​الترامادول في نيجيريا مُموِّل جماعة بوكو حرام ووقود الموت واليأس
آخر تحديث GMT18:13:53
 العرب اليوم -

​"الترامادول" في نيجيريا مُموِّل جماعة "بوكو حرام" ووقود الموت واليأس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ​"الترامادول" في نيجيريا مُموِّل جماعة "بوكو حرام" ووقود الموت واليأس

الترامادول يصل الى نيجيريا مخفياً وراء أدوية أخرى
أبوجا - العرب اليوم

أظهرَ تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية في أبريل/نيسان من هذا العام، مدى إدمان النيجيريين على "الكودايين"، لكنّ الطامّة الكبرى ليس فقط الكودايين إنما هناك مسكن آلام يدعى "ترامادول" الذي يعزى له الإدمان على نطاق واسع، وكما توصّل ستيفاني هيغارتي من "بي بي سي"، فقد يكون الترامادول مغذيا للتمرد في شمال شرقي أفريقيا أيضا.

عندما يأخذ مصطفى كولو، البالغ من العمر 23 عاما، تلك الحبوب الحمراء الفاقعة، يشعر كأنه يستطيع دفع شجرة، كأنه لا يتحكم بجسده، وأنها تلغي الأفكار السلبية، ويقول "عندما آخذ هذه الحبوب، أنسى كل شيء"، ويقول كولو: "اعتدت أن أتناول من ثلاث إلى أربع حبات في البداية، لكنني الآن قلصتها إلى حبة ونصف فقط"، وقال إنه لا يرغب في الذهاب أبعد من ذلك. في هذه البلدة المضطربة، الآلاف من الناس مدمنون على ترامادول، المقاتلون المتطوعون للدفاع عن مدينتهم، وأولئك الذين شردتهم الحرب حتى الجنود أنفسهم.

ومن المفترض أن يستخدم مسكن الألم الأفيوني الرخيص لعلاج الألم المعتدل والحاد، لكنه كمعظم الأدوية المخدرة، يسبب الإدمان بالرغم من طرح موضوع الإدمان للنقاش.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن احتمال الإدمان على ترامادول أضعف قياسا بالمورفين، لكن وباء الإدمان الذي ينتشر في غرب أفريقيا يمكن أن يفنّد ذلك، ويقول ماركوس أيوبا، رئيس الوحدة التابعة لوكالة مكافحة المخدرات في نيجيريا بأسف "المشكلة كبيرة جدا.. إنها فعلا كبيرة".

ويضيف أيوبا "بتقديري هناك واحد من كل ثلاثة شبان ممن يتعاطون المخدرات"، ويعتقد بأن ذلك عائد إلى عقد من الحرب في البلاد.

ويتابع أيوبا: "لقد فقد الناس كل شيء.. كانوا شبابا بسطاء من المزارعين، لقد فقدوا مزارعهم ومنازلهم، وقُتل أطفالهم أمام أعينهم"، وأن الناس تبرر تعاطيها تلك الأدوية برغبتها في الانفصال عن العالم، ولكن ليست أزمة الحرب هي من جلبت ترامادول إلى نيجيريا، فقد بدأ كولو بأخذها منذ عام 2007، أي قبل عامين من بدء التمرد. كان في البداية يأخذها لأنها تساعده على العمل، وتخفف من الألم الجسدي، وفي نفس الوقت على إبقائه مستيقظا.

يقول كولو: "إنه حقا يساعدني". لكنه لم يعد قادرا الحصول على عمل بسبب إدمانها، وبدلا من ذلك تطوع مع قوات الأمن الأهلية في محاربة مسلحي بوكوحرام، ويقول: "عندما أذهب إلى الحقول والأدغال، حتى الطريقة التي أمشي أو أركض بها مختلفة، فهي تعطيني القوة"، ويتابع: " يبدو أن عدونا هو الآخر تعلم استخدام هذه الحيلة".

يجلس هناك مقاتل سابق، مرتديا قميصا ليلكي اللون، وهو في العشرينات من عمره. إنه محتجز هنا لدى الجيش النيجيري بعد أن هرب من جماعة بوكو حرام في يناير/كانون الثاني الماضي. عاش هذا الشاب لمدة أربع سنوات في مخيم الغابات، لم يكن هناك ما يكفي من الطعام والماء، ولكن كانت توجد حبوب الترامادول.

ويقول: "كانت تُعطى لنا هذه الحبوب فقط عندما كنا نقوم بعملية عسكرية، وليس في حالات أخرى". ويتابع: "قيل إذا أخذتم هذه الحبوب فسوف لن تشعروا بالخوف وتكونون أقوياء وشجعانا".

وتقول الأمم المتحدة إنه يجري تهريب ترامادول إلى أفريقيا من جنوب آسيا من قبل عصابات مجرمة دولية، وارتفعت المضبوطات السنوية في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى من 300 كغم سنويا إلى أكثر من ثلاثة أطنان منذ عام 2013 حسب تقرير صدر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ورغم سوء استخدام ترامادول بشكل واضح في بلدان مثل نيجيريا فإنه من الصعب فهم لماذا صنفت الولايات المتحدة مستوى خطورة ترامادول بدرجتين أقل من الأوكسيكونتين أو المورفين أو الجرعات العالية من الكودايين، ويعتقد إيريك ستاين، الخبير في تعاطي المخدرات بأن يكون السبب قد يعزى إلى أن ترامادول أفيون ضعيف.

وفي النهاية، فإن توفر أفيون أقوى ليس أمرا ضروريا بالنسبة إلى أولئك الذين يحاولون الانتشاء.

وينتشر الترامادول في نيجيريا لأنه رخيص فثمنه نحو 0.05 دولارات لـ200 ملغ، أما في الولايات المتحدة فثمن نفس الكمية يبلغ نحو 2.50 دولارا.
ثانيا: تساعد هذه الأدوية الناس على العمل، حيث يعتمد الكثيرون في أفريقيا على العمل اليدوي للحصول على قوتهم.

ويعتقد أيوبا بأن للدين دورا مهما أيضا، ففي غالبية المجتمعات المسلمة بما فيها شمال شرقي نيجيريا، تُحظر المشروبات الكحولية، ولكن التحريم أخف بالنسبة إلى العقاقير الطبية.

على الرغم من الأدلة الشفاهية، قاومت منظمة الصحة العالمية حتى الآن وضع الضوابط الدولية على تجارتها.

وهناك مخاوف من أن يُحرم منها الأشخاص الذين يحتاجون إليه بالفعل، إنه أحد المسكنات القليلة المتاحة على نطاق واسع لعلاج الألم لمرضى السرطان.

ويقول جيلس فورتي، سكرتير المجموعة المسؤولة عن مراجعة الترامادول في منظمة الصحة العالمية، إنه يمكن جلبه أيضا بسهولة من أجل حالات الأزمات والحالات الطارئة.​

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​الترامادول في نيجيريا مُموِّل جماعة بوكو حرام ووقود الموت واليأس ​الترامادول في نيجيريا مُموِّل جماعة بوكو حرام ووقود الموت واليأس



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab