأخير الترشّح للرئاسة، وفق شخص مُقرب من العائلة. وفي عام 2016، وصف نفسه بأنه مؤيد كبير لخوض الانتخابات في البيت الأبيض خلال مع "نيويورك بوست" عام 2016. وقال حينها: "أنا أؤيد دونالد ألف في المائة. إذا احتاجني بأي شكل من الأشكال سأكون بجانبه". وكان روبرت ذهب مؤخرًا إلى محكمة في محاولة لم تتكلل بالنجاح لوقف نشر كتاب ماري ترامب، ابنة أخيهما الأكبر المُتوفى فريد ترامب جونيور، الذي تنشر فيه معلومات عائلية وُصِفت بـ"الخطيرة" عن الرئيس الأمريكي، تحت عنوان "أكثر مما ينبغي وغير كافٍ: كيف خلقت أسرتي أخطر رجل في العالم؟".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الرئيس الأميركي يشن هجومًا ضد مستشارة البيت الأبيض بشأن "كورونا"
أرسل تعليقك