امريكا - العرب اليوم
منذ إعلان إصابته بفيروس كورونا الجمعة الماضية، ظن البعض أن أيام الرئيس الميركي دونالد ترامب في هذه الدنيا معدودة، بعد تأكيد إدراجه ضمن الحالات عالية الخطورة، نظرًا لعمره المتقدم وتاريخه المرضي ووزنه الزائد، لكن ثمة مفاجأة غيرت مجرى الأمور، فبعد 4 أيام بالتمام والكمال، غادر ترامب المستشفى العسكري معلنًا شفائه من كورونا، ما أثار استغراب كثيرين لقصر المدة التي خضع فيها للرعاية، وهو ما أعاده الرئيس الميركي، في كلمة قصيرة، إلى عقارين تناولهما لشركتي ريجينيرون وإيلي ليلي، حتى أصبح راغبًا في جعلهما متوافرين على نطاق واسع مجانًا.
ومن منطلق شعور ترامب بـ “تحسن فوري” حسب تعبيره، تساءل البعض عن الكيفية التي حققت بها شركتي ريجينيرون وإيلي ليلى إنجازهما، والذي ظهر بعد أشهر من البحث والتجربة.بالعودة إلى الموقع الرسمي لـ ريجينيرون، أوضحت الشركة أنها تستخدم تقنيات الأجسام المضادة الخاصة بها لتطوير عقارها REGN-COV2، الذي اعتبرته “كوكتيل جديد” من الأجسام المضادة للفيروسات، لدراسة قدرته على علاج المصابين بكورونا والوقاية من سارس.وبدأت جهود الشركة بدايةً من العام الجاري، حينما أنتجت مئات الأجسام المضادة المعادلة للفيروسات في فئرانها المعدلة وراثيًا: “حددنا أجسامًا مضادة ذات أداء مشابه من ناجين من فيروس كورونا، وبحلول شهر يونيو نقلنا اثنين من الأجسام المضادة القوية، التي تشكل REGN-COV2، إلى خطوط إنتاج الخلايا لأغراض التصنيع على نطاق واسع، وبدأنا التجارب السريرية”.
تشير الشركة إلى أن دوائها REGN-COV2 لم تُقيم سلامته وفعاليته بشكل كامل حتى الآن من قبل أي سلطة تنظيمية، فيما نوهت إلى دراسة العقار حاليًا في 4 تجارب إكلينيكية في مراحلها الأخيرة.وفي الشهر الماضي، أعلنت الشركة تأثير مزيج الأجسام المضادة على 275 مصابًا غير مقيمين في المستشفى بفيروس كورونا، كما أكدت أنها تعمل على وصوله لأكبر عدد ممكن من الأشخاص في الولايات المتحدة والعالمومن الأبحاث، تبين فعالية REGN-COV2 في الرئيسيات والهامستر، مما يُظهر قدرته على تقليل حمل الفيروس في الممرات الهوائية السفلية والعلوية، وتقليل التأثير المرضي الناجم عن الفيروس.
على الجانب الآخر، أعلن الرئيس العلمي لشركة إيلي ليلي في يونيو الماضي، دانييل سكوفرونسكي، أن شركته قد يكون لديها عقار مخصص لعلاج فيروس كورونا، على أن يُستخدم في سبتمبر حال سارت الأمور على ما يُرام.وبحلول أغسطس، أعلنت الشركة عن بدئها المرحلة الأخيرة من عقار “يدرس ما إذا كان أحد العلاجات التجريبية بالأجسام المضادة لمرض كوفيد-19”، بما يمكنه منع انتشار فيروس كورونا.وحسب “سبوتنيك”، كان اختبار أغسطس هو الثالث لعقار LY-CoV555، والذي تطوره إيلي ليلى مع شركة التكنولوجيا الحيوية الكندية، وصرح وقتها الرئيس العلمي أن العقار سيستهدف المقيمين والعاملين في دور المسنين.
وتعتبر العقاقير منتمية إلى فئة من أدوية التكنولوجيا الحيوية، يُطلق عليها الأجسام المضادة الأحادية المنشأ، وهو نسخة مصنعة من جسم مضاد ينتجه مريض تعافى من المرض، ويُستخدم على نطاق واسع في “علاج السرطان والتهاب المفاصل الحاد وحالات أخرى كثيرة” وفق المنشور.وباستمرار جهودها، أعلنت إيلي ليلى، في سبتمبر المنصرم، عن أن عقارها الذي أنتجته ساهم في انخفاض ملحوظ في مستويات مصابي فيروس كورونا، بجانب تقليل فرص دخولهم إلى المستشفيات، ورغم تأثيره الملحوظ إلا أن العلماء أكدوا صعوبة وبطء تصنيعه وارتفاع تكلفته.
وتعود صعوبة التصنيع إلى أن الباحثون يجمعون بلازما الدم من الأشخاص الذين تعافوا من كورونا، ثم يختبرون آلاف الأجسام المضادة من البلازما للعثور على تلك التي تبدو أقوى، ليقدروا فيما بعد التسلسل الجيني للجسم المضاد، وإدخال الحمض النووي بهذا التسلسل في بكتيريا الإشريكية القولونية، قبل تحويلها إلى مصانع صغيرة للأجسام المضادة.وحسب المنقول بصحيفة “القبس”، تستغرق هذه العملية من أسبوعين إلى 4 أسابيع، فيما احتاج العلماء لـ 6 أشهر لعزل الجسم المضاد، وصولًا إلى تسجيل المرضى الأوائل لإجراء التجارب عليهم.وفي هذا الشأن، أعلن الدكتور دانيال سكوفرونسكي: “عقار الجسم المضاد لم ينتج عنه آثار جانبية كبيرة، فقد تلقى المرضى حقنة واحدة مما يوفر الأجسام المضادة التي يجب أن تستمر لمدة شهر تقريبًا”.
قد يهمك ايضا:
فلوريدا ما بين ترامب و بايدن
الإمارات تسجل حالتي وفاة و 1089 إصابة جديدة بفيروس كورونا
أرسل تعليقك